"الطاقة النووية للجميع وسلاحها ليس لأحد".. مؤتمر إنعقد في طهران منطلِقاً من هيروشيما وناغازاكي
الخامنئي: الأسلحة النووية "حرام شرعاً" وأمريكا الوحيدة التي ارتكبت هذه الجريمة
|
الهدى/ متابعات:
في وقت تزعم فيه الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية أن الوقت بات يداهمها من أجل وضع مزيد من الضغوظ والعقوبات على ايران من أجل التخلي عن برنامجها النووي السلمي، الذي تبدي واشنطن وحلفاؤها خشيتها من تطوره للاستخدام في صنع اسلحة، جاء آخر ردٍ من طهران بتأكيد "شرعي" جديد، على حرمة صنع واستحدام السلام النووي. ورأى المراقبون أنه وسط السجال المحيط بالملف النووي الإيراني، والدعوات الغربية إلى فرض عقوبات جديدة، فإن طهران حرصت على الرد بالمثل، على طريقة "داوها بالتي كانت هي الداء"، وذلك من خلال مؤتمر يدعو إلى نزع الأسلحة النووية في العالم. فبعد أيام من قمة واشنطن النووية، ردَّت طهران بمؤتمر نووي عقد مطلع الاسبوع الجاري، تحت شعار "الطاقة النووية للجميع، والسلاح النووي ليس لأحد"، يهدف إلى الدفع تجاه نزع الأسلحة النووية من "الدول التي تمتلكها". وحضر المؤتمر ممثلون رسميون، وشخصيات كبيرة من 70 بلدا، ومنظمات دولية. وفي كلمة الافتتاح للمؤتمر أكد المرشد آية الله السيد علي خامنئي على "حرمة تصنيع الأسلحة النووية وحرمة استخدامها"، وقال في كلمته التي القاها نيابة عنه مستشاره للشؤون الدولية الدكتورعلي اكبر ولايتي، بعد أن رفض وأدان "أكاذيب" واشنطن التي تتهم إيران بالسعي إلى امتلاك السلاح النووي، أن استعمال الأسلحة النووية "حرام في ديننا". واضاف أن "من المضحك أن يكون المجرم الوحيد باستخدام الأسلحة النووية في العالم هو الذي يدعي زورا مكافحة انتشار الأسلحة النووية في حين انه لم يقم بأي خطوة في هذا المجال" متسائلا، " إذا لم يكن ادعاء أمريكا بمكافحة الأسلحة النووية كاذبا فهل كان بوسع الكيان الصهيوني الذي يمتنع عن قبول القرارات الدولية في هذا المجال وخاصة في ما يتعلق بمعاهدة حظر الانتشار النووي أن يحول أراضي فلسطين المحتلة إلى ترسانات مليئة بالأسلحة نووية ؟". وقال " باعتقادنا أن استخدام أسلحة الدمار الشامل بما فيها النووية والكيماوية والجرثومية تمثل مخاطر حقيقية تهدد المجتمع البشري" وأضاف "نحن نعتبر استخدام هذه الأسلحة حرام وبذل الجهود لصون المجتمع البشري من مخاطر هذه الأسلحة الفتاكة هو من مسؤولية الجميع". وشدد ان من حق شعوب الشرق الاوسط کما العالم الاستفادة من التقنية النووية کضمان لمستقبل اجيالها، معتبرا أن "علم الذرة والعلوم النووية هي من اكبر المنجزات البشرية التي يمكن لها أن تكرس لخدمة الشعوب وتحقيق التقدم في جميع المجالات الواسعة" .
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى إعادة تنظيم الهيئات الدولية المكلفة القضايا الذرية وضرورة إقصاء الدول النووية منها. واقترح إنشاء "هيئة دولية مستقلة" تتمتع بكافة الصلاحيات للتخطيط والإشراف على نزع الأسلحة النووية ومنع انتشارها. كما دعا إلى "إقصاء الدول التي تملك السلاح النووي والذي استعملته أو التي هددت باستعماله وخاصة الولايات المتحدة، من الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وقال نجاد: "هناك 20 ألف رأس نووي في العالم، ونصف هذا العدد تقريباً موجود في الولايات المتحدة" وأضاف: "شعار نزع السلاح النووي لم يتحقق بعد، كما أن منظمة الأمم المتحدة أصبحت أداة بيد دول تمتلك هذا السلاح وليست منظمة عالمية" ورأى أن "الوكالة الدولية بدلا من أن تحاسب الدول، للأسف الشديد هي الآن وسيلة بيد أولئك الذين يمتلكون السلاح وهي تحاول أن تغطي عوراتهم".
هذا وأبرزت وزارة الخارجية الإيرانية، التي نظمت المؤتمر، عبر لافتات وفيلم وثائقي عرض في الافتتاح، الآثار المأساوية التي حلت بمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بعد تعرض كل منهما لهجوم أميركي عبر قنبلة ذرية عام 1945. كما القى مندوب ياباني عن المدينتين، كلمة في المؤتمر الذي يقول منظموه أنه سيمهد للمؤتمر القادم لمراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي المقررة في مايو (أيار) المقبل، في نيويورك.
|
|