قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
من الهدى ...
ثقافة الأربعين
*المحرر الثقافي
زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم أربعين استشهاده، يُعد عملاً عبادياً من الوزن الثقيل، قبل أن يندرج ضمن الشعائر الحسينية، فقد جاء في حديث عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، أن هذه الزيارة تشكل أحد علامات المؤمن، بمعنى من لم يتوجه للزيارة يوم الاربعين فانه يفقد أحد دعائم الايمان بالله تعالى، وهذا يدعونا لأن نبحث في كربلاء المقدسة بعد وصولنا سواءً سيراً على الاقدام أو بوسائل النقل الموجودة، عما يعزز هذه الدعامة في نفوسنا ويعطينا الأمل والعزيمة والقوة على مواجهة كل ما من شأنه زعزعة الإيمان بالله تعالى في نفوسنا وسط الأجواء المشحونة بالمزايدات والصراعات على أكثر من صعيد.
من دواعي الشكر والحمد لله تعالى أننا نجد مع الكثير من المواكب والهيئات القادمة لزيارة الاربعين خطباء وعلماء دين، يقومون بدور الوعظ والارشاد الديني والثقافي، يتعاضد معهم الخطباء والعلماء ورجال الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة، طبعاً الى جانب المؤسسات الثقافية والاعلامية التي تنهض بأجمعها بتحمل أعباء المسؤولية الرسالية و(كلٌ يعمل على شاكلته)، والأهم من هذا هو إيجاد صلة الوصل وحلقة الربط بين الجموع الجماهيرية الهادرة المزدلفة نحو مرقد أبي الاحرار وسيد الشهداء، وبين المنبر والوسيلة الاعلامية الملتزمة بالثقافة الحسينية، وإلا فان الخيام تمتلئ سنوياً بالشباب المتحمس الذي ينتشر هنا وهناك مثل خلية النحل، فبين من يطبخ وبين يقدم الماء والطعام وبين من يشارك في مواكب اللطم والزنجيل و... فيما تمتلئ الشوارع المحيطة بالحرم الحسيني بالآلاف المؤلفة من الزائرين القادمين من كل حدبٍ وصوب، ثم لا يلبث هؤلاء فترة قصيرة حتى يعودوا الى ديارهم سالمين إن شاء الله، لكن نقول إننا نستقبلهم بالترحات ونودعهم بالسلامة، وأيضاً نرجو ان يصطحبوا معهم الغنيمة والمكسب الذي من أجله قصدوا حرم الإمام الحسين (عليه السلام)، وهذه مسؤولية مشتركة بين الجانبين، حتى نصل جميعاً وبرافد واحد الى ثقافة الاربعين، ونعرف إن إحياء هذا اليوم والذي تم أولاً على يد الإمام زين العابدين وعمته العقيلة زينب (عليهما السلام)، هو بالحقيقة إحياءٌ ليوم عاشوراء وتخليداً لقضية الحسين وأهدافه المقدسة في تقويم سلوك المجتمع وصيانة الدين من الانحراف والتزييف.