علماء مصر يرفضون دعوة سعودية وهابية لسحب الاعتراف بمذهب اهل البيت(ع)
الأزهر: الدعوة صريحة للتكفير و غير مقبولة و لن نفرق بين شيعي وسني
|
الهدى/ احمد حسين / متابعات:
رفض شيخ الازهر، وعدد من علماء مصر الاستجابة للدعوة الحاقدة التي أثارها، الناصبي أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، أحد مشايخ الوهابية السعوديين مؤخرا , والتي طالب من خلالها الأزهر بسحب اعترافه بمذهب اهل البيت(ع). واوضح الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر في تصريحات صحفية عقب صلاة الجمعة الماضية، أن ما قاله الشيخ الوهابي السعودي "غير مقبول على الإطلاق لأنه يفرق بين المسلمين , ويكرس لزرع الشقاق بينهم في وقت هم أحوج ما يكون للوحدة والتكتل لمواجهة المخططات التي تحيط بهم وبدينهم من كل جانب ".وأضاف أن الأزهر "لا يمكن أن يسحب اعترافه بمذهب الإمامية الإثني عشرية خاصة , وأن هذا الإعتراف جاء بإجماع آراء كثير من فقهاء المسلمين الكبار , والموثوق في علمهم , كذلك فإن الأزهر لا يفرق بين سني وشيعي طالما ان الجميع يقر بالشهادتين .. كما أن الأزهر يؤمن بفكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية , ويقر بالعمل والأخذ بالمذهب الامامي الأثي عشري الجعفري , ويجيز التعبد به لأن كل المذاهب الإسلامية المعتمدة تتجه لقبلة واحدة وتؤمن بنبي واحد".
مفتي مصر: مصادر الشيعة القرآن ومرويات آل البيت (ع)
من جانبه قال مفتي مصر، الدكتور علي جمعة ،" إن الإنسان يحزن كثيرا عندما يستمع لأقوال لا تؤدي إلا إلى بث الفتنة بين المسلمين ولابد أن يعلم الجميع أن الأزهر الشريف قد اعترف بالمذاهب الفقهية الثمانية، التي يقلدها المسلمون في العالم في عصرنا الحاضر، وهي الأربعة السنية (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) , واثنان من الشيعة (وهما الجعفرية والزيدية) واثنان من خارج ذلك وهما (الإباضية والظاهرية)، واضاف " ولابد أن نعي أن الخلاف بين الشيعة والسنة ليس خلافا في الأصول "، واوضح انها اختلافات "بسيطة للغاية في الفهم والمصادر، حيث إن مصادر الشيعة القرآن ومرويات آل البيت .. مع قلة من الصحابة " حسب تعبيره. وأن "هذا يحتم علينا تفويت الفرصة على الراغبين في تفريق الأمة في السياسة والاقتصاد وتبرير القتل والدم والنيل بالقول والفعل من بعضنا بعضا".من جهته قال السيد محمد الدريني أن الأزهر "أحسن صنعا بتجاهل هذه الدعوة لأنها لا تصب إلا في صالح المخططات الصهيونية الساعيه لزرع الفرقة والشقاق بين المسلمين... ولابد ان يتخلص الجميع من فقه عمامة المولوتوف التي لم تجر على الإسلام والمسلمين سوى الإتهامات بالإرهاب والتطرف ".
ويقول الشيخ محمود عاشور, وكيل الازهر الأسبق , ورئيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية " أن دعوة سحب اعتراف الأزهر بمذهب الإمامية الإثنى عشرية مرفوض تماما لأن الأزهر لو فعل ذلك يعني أنه يسحب الإعتراف بمسلمين وهو امر لا يقبله أحد ". أما الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة قطر سابقا والأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة فقال أن " أن سحب دعوة الإعتراف بمذهب الإمامية الإثنى عشرية ليس من حق أحد لأن بمنزلة دعوة صريحة للتكفير والإسلام يرفض دعاوي التكفير فالإيمان في الإسلام تصديق قلبي ولا يطلع على حقيقته إلا علام الغيوب، فالذين يستبيحون لأنفسهم تكفير الآخرين وإخراجهم من الملة وإقصائهم من الأمة بمنزلة من يدعي لنفسه -دون حق- سلطان الله سبحانه وتعالى في المعرفة بأسرار القلوب والحكم على عقائدها ".
تخرصات الناصبي الغامدي
وكان الوهابي الغامدي ، وهو استاذ مايمسى بالدراسات العليا بقسم العقيدة بجامعة ام القرى السعودية قد استنكر على علماء الازهر الاعتراف بمذهب شعية اهل البيت(ع) وجعله مذهبا فقهيا كبقية مذاهب الامة !؟. " فيأذن له في أرضه، ويفتي بعض علمائه بشرعية فقهه" على حدّ قوله. وزعم في رسالة نداء الى علماء الازهر نشرته احدى الصحف الالكترونية السعودية يوم الاربعاء الماضي، "ان الشيعة الاثنى عشرية قد استحدثوا اثنا عشر مصدرا بجوار القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، منها تؤخذ العقيدة، ومنها تؤخذ الشريعة" حسب زعمه. وعدّ الغامدي في تخرصاته أن "الدين الذي أخرجه القائد صلاح الدين الايوبي من الباب رجع الى مصر من النافذة، وافتُتح له دار سمِيت (دار التقريب) مكراً وخداعاً" .
المستشار العقالي: "الشيعة لا يحتاجون الى اعتراف احد بهم
من جهته قال المستشارالمصري، الدمرداش العقالي، وهو من زعماء شيعة مصر المستبصرين، ان "زعم الغامدي بإن الازهر عندما اجاز فقه الامامية قد ادخل مصدرا للتشريع غير الكتاب والسنة، اما دعوى جاهل او متجاهل لأن الائمة (الشيعة) لا يقولون من عندهم شيئا انما هم مؤتمنون على ما ترك رسول الله". واضاف في تصريحات صحفية، مطلع الاسبوع الجاري، " ان الذي يعترض على التقريب بين السنة والشيعة لا يمكن الحوارمعه لانه لا يعترف بالآخر".واكد العقالي ان "الشيعة لا يحتاجون الى اعتراف احد بهم" موضحا بان "العقائد همزات قلوب ونفحات عقول ولا تحتاج الى صكوك رسمية من هنا او هناك". واشار الى ان "الازهر اعترف مذعنا بالمذهب الامامي لانه اخذ بفتاوى شيعية حلت بعض مشاكل المصريين التي لا يمكن ان تحل في المذهب السني". موضحا ان الازهر "وافق على اعتبار الطلاق لا يقع الا بشاهدين "وهو ضد المذاهب السنية الاربعة ولا يقول به الا الامامية". واضاف " كما وافق الازهرعلى اعتبار المفقود الذي لا يعثر على جثته ولا يعلم حاله من الممكن اعتباره ميتا ولو بعد ساعة، بعد واقعة غرق السفنية (سالم اكسبرس) وهو حكم لا يقول به الا الشيعة الامامية، في حين تتفق المذاهب الفقهية السنية الاربعة على وجوب مرور فترات زمنية تتراوح من 15 الى 60 سنة قبل الحكم على شخص ما بانه مفقود".وقال الدمرداش العقالي ان "الازهر عام 1946 أخذ وقنن قانون (الوصية الواجبة) التي تتيح لابن الابن الذي توفي ابوه في حياة جده اخذ حصة من الميراث" مشيرا الى ان "كل المذاهب السنية ترفض الافتاء بهذه الوصية انطلاقا من ان آيات المواريث نسخت الوصية التي كانت في البداية، في حين لا يفتي بالوصية الا المذهب الامامي، وهو ما يعني اعتراف الازهر عمليا بالمذهب الامامي، واحتياجه فقهيا الى الحلول التي يطرحها".
|
|