الشهر الفضيل.. إصلاح الأسرة أولاً
|
عبدالحسين السلطان
شهر رمضان الفضيل يتمتع بنكهة خاصة تختلف عن سائر الشهور بسبب ما يحمله هذا الشهر من نفحات إلهية وعبق الروح الإيمانية التي تضفي أجواء من المودة والرحمة والمحبة بين الناس.
لاشك أنها فرصة ذهبية يهبها الله لنا في هذا الشهر المبارك لكي نستثمر العطايا الربَّانية.. فمن المفترض أن تتهيأ القلوب للتقرب إلى الله من خلال التحليق في آفاق القرآن الكريم والتدبر في آياته والتأمل بحكمه والتزود بمعينه الرسالي لكي نزداد فهماً في علاقاتنا الحياتية وفق الرؤية القرآنية والربانية، ما يوفر لنا السعادة والاستقرار في الدنيا قبل الآخرة. ومن زاوية أخرى فإن هذا الشهر وعاء لتهيئة النفوس من أجل العروج إلى القيم السماوية والتحليق إلى الله عبر الصلاة والتضرع ومناجاة الباري عز وجل لكي نطهر ما تكلَّس على أرواحنا من شوائب الذنوب والمعاصي لله وخلقه.
إن شهر رمضان بما يحمل من معاني الطهارة يمثل دورة أخلاقية شهرية للإنسان لغسيل ذنوبه السنوية. وما يحيط بنا من تحدٍ أخلاقي عبر الأقمار الصناعية والانترنت والوسائل الالكترونية الحديثة يشكل تهديداً حقيقياً لقيمنا الإسلامية والسلم الاجتماعي للمجتمع. وما يؤسف له أن هذا الشهر الفضيل بات يتعرض للمسخ الروحي واللهو الساقط والبرامج الهابطة التي تعمل على تفريغ الشهر المقدس من مضمونه الروحي والمعنوي، وأصبح التنافس في هذا الشهر الكريم في بلدان المسلمين ، على المجون واللهو!
إن الضربة القاصمة التي تنال من هويتنا وشخصيتنا الإسلامية هي من خلال إفساد أخلاقيات المجتمع خاصة في الشهر الفضيل الذي من المفترض أن يكون حصناً منيعاً أمام الابتذال، والمواجهة الحقيقية تبدأ من إفساد الأسرة.. فإذا تفككت الأسرة وأصيبت بمرض الإيدز الأخلاقي فعلى هذا المجتمع السلام.. أما إذا كنا نبحث عن العزة والكرامة ونطمح لمستقبل واعد وناهض فإن ذلك يبدأ من تحصين الأسرة من السقوط الأخلاقي والمجون والانجراف نحو الابتذال الذي يغزونا في عقر دارنا ..ومادمنا في بداية هذا الشهر الفضيل، فلنبدأ منه مسيرة الإصلاح من خلال غرس مبادئ الفضيلة والأخلاق الحميدة في نفوس أجيالنا القادمة حتى لا ننجرف من حيث نعلم أو لا نعلم إلى هاوية الخواء والرذيلة.
|
|