شاعر مسيحي : الغدير هو يوم الولاية والولاء والوصية
الشيخ التيجاني : مقصرون لأننا لم نُظهر عظمة هذا اليوم الأغر للعالم
|
الهدى/ متابعات:
شهدت عدة بلدان في المنطقة، والعالم، اواخر الاسبوع المنصرم، وبدايةالاسبوع الجاري، اقامة ندوات ومهرجانات للاحتفاء بذكرى عيد الغدير الاغر.ففي مدينة مشهد المقدسة أكد الباحث الإسلامي التونسي المستبصر، الدكتور محمد التيجاني السماوي، على ضرورة "إقامة ندوة دولية حول الغدير وتقريب المذاهب تحضره مختلف المذاهب الإسلامية"، واضاف أنه " يجب أن يتّضح للعالم في هذه الندوة، حقيقة واقعة غدير خم وظلامة و أحقية الإمام علي عليه السلام ".وتحدث السيد التيجاني، في الليلة الثانية من ليالي مؤتمر الغدير السنوي الثالث، مؤكدا بالقول " يجب أن لا نحمّل المذاهب الأخرى مسؤولية التقصير في قضية الغدير، بل إنّنا نعتبر مقصرون؛ لأننا لم نُظهر عظمة هذا اليوم الأغر والعيد الكبير للعالم". و أوضح" أوصى النبي (ص) في يوم الغدير الجماهير التي كانت مجتمعة في ذلك المكان، بأن يُعلم الحاضر الغائب بهذه الواقعة؛ وعليه يجب على الشيعة اليوم تبيين هذه الحقيقة إلى سائر المذاهب الإسلامية الأخرى". مشيرا في هذا السياق الى أنّ " سكوت الإمام علي (ع) عن حقه (ليس في الامامة، بل في ادارة شؤون الامة سياسيا كان على أساس الحكمة، فلو لا سكوته وعدم إقدامه على المطالبة بحقّه في ذلك الوقت، لما بقي للدين باقية".
من جانبه وصف الشاعر المسيحي اللبناني جورج شكور عيد الغدير الأغر بأنه: "يوم الولاية والولاء للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ويوم وصية الرسول (صلى الله عليه وآله) للمسلمين بالتمسك بولاية الإمام علي عليه السلام لأن حادثة الغدير المهم فيها هو الحدث بنفسه وليس المكان ". واضاف على هامش مشاركته في ملتقى "غيث الغدير"، نهاية الاسبوع الماضي، أن: " إهمال يوم الولاية في بعض الكتب الإسلامية يعبر عن تعصب مذهبي لأن هذه الحادثة هي من أهم المحطات التاريخية في الدين الإسلامي، ولم تهملها حتى كتب أهل السنة". وتابع صاحب الملاحم الشعرية الثلاث " ملحمة الرسول (ص)، وملحمة الإمام علي (ع)، و ملحمة الإمام الحسين (ع) "، بالقول : ". . أنا لا أفهم هذا التناقض، حيث يأتي بعض الأشخاص ليقولوا إن الخلافة شورى، لكن أنا أقول لهؤلاء نفذوا وصية الرسول (ص) ولتكن بعد ذلك (الخلافة) شورى كما تقولون"، معتبراً أن "من منع خلافة الإمام علي (ع) إنما خالف الرسول".وسأل شكور: "من أولى من الإمام علي (ع) بالخلافة، وهو مثل الإسلام كله في معركة الخندق، وغيرها. . أنا جورج شكور المسيحي الأرثوذكسي أقول: هذه الثقة بالنفس عند الإمام علي (ع) تعبر عن إيمانه الطافح، وقوة الإيمان عنده، ومدى استعداده للتضحية في سبيل الدين". ورداً عن سؤال قال الشاعر شكور: 'كيف لا أكون أنا المسيحي الأرثوذكسي معجباً بهذا الرجل وهذا البطل الشهم بعد كل هذه المواقف... " ثم سأل: "من أحق من الإمام علي بالخلافة، لقد توفي الرسول (ص) وكان الإمام علي (ع) مشغولاً بجنازته فيما هم كانوا مشغولون، بكيف تؤول إليهم الخلافة".
كما عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب مؤتمر (نهج البلاغة - إعجاز الكلمة وتسامي المعنى) وذلك في العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور حشد غفير من العلماء من مختلف الاديان والطوائف، واساتذة جامعات ووزراء وشخصيات سياسية وثقافية واكاديمية. وشهدت فعاليات المؤتمر القاء دراسات ومداخلات وكلمات عديدة تناولت جوانب من فكر وعطاء الشخصية الربانية الفذة للامام علي عليه السلام، بسيرتها وعلمها وبلاغتها وحكمتها، متناولين محاور عدة منها " العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان في نهج البلاغة". واكد المشاركون ان نهج البلاغة يعد "كنز من كنوز المعرفة الانسانية "، وأن "خطاب العلم في نهج البلاغة ينبثق من القرآن الكريم " فـ" الخطاب البلاغي للإمام علي عليه السلام لا يتحرك الا من داخل حركة الخطاب الالهي القرآني ولا يرى الوجود الا من خلاله"،وقدم بعضهم شرحاً حول "رؤية الامام علي عليه اسلام لنظام العيش والمجتمع في الاسلام، و مراتب الكمال المعرفي الواصل الى سدة الاخلاص في كلام الامام حول التوحيد والاخلاص لله تعالى ".من جهته اكد الدكتور "فيكتور الكك" في محاضرات الجلسة الاولى على " اسس للحوار في نهج البلاغة "،كما واشار الى عهد الامام عليه السلام لمالك الاشتر حين ولاه مصر واعتبر هذا العهد بمنزلة "دستور انساني يصلح لكل زمان ومكان".
|
|