قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الإمام الحسين(ع).. وواقعنا اليوم
تعالوا نتحدث عن الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ في واقعنا اليوم، عن هذا الخير العظيم كيف نستفيد منه ما يعالج فقرنا؟ عن هذا المصباح المنير، كيف نستضيء به ونطرد عن واقعنا الجهل والغفلة؟ عن هذه السفينة التي من ركبها نجا، كيف ننجو بها من الفتن التي تحيط بنا؟. أرأيتَ الذي يكظّه العطش على شاطئ نهر فرات، إنه مثل الأمة التي تملك ولاية الإمام الحسين عليه السلام وهي لا تزال تدور في أزمات. لماذا؟ ،أو هل رأيتَ من يستسلم للأمواج فيغرق وأمامه سفينة النجاة؟، فإذاً أين الخلل؟. قد يعذر من يتبع أئمة الضلالة أن يستسلم للشقاء. أمّا من يقتدي بأهل بيت الرسالة عليهم السلام، كيف يبرِّر ضعفه وتفرّقه واستسلامه لواقعه الفاسد، وهل يعذره الرب سبحانه يوم القيامة في ابتعاده عن قيم الرسالة؟ .
أن عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، نهر ميمون يطهِّر القلوب من النفاق، والمجتمع من الشقاق، والأمة من تيه الضلال. أرأيتَ فجراً ينبلج ولم يزل يمتد على كل أفق؟،وهل سمعتَ بصبح يتنفّس ويزداد على مدى الدهور ضحى وإشراقاً؟ وهل أتاك نبأ ثورة تتفجّر في أرض وفي ساعة، وتستمر حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها؟ ،إنها ثورة كربلاء، ونهضة أبي الإباء سيد الشهداء ـ عليه السلام ـ.. فهي في كل عقل نور، وفي كل قلب عاطفة، وعلى الظالمين لهب عارم، وللمؤمنين أمل واعد. إنه السبط الشهيد أبو عبد الله الحسين عليه السلام، مصباح هدى كلما جلجل الظلام، وسفينة نجاة كلما هاجت البحار براكبيها،وهو شفيع ذنوب التائبين، وأمل العصاة النادمين. إن حديثنا عن السبط الشهيد عليه السلام ليس عن واقعة تاريخية، بل عن تيّار في الأمة نعايشه في كل ساعة، ونحاكيه في كل مكان.