القطيف: إحياء الذكرى التاسعة لرحيل العلامة الشبيب "أعلى الله مقامه"
|
علي القطيفي/ الهدى:
بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لرحيل سماحة العلامة الشيخ عبداللطيف الشبيب، أعلى الله درجاته، وبمشاركة حشد من العلماء وطلبة العلوم الدينية والاهالي، يقام في مسجد الإمام الحسن (عليه السلام) بقرية أم الحمام في مدينة القطيف بالمنطقة الشرقية بالسعودية، المجلس التأبيني السنوي بالمناسبة، وقراءة ختمة قرآن على روحه الطاهرة، بعد غد الخميس، الخامسة عصرا، ومجلس حسيني بالمناسبة بعد صلاة العشاء لسماحة الشيخ سعيد منصور الحرز .
نبذة مختصرة عن حياة وعطاءات الفقيد
رغم مرور السنوات على رحيل الفقيد، الا أن العلماء والنخب الثقافية والاهالي، لايزالون يحرصون إحياء ذكرى العلامة الشبيب "رحمه الله"، والحديث عن عطاءاته ومناقبه و ما كان يتميز به الفقيد من مميزات علمية وهموم ثقافية ولفتات فقهية وخصائص أخلاقية رفيعة مع عموم الناس و مع أساتذته وطلابه وزملاءه. وكان عهد الفقيد مع محافل العلم وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، عندما هاجر إلى دولة الكويت عام (1979م) ملتحقاً بالدراسة الحوزوية في مدرسة الرسول الأعظم "ص" التي بقي فيها بضعة شهور فقط، ثم توجه الى ايران لطلب العلوم الدينية في حوزة الامام القائم (عج) والتي يشرف عليها سماحة المرجع المدرسي "دام ظله"، وفيها درس المقدمات والسطوح على يد جملة من العلماء الأفاضل. وبدأ بالدراسة المكثفة للمقدمات مقرونة بالدروس الرسالية كالفكر والثقافة والعمل الرسالي وغيرها.. وبسبب الظروف السياسية والاجتماعية لتلك الفترة، أُنتدب من قبل الحوزة القائمية إلى بلجيكا وذلك عام (1982م) حيث قضى فيها سنتين للتبليغ والإرشاد .
كان الفقيد يتمتع بذهنية وقادة وإرادة قوية مضافاً إلى ذلك تولعه بالعلم، فقام بالاستماع إلى أكثر من شارح للدروس، مع تكثيف المطالعة والمباحثة ونقاش العلماء والأساتذة مما جعله يتقدم على كثير من أقرانه. وبعد أن طوى مرحلة السطوح في سنوات قليلة، حضر الدروس العالية، وفي هذه الأثناء انضم إلى حلقات البحث العرفاني للمرحوم آية الله السيد كاظم المدرسي قدس سره، مما كان له الأثر البالغ على سلوكه الأخلاقي وتوجهه العرفاني والقائم على نبذ المناهج الفلسفية الوضعية والتمسك بمنهج أهل البيت عليهم السلام ورفض القضايا الدخيلة على الفكر الديني. وبعد عودته من بلجيكا (1984م) وخلال دراسته للسطوح و الدروس العالية، أولاه سماحة المرجع المدرسي (دام ظله) رعاية خاصة واهتماماً بالغاً وقام بتوجيهه وإعداده علماً وثقافة وتربية. بعد ذلك توجه سماحته في عام (1411هـ) إلى الجمهورية السورية قاصداً مدينتها السيدة زينب عليها السلام حيث مكث فيها ما يقارب (أربع سنوات) وحضر فيها الدروس العالية عند بعض علمائها الافاضل.وكان سماحة الشيخ قدس سره محل ثقة العلماء الكبار ومراجع التقليد، فهو أحد الوكلاء المعتمدين من مراجعنا العظام، حيث لديه وكالات مختلفة المستـويات.وكان الفقيد يشارك في كثير من المؤتمرات الإسلامية التي تعقد في مختلف البلدان الاوربية، و الدول الإسلامية كسوريا والكويت وإيران والسعودية وغيرها.. كما أنه تولى مسؤولية الحوزة القائمية فترة من الزمان، هذا فضلاً عن كونه أستاذاً لامعاً وثقة في المجاميع العلمية. وما إن حط الشيخ رحاله في بلدته (أم الحمام - القطيف) وذلك في تاريخ 1./12/1414هـ إلا وكان موضع ثقة أبناء المجتمع من مختلف الطبقات، وقد حظي بمكانة مرموقة، وكان في الجملة محط رحال العاملين في مجالات النشاط الاجتماعي والعمل الديني ومحل استشارة وتوجيه لهم، هذا فضلاً عن أنه كان يرعى ويدعم كثيراً من الأنشطة الاجتماعية المختلفة.كما أن له دوراً بارزاً على الصعيد الاجتماعي من خلال كونه إماماً وخطيباً لمسجد الإمام الحسن عليه السلام بأم الحمام حيث كان يقوم بإعطاء الدروس الفقهية الميسرة لحضور المسجد على مدار أيام السنة، مضافاً إلى دروس التفسير. كما أنه كان في المحافل الاجتماعية والدينية محاضراً وموجهاً، و مشاركاً في الندوات العامة. وآخر إنتاج أو نشاط بارز للشيخ قدس سره هو افتتاح موقع على الانترنت بمسمى (شبكة مزن الثقافية). وفي سني حياته المعطاءة، سواءً كانت في الخارج أم الداخل، القى سماحته وألّف كما كبيرا من الدروس والمؤلفات، العلمية والفكرية، في شتى المجالات، الفقهية، والتفسير للقرآن، والاخلاق، والثقافة الرسالية.. هذا فضلاً عن المحاضرات المتفرقة والندوات العامة والدروس الخاصة. كما استفاد من دروسه في الحوزة القائمية وحوزة الامام الصادق(ع) في سوريا، وتخرج على يديه، عدد كبير من طلبة العلوم، الذين هم اليوم من العلماء والمبلغين البارزين، لاسيما في السعودية والبحرين. توفي الفقيد يوم الثلاثاء الموافق 25 ربيع الثاني1422هـ، وشييع في موكب مهيب من حسينية الحاج منصور الحرز، وسط حشد ضم آلافاً من أهالي أم الحمام القطيف وقراها .. فسـلام عليه يوم ولـد ويـوم مات ويـوم يبعث حيا.
|
|