الصراع من اجل عراق ضعيف !
|
صلاح السامرائي
الصراع نوعان الأول سلبي والثاني ايجابي وأثبتت الدراسات المتخصصة في علوم الإدارة والسياسة إن الصراع يمكن استثماره بشكل ايجابي فيما بين الأطراف المتصارعة لخلق حالة من المنافسة لتحقيق أهداف عامة وهذه السياسة متبعة في الدول المتقدمة كنوع من أساليب الإدارة أما بالنسبة إلى الصراع السلبي دائما يحتاج إلى معالجة وقطع دابر الاختلاف الذي أدى إليه. وساحة العراق السياسية تتميز بالصراع السلبي الذي سيطر على العقول السياسية والكيانات الحزبية مما أوجد حالة من فقدان الثقة ولهذا لم يتم الاتفاق على كثير من المسائل الخلافية وحتى التي تصب في المصلحة العامة لان كل طرف يريد أن يكون هو صاحب المبادرة ويعمل بشكل دؤوب على تسقيط الطرف الآخر من خلال التهميش وإلغاء دور المشاركة في عملية اتخاذ القرار وهذه الحالة جعلت من العراق بلد الأزمات والمعضلات وفرض الارادات والأجندات الخارجية الذي يعمل وفقها هذا الطرف أو ذاك والشواهد كثيرة ومعبرة عن الحالة فيما يخص الاجندات الخارجية واثارها على المشهد العراقي، إضافة إلى الخروقات الأمنية في الداخل وعمليات الإرهاب المتزايدة وكل هذا الضعف الذي خلق بسبب ضعف الإدارة العراقية حكومة وبرلمانا. والحلول متوقفة ولا اجراء يعالج المشاكل التي يعانيها بلدنا فبالرغم من مرور تسع سنوات على سقوط النظام السابق لم تستطع الحكومات من التقدم والنهوض بواقع السياسة العراقية مما انعكس على الوضع العام للبلد وتدهور كل قطاعاته الاقتصادية والخدمية. ومع شديد الأسف استمرار هذا الصراع وبدون انقطاع له آثار سلبية على وضع العراق بالمستقبل القريب وآثاره في المستقبل البعيد أيضا وفي نفس الوقت استمرار إضعاف العراق إلى انه سيصبح لقمة سائغة سهلة في أفواه الطامعين ومتصيدي الفرص.
وعلى من تقع المسؤولية الكبرى؟. على الحكومة والبرلمان والكيانات التي تعمل بآفاق ضيقة من دون الالتفات إلا لمصالحها الشخصية، كما وتقع بعض المسؤولية على أبناء الشعب العراقي الذي يجب أن يبدأ التغيير من داخله يشير الباري عز وجل (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فالكثير يتحدث عن الفساد الإداري وينتقد ويطالب بالمعالجات وهو أول الناس الذين يمارسون شكلاً من إشكاله. فنحتاج إلى انقلاب بل ثورة على الذات أولا قبل أن نطالب الحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة بالإصلاح فكل هؤلاء جاؤوا نتيجة لما أكده المواطن، فنحن من انتخب واختار كل هذه الشخصيات التي تقودنا اليوم. . اختيارنا إن لم يكن صائبا فعلينا أن نرفض كل حالة شاذة وغير متوافقة مع القانون والعرف والدين ليتسنى لنا خلق مجتمع يؤمن بالصحيح والخدوم ورفض المفسد والنفعي وعزله حتى اجتماعيا فهل نستطيع أن نرتقي لهذه الحالة ؟. وهل نستطيع أن نقف بوجه المتصارع من اجل السلطة ؟ والأسئلة كثيرة والإجابات قليلة. ولكن من يقوم بهذا الدور في عملية إصلاح المجتمع وفي إقناع الآخرين أن انبذوا الخلاف وأعملوا لصالح العراق؟.
|
|