لن يسلبوه منـّا .. عاشوراء عملٌ منبعثٌ من القلب و فوق شبهات المشككين
|
هل لا يزال عاشوراء الذي حدث قبل أكثر من 1300، هو عاشوراء في يومنا أم أننا في عاشوراء نعاني مخاطر ينبغي أن نتنبه إليها، وأن ننبه الآخرين إليها.
ومن أهم هذه المخاطر، خطر التشكيك في كل ما يتصل بعاشوراء، نقرأ كتباً، نستمع إلى محاضرات، نطلع على كراسات بعنوان التجديد والبحث والتحقيق وما إلى ذلك وكلها تصب في مجرى التشكيك فيما يتصل بثورة ونهضة الحسين عليه السلام. بدءاً من المشروعية ومروراً بالطريقة التي تعاطى معها الحسين في الأحداث ومع الأحداث وليس إنتهاءً بالتشكيك في زيارة عاشوراء وفي الجدوى من إحياء ذكراه عليه السلام، تستمر هذه التشكيكات كحملات علمية منتظمة وهذه معضلة تنعكس على شبابنا أولئك الشباب الذين يأخذون موقع المتفرج، فترى المؤمنين يسيرون في هذه المواكب وترى نصف أو ضعف هؤلاء على الجانبين يتفرجُ على الموكب !. هذه الحملات التشكيكية لا تنعكس على ذلك القارئ إلا بالشك في مبدأ الشعائر ولكن على هذا المسكين الشاب تنعكس بصورة عدم تفاعل مع مواكب الحسين عليه السلام.
نسأل إخواني المؤمنين، من ديدنه أن يقف متفرجاً على موكب الإمام الحسين هل ينتسب إلى أولئك الذين وقفوا على التل ؟!، إذا كان هذا دوره فما بالك بدور أولاده ثم أولاد أولاده، فقد يكون دور أولاده أن يكونوا متشيعين بالهوية فيكتفون بالتفرج على التلفزيون فالحمد لله هناك الكثير من القنوات التي انتشرت، وفيها الخير والبركة ،فلماذا اُتعب حالي في الحر والقر والبرد فأنا في بيتي وباستطاعتي أن أُشاهد ما أشاء، وكأن الحسين (ع) لا يعنيه، وكما حدث للحجاب أيها المؤمنين من الممكن أن يحدث في شعائر أبي عبد الله (ع).قد لا نعارض أن تتبدل صورة الحجاب في مجتمعاتنا ولكن بشرط أن تحافظ على الحشمة والعفة والستر ولا ننسى هذه التغيرات مرافقة للابتذال فإذا كنتِ أيتها الأم تتبذلي شيئاً من قصاصة شعرك فابنتك ماذا ستكون ؟، فإذا كنت متهاونة في إبراز شيء من القصاصات أو المفاتن فسوف تأتي البنت كي تتفوق على أمها ثم تأتي الحفيدة لتزداد، فإذا كانت الأم نفسها غيرة متشددة في تدينها ،فالبنت فيما هو أدون غير متشددة فسوف يخرج علينا بعد جيل أو جيلين بنات سافرات وتصبح العفة داخلية ! والستر قلبي ! والحياء حياء العقل ! وما يعلمون بأنه في يوم القيامة سوف تكون تلك النسوة معلقات من شعورهن.
دائماً يشار إلى أن الدين لا دخل له بالعمل أو بالسلوك !؟؟؟، وكربلاء لا تعترف بذلك، كربلاء كلها عمل وسلوك، عمل وسلوك منبعث من حشاشات القلب وهو المعضلة التي وقعوا فيها بالنسبة إلى عاشوراء، ما استطاعوا أن يسلبوا أو ينزعوا عاشوراء، أن يسلبوا معنى كربلاء من الأمة كما فعلوا بالنسبة للقرآن وكما فعلوا بالحج أو بالصلاة، ذلك لأن في عاشوراء الرفض في عاشوراء الإباء والعمل وفيها الموقف وعلى امتداد التاريخ كان الثمن باهظاً وعندما يأتي الكلام عن دفع الأثمان الباهظة فلا يكون العمل إلا منبعثاً من القلب. فليس هناك من هو مستعدٌ أن يقدم يده لكي تُقطع ليزور أبا عبد الله الحسين(ع) ثم تقول هذا العمل ليس منبعثاً من قلبه، إننا مدعوون أن نعمم فهم عاشوراء إلى الناس ،أننا بعاشوراء نحيا، إن عاشوراء عملٌ منبعثٌ من القلب، والتشكيك لن ينفع لأن عاشوراء فوق شبهات المشككين، إذ ما يلامس القلب لا يرتقي إليه شك المرتابين.
|
|