بعد وصوله الى الديار المقدسة
المرجع المدرسي يدعو للروح الجماعية في الحج
|
وصل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي ـ دام ظله الوارف ـ الى الديار المقدسة لاداء مناسك الحج وذلك يوم الاربعاء الماضي.
وفي المدينة المنورة التي وصلها سماحته، استقبله عدد كبير من علماء الدين والاخوة المؤمنين من البعثات الدينية المتواجدة في المدينة، وفي أول حديث له اكد سماحته على الالتزام بتربية النفس معتبرا انها زاد الحاج في موسم الحج، وقال سماحته ان سيرة العلماء هي التزود بزاد التقوى الذي يعينهم على تربية انفسهم وهذا اكثر ما يتحصل في الحج..
واضاف سماحته في هذا الخصوص: أن سيرة العلماء كانت ولا تزال متمثلة بممارستهم لتهذيب أنفسهم وتربيتها على الخير والصلاح وبالذات عند المراقد المقدسة التي هي بذاتها تتميز بعدة جوانب تعين الإنسان في هذا المجال، فكانوا يستغلونها بأفضل وجه ممكن من قراءة الأدعية والمناجاة إلى ممارسة الاعتكاف وغيرها من العبادات، وكانوا شديدي التحمس في ممارساتهم.
واستطرد سماحته بالقول: ان هذا يجب أن يكون خير أنموذج يشجعنا لفعل الخير والسعي لتزكية أنفسنا والاستقامة على هذا النهج.
وفي وقت لاحق تحدث سماحته في مقر بعثته في فكرة الحج بصورة جماعية وقارَن بين آليات مسيرة القوافل السابقة في أدائها لمناسك الحج وبين الحالة الراهنة، وكيف أن بعض الفوارق ضيعت على الحجاج الكثير من المنافع التي كانوا يجنونها، هذا مع أن في الحج منافع كثيرة على الحجاج السعي الدؤوب لجنيها ـ كما قال سماحة السيد المرجع ـ ومن أهم ما يمكن أن يجنيه الحاج هو روح الجماعة، حيث أن الله ـ سبحانه ـ جعل الأعمال العبادية بصورة جمعية مع أنها فردية في المقام الأول، وقد قنن ـ سبحانه ـ العديد من الآداب التي تحافظ على هذه الروح.
وفي هذا الإطار قارَن سماحته بين مسيرة الحجاج سابقاً حيث كانوا يمشون على قوافل مجتمعين بعضهم مع بعض، محققين بهذا العمل مفردتي "الإفاضة" و"النفر" اللتان تصبان في تكريس روح الجماعة,.
وأكد أن حالة الإنفراد للمجاميع والقوافل تنصب بعكس هذه الروحية، في الوقت الذي نحن أحوج ما نكون إلى الروح الجماعية لتجاوز الحالة الفردية؛ التي تشتت الإنتاج، والفاعلية، وتبعثر الطاقات.
|
|