عقدة إبن الولاية والمعيدي !
|
حيدر محمد الوائلي
ليس هو تمييزاً طائفياً (سنة وشيعة)، وليس هي تمييزاً عِرقياً (سود وبيض) وليس هي تمييزاً دينياً (إسلام ومسيح ويهود) ولا أعرف ما أُسمي التمييز بين (ابن الولاية) وهو ساكن المدينة، و (المعيدي) وهو ساكن الريف!! وكلاهما يسكن نفس المدينة المُسماة (ولاية)!!
لإُسَمِّهِ تمييزاً نفسياً (لأن النفس وما تشتهي)!!
بعض الناس تحترم أشخاصاً لا لشأنهم ولا لأثرهم في المجتمع ولكن لكونه (ابن ولاية)!
وتمتعض وتسخر من ابن الريف (المعدي)!. ولكن نسوا هؤلاء إن الكثير من الأطباء والمهندسين والمدرسين والصيادلة والمحامين وذوي المهن وغيرهم هم من طبقة (المعيدي) وليس من طبقة (ابن الولاية)!. يُعاتبون بعضهم البعض فيقولون عيباً عليك (مو أنت ابن ولاية)!؟. ولا أعرف من هي هذه (الولاية) التي أصبحوا بها يتشرفون ويتفاخرون والكثير منها مجرد ولايات أما بناها العثمانيون أو البريطانيون، ونحن مجرد ساكنين وورثة !. هذه النظرة الدونية والتي تحط من شأن الناس لا لجرمٍ إقترفوه بل لأنهم (معدان) وللأسف أصبحت هذه اللفظة، سمة على كل شيء وسخ وغير مرتب وغير حضاري!!
ذات مرة تفاخر أحدهم بقوله (ولك احنا ولد الولاية)، فرد أخر (وانا ابن ولاية همة) فرجع الأول متهماً إياه بأنه (معيدي ابن معيدي) وأنا أراقب كالأخرس حوار (أبناء الولاية)!. وآخروين يتفاخرون بالعشيرة ويقولون (أنت ابن عشاير) (ما كاعد بمضيف)!
أنا لا أقصد الحط من شأن (الولاية) و (العشيرة) فأنا كما هو المجتمع يسمي نفسه (إبن ولاية) لولادة جدي وأبي فيها، وأنا (ابن عشيرة) لأنني أُلقب بها ويأخذون مني فصل عشائري (كل ما تصير طلابة)! ولكنني أقول : يجب أن نؤمن ونفكر بأن الإنسان وبعقله هو من يُشرف الولاية والعشيرة لا هي من تُشرفه !. وأن يُفكر أنه هو من يصنع واقع الولاية والعشيرة لا هي من تصنعه!.
كل الأمم تتفاخر بعطائها لا الجهة التي جاءوا منها فمقدار إحترام الشخص على قدر عطائه في المجتمع وتأثيره، والإنسان كما قيل (كائن اجتماعي) وإلا فنحن (حيوانات)!
في العراق الكثير من المشكلات والعقد والسلبيات والتي تحتاج إلى عقل وتفكير وتدبر وأن تُثار ويتم تسليط الضوء عليها كي يتم حلّها ولسنا بحاجة لشيء أكثر من ذلك!. أنا أحياناً أتعمد أن أُثير المشكلة مع تسليط الضوء على تأثيرها وبعض جوانب حلها ولكن أُريد من القراء الكرام أن يُفكروا فيها أيضاً وهذا هو بيت القصيد!. وكل لبيبٍ بالإشارة يفهمُ!
ــــــــــــ
|
|