سراب
|
*علي عبد الحسين السعدي
نشرتْ أزمُني سحائب بؤسي فذَرَتْ بدمي زفيرَ الجحيمِ
سلبتْ لهثة السراب طموحي أشرعت رحلتي بجنحٍ سقيمِ
مسختْ سُخرة الشَقاء إهابي طالعت أنجمي بوجه دميمِ
أيّ جدبٍ موزّع في ضفافي يالعصفٍ جرى بنهرٍ عقيمِ
الفضاءات أرهقتني رحيلاً في سماءٍ معربد بالغيومِ
حملتْ أضلعي تراتيل جرحي سحقت واحةُ الزمان أديمي
عانقتْ رقصة المقادير لحني منذ أنشدتُ فصلَ هزءِ نعيمي
سكرتْ من أسفار وحي جحيمي طارحتها الأسى بصوتِ نديمي
أخرستْ أنمل الصباح هديلي غير ما أرعدَ النعيبُ لبومِ
قطفتْ رحلة الأساطير وجهي غرستْ حلمي في خضم الصريمِ
طرحتني المياهُ محضَ رمادٍ نضحتْ بؤسَها كؤوسُ همومي
تتهادى بين الضلوعِ فصولي رشفتْ كأسها حياةُ الرميمِ
سار جرحي مكبلاً باحتضاري قهقه الفجرُ في ضبابِ وجومي
قد نضحتُ السنينَ وهي عجاف وشهقتُ المدى بنارِ السمومِ
وتيقنتُ عندما فرّ ضوئي من نهارٍ إن النهار خصيمي
حينما أوقد الظلام شموعي خنقتني رئات فجر النسيم
|
|