مظاهرات الكهرباء. . وراءها ملائكة السماء !
|
منى البغدادي
ذكر نائب مجلس محافظة البصرة ان هناك مذكرات اعتقال بحق المشاركين في مظاهرات الكهرباء في البصرة وسيتم اعتقالهم بحسب القوائم. وهذه سابقة خطيرة تتحمل الحكومة تداعياتها. وقد برزت تصريحات رسمية لقادة كبار في البلاد حول تفسير وتبرير التظاهرات الاخيرة واستبطنت هذه التصريحات مغالطات خطيرة لا يمكن السكوت عليها لانها استنساخ واضح لاداء النظام البائد وخطاباته التحريضية.
من هذه التصريحات هو اتهام التظاهرات بالتسيس او تحريكها من جهات سياسية ولنفترض جدلاً بان هذه المظاهرات كانت من تحريك القوى السياسية في البلاد ولنؤكد ذلك ولا نخجل منه فما هو الضير من تحريك الجماهير باتجاه المطالبة بحقوقها وهل نعتقد بان الجماهير تتحرك للمطالبة بالخدمات وتحسين اوضاع الكهرباء في البلاد من وحي من السماء او ملك مقرب يأمرها بالتظاهر لتحقيق الخدمات !
دور الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني هو تحشيد وتوحيد الشارع للمطالبة بحقوقه وهو دور واضح وغير سرّي وقد منحه الدستور للجميع. ثم ان مطالبة المتظاهرين لم تكن لزعزعة الامن او احتلال المحافظة او اسقاط الحكومة بل هي مطالب معلنة وواضحة وهي تحسين الوضع الخدمي وتطوير الكهرباء وهي من ابسط حقوق المواطنين فلماذا نستكثر عليهم هذه المطالبة ونتهمهم بالشغب او زعزعة الامن والاستقرار؟
نستغرب كثيراً من تصريحات وتحذيرات مسؤولين حكوميين وامنيين بخطورة المظاهرات وتسييسها، وهو اسلوب اعده رخيصاً، بل و مستعاراً من خطاب النظام البائد. ونستغرب عدم الرد او وقوفنا نبرر ونثبت لهم بان المظاهرات ليست مسيسة وكأن تهمة التسييس اصبحت مؤشر على احقية الحكومات المحلية والحكومة المحلية وخطوة لاتهام المواطنين المتظاهرين وتخويفهم. نقولها باعلى اصواتنا ان الجماهير اقوى من الطغاة وقد تصبر ولكنها لن تستكين او تستسلم كما قال الشهيد السعيد السيد الصدر ونؤكد للجميع بالابتعاد عن هذا الاسلوب، والاتهام البائس للجماهير سواء بالشغب ام بالتسييس. لا تنظروا فقط الى من يحرك المتظاهرات، بل انظروا الى مطالب المظاهرين فلو كانت دستورية ومقبولة فلنقف معهم بدلاً من اتهام الشعب بالشغب.
ــــــــــــــ
|
|