دعا السلطات السعودية بالافراج عن الشيخ العامر وجميع السجناء شيعة وسنة
آية الله آل نمر: لسنا مُلكاً للأنظمة الحاكمة ونحذر السلطة من مغبة جرائمها
|
حسن العوامي/ الهدى:
أصابت قوات القمع السعودية عددا من المواطنين بينهم الطفل زكريا عريف، بجروح خطيرة في بلدة العوامية بالقطيف، فيما واصلت ترويع الأهالي ليلاً حيث تقوم بإطلاق نيرانها بكثافة غير مسبوقة منذ الثالث من أكتوبر كما قمعت قوات الأمن السعودي، نهاية الاسبوع، مسيرة استذكار وتضامن سلمية نظمتها قوى "الأحرار الشبابية " في القطيف تحت عنوان "موكب أربعين شهداء الكرامة "، الذين كانت قوات الأمن قد قتلتهم في وقت سابق بإطلاق الرصاص عليهم. وكان المعتصمون اشعلوا الشموع ووضعوها أمام صورة الشهداء، مؤكدين على إستمرار المسيرات السلمية حتى تحقيق المطالب والتي من بينها الإفراج عن جميع المعتقلين والسجناء المنسيين. كما شهدت بلدات القطيف ومن بينها العوامية وتاروت، خلال الايام الماضية مسيرات مماثلة ضمت المئات طالب خلالها المتظاهرون برحيل مايسمى بأمير المنطقة الشرقية محمد بن فهد ومحاكمة القتلة. وردد المتظاهرون شعارات تستنكر القتل من قبل القوات السعودية للمتظاهرين السلميين.
من جانبه دعا إمام وخطيب جمعة مدينة العوامية في القطيف شعوب المنطقة إلى أن "تتحمل مسؤوليتها الدينية في الوقوف ضد القمع البربري الذي تمارسه الأنظمة السياسية بحق شعوبها المطالبة بالحرية والكرامة" وشدد سماحة آية الله الشيخ نمر باقر النمر أمام حضور حاشد من المصلين في جامع الامام الحسين عليه السلام، على أن "شعوب المنطقة ليست ملكاً للأنظمة الحاكمة" مؤكداً على حقها في "التحرر من سلطة الاستبداد والدكتاتورية". موضحا بالقول " فنحن لسنا ملكاً للحكام والملوك .. نحن ملكاً وعبيداً لله تعالى". ورفض سماحته تصوير ما يجري في البحرين و سوريا على أساس أنه "صراع طائفي" مؤكداً أن "الطغيان والدكتاتورية لا تتدين بدين أو مذهب، وأن ما يدفع الأنظمة للإفراط في لغة القمع هو الحفاظ على السلطة لا غير" وحث على "نصرة الشعوب والمجتمعات الحرة أياً كانت وأياً كان انتماؤها المذهبي" وتابع بأن "الإسلام خيمة تجمع وتحمي كل المسلمين بمختلف مذاهبهم وطوائفهم". وشدد على مطالبته بأطلاق سراح "جميع معتقلي الرأي من السنة والشيعة" خاصاً منهم إصلاحيي جدة وسماحة الشيخ توفيق العامر والسجناء المنسيين. وأضاف أن "المطالبة بالحقوق من خلال التظاهر والتعبير السلمي هو حقٌ مشروع ومسؤولية شرعية، وأن أياً من المذاهب الإسلامية لا تحرم التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق بصورة سلمية". وأوضح أن الأنظمة السياسية في المنطقة "هي التي تدفع الشعوب لخيار التظاهر السلمي حينما توصد أبوابها أمام المطالب المشروعة التي تنادي بها الشعوب". مضيفاً بأن "الكثيرين ممن طرقوا ما قيل أنها أبواب مفتوحة، غيبوا في الغرف المغلقة" . وفي ذات السياق انتقد سماحته بشدة ما أقدمت عليه القوات السعودية خلال الايام القليلة الماضية من "مداهمات وانتهاك حرمة البيوت وترويع الأهالي بالأسلحة"، وحذر من تكرار سياسة المداهمات، مشدداً بأن "عواقبها ستكون وخيمة على المعتدي حيث أن الدفاع عن العرض والمال مسؤولية شرعية وفطرة إنسانية".وأوضح أن "لغة الرصاص واللجوء للحلول الأمنية هي السبب الأساس في التوتر الذي تشهده المنطقة" مؤكداً على "أننا نستمد قوتنا من الله ولا نخاف لغة الرصاص، ونحن أهل الكلمة والحق والحوار وهم أهل الكبت والرصاص.. ومن يريد أن يحاورنا فليأتي لنا هنا ومنازلنا مفتوحة ولن نذهب إلى أحد ". وقال بأن على اللسطة الحاكمة "أن تفهم إن هي مارست القوة كما تمارسها في البحرين سوف يكون لدينا الحق في الرد ". ودعا الشارع عموما وشباب الحراك المطلبي بـ"الوقوف مع المظلوم أياً كان مذهبه". واشار إلى مظلومية السجناء الابرياء لدى سلطات آل سعود ، من السنة والشيعة الذين غيبوا خلف قضبان السجون ، معتبرا أن ما يجري من ظلم بحق الشيعة والسنة أمر مرفوض، كما انتقد إطلاق الرصاص على المتظاهرين، وشدد على أن "المسؤولين عن الأمر بذلك تنطبق عليهم آية الحرابة لأنهم مفسدون في الأرض ينتهكون الأعراض ويقتلون الناس". وشدد سماحته أمام الحشود الغفيرة التي تدفقت من كل المناطق على أن "العصي لا تخيف المؤمنين، بل تخيف الجبناء"، وأضاف بأن "الاعتداء على الأعراض خط أحمر يستوجب حق الدفاع عن النفس". وفي السياق نفسه قال بأن على الشباب الحركي "الحذر وعدم الإنجرار وراء مخططات الدولة التي تريد جر المجتمع لمنزلق استخدام الرصاص لتبرير قمعها حيث ينبغي عليهم أن يكونوا يقظين لكشف مخططاتها الإرهابية". واشار الى السلطة الحاكمة " تتعمد إرهاب الناس عبر إطلاق أعيرة نارية في أوقات المساء المتأخر" معتبراً أن "هذا الأسلوب الهمجي دليل على إفلاس الدولة .. نحن أهل الكلمة والحق، وهم أهل الرصاص والقتل".وأضاف بأن "أحدا لن يسكت، ولن نتراجع ولن نهدأ إلا باسترداد حريتنا وكرامتنا والإفراج عن المعتقلين والكف عن اعتقال أي شخص زوراً وبهتاناً وخروج درع الجزيرة من البحرين"، واشار سماحته في هذا السياق الى ما اعلنه نائب الملك ووزير داخلية آل سعود نايف بن عبدالعزيز الذي اعلن مؤخرا عن تمسك نظام الحكم بما زعم انها "مبادىء السلفية (الوهابية) لأنها تدعو " إلى الأخذ بأسباب الرقي والتقدم والدعوة إلى التعايش السلمي مع الآخرين واحترام حقوقهم" بحسب زعمه. و تسائل سماحة الشيخ النمر بهذا الخصوص : " وهل في دين السلفية قتل الناس في البحرين هل من السلفية سجن 30 ألف معتقل لانهم عبروا عن آراءهم، وهل من السلفية توارث الحكم"، مجيباً بأن "من يدافع عن الظالم فهو شريك له في ظلمه، كما أن آل خليفة لايمكن أن يحسبوا على السنة ، بل انهم من الظالمين". ورأى سماحته بأن "من المهم أن يجتمع المظلومون سنة وشيعة مع بعضهم ضد الظالمين الذين يسرقونهم ويقتلونهم وينتهكون عرضهم" ، مؤكدا بالقول : " لايمكن بعد اليوم أن يخوفونا بإعتقال أو تعذيب أو قتل لأن عصر التهديد والعصا انتهى وكل عصى تمس أجسادنا سوف تكسر، و العصى تخوف الجبناء ولا تخيفنا لأننا بعين الله، و سنبقى نجاهد بكلمتنا ومواقفنا وتضحياتنا وبكل ماأعطانا الله من نعم في هذه الدنيا ،سنكرسها دفاعاً عن قيمه ، وحتى يستنشق أولادنا الكرامة والحرية التي حرمنا منها.. و كلما ازدادت سنين اعتقال المنسيين ستزداد ارادتنا في الدفاع عنهم والمطالبة بالإفراج عنهم وحتى ولو كلف ذلك دماءنا.. من يشعر بكرامته ويعتز بها لا يهدأ ولا يستكين ولا يمكن لأي قوة من القوات أن توقفه، فالكرامة والعدالة والحرية والعزة لا تعطى للمتسولين وإنما تنتزع انتزاعاً..".
|
|