بين تخمة (المعدة) وبريق (الشاشة)..
|
أن يقوم شخص ما بسرقة دنانير وبعض الذهب او الاشياء منك، يبدوا فعلا قبيحا وعليك ان تقاومه وتمنعه الى درجة أنه جاء في الحديث ان من يقتل دون ماله يعد بمرتبة الشهيد..فلماذا اذن نحصن بيوتنا،مداخلها ومخارجها ، ابوابها، شبابيكها، لكي لايدخلها سارق ومحتال، ونهتم ونحترس من أن لانقع ضحايا للسرقات المادية، ولكننا لانبدي أي اهتمام جدي بالمقابل لكي لا نشرع ابواب بيوتنا وعوائلنا امام السراق والسرقات الاخطر والاقبح، فيقع ابنائنا وعوائلنا،في ايدي خبيثة تسرقهم منا شيئا فشيئاً .. فتتحطم قيم العائلة ويتهاوى سورها، وتضيع النفوس وتتلوث العقول والافكار.. ويالها من سرقة كبيرة لئيمة لاتقارن بأي وجه بسرقة بعض المال والحلي.. فهلا انتبهنا من غفلتنا واوصدنا الباب بوجه السارقين. واخيرا ، ماذا لو انفقنا من وقتنا ، وابدينا حرصنا واهتمامنا بالحذر والتعرف على ما تتلقاه العائلة من ضخ اعلامي ونفسي خلال شهر رمضان واستهداف لقيمها وحصنها بأسلوب ناعم وجذاب ، بقدر مانهتم ونحرص على اموالنا من السرقة، وماذا لو حرصنا على ماتتلاقه عقول ونفوس ابنائنا من غذاء ملوث فاسد، بقدر اهتمامنا وحرصنا على صرف تلك الاموال في شراء وتخيّر الاطعمة والمأكولات لِمِعَدنا، والاسراف في ذلك ؟. وخير مايختم به الكلام هنا ما ابتُدء به من تعجب امير المؤمنين عليه السلام، وكأنه كان يعيش معنا وينظر حالنا اليوم، فيقول: عجبت لابن آدم كيف يفكر بمأكوله ولا يفكر بمعقوله !؟.
|
|