الحرارة تستمر فوق منتصف(الغليان) خلال الايام المقبلة
لأول مرة.. عطلة رسمية يفرضها الصيف وفقدان الكهرباء والوقود
|
بغداد/ رجاء عبدالرحمن:
دفع الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة في العراق الى حد تجاوزها حاجز الخمسين درجة مئوية ، دفع مجلس الوزراء الى اعلان يوم الاثنين عطلة رسمية في محافظات الوسط والجنوب بالاضافة الى بغداد، وجاء القرار الذي يعد الاول من نوعه في البلاد، اثر تجاوز درجات الحرارة لمنتصف درجة الغليان، وفيما قدرت الارصاد الجوية درجاة الحرارة في بغداد بـ(51 درجة) اشارت بعض المصادر البيئية الى الارتفاع وصل الى 55 درجة لاسيما في بعض مناطق الجنوب. و بالمقابل اثار قرار التطعيل ، تسآؤلات الموظفين وعموم المواطنين عن المغزى من وراءه ، لاسيما وأن ارتفاع درجات الحرارة سوف يستمر بحسب خبراء الارصاد الجوية، فضلا عن شبه الغايب التام لتيار الكهرباء الوطنية ، على رغم وعود الوزارة بتجهيز ثمان ساعات ، وهو الامر الذي لم يتحقق على ارض الواقع ، حيث تعاني معظم مناطق البلاد من ساعات تجهيز لاتتعدى الخمس ساعات ، وهي متقطعة ايضا، مع بروز ازمة وقود وتزايد اعداد الطوابير على محطات البنزين. واوضح بعض الموظفين في احاديث لـ(الهدى) أن الكثير منهم كانوا يفضلون التواجد والدوام في دوائرهم على تواجدهم في المنزل، وذلك لوجود تيار كهربائي فيها لاسيما في الدوائر التي تغذيها خطوط الطوارىء. فيما اعتبر اخرون أن القرار غير ذي جدوى لأن الموظفين في النهاية قضوا يومهم في حمام سونا مجاني مع عوائلهم في المنازل بدلا من تواجدهم في دوائرهم.معتبرين ان على الدولة ان تعالج مشكلة الكهرباء وتوفرها للمواطن بدلا من البحث عن حلول ترقيعية لاطائل من ورائها. واعلن مجلس الوزراء ، الاثنين، عطلة رسمية في في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد ، وجاء القرار بسبب " الارتفاع الكبير في درجات الحرار وخوفا على ارواح المواطنين وسلامتهم) حسب قول تحسين الشيخلي وهو مستشار للناطق بأسم الحكومة علي الدباغ . يأتي ذلك فيما يتوقع خبراء الانواء الجوية ان تشهد درجات الحرارة خلال الايام المقبلة مزيدا من الارتفاع. وقالت هيئة الانواء الجوية والرصد الزلزالي، الاثنين، أن ارتفاع درجات الحرارة في وسط وجنوب البلاد سيستمر حتى يوم الخميس المقبل. و إن درجات الحرارة سترتفع الثلاثاء في العاصمة بغداد لتصل الى 51 مْ ، اعلى بمعدل درجة واحدة عن يوم الاثنين.وأوضحت ان "المنخفض الجوي الحراري الموسمي سيزداد تأثيره" ليكون الطقس في عموم البلاد صحواً مع بعض السحب كما ترتفع درجات الحرارة قليلاً عن يوم الاثنين، واشارت الى ان "درجة الحرارة العظمى في العاصمة بغداد ستكون 51 مْ اي
وزارة الصحة من ناحيتها دعت المواطنين الى اتخاذ اجراءات للوقاية من ارتفاع درجات الحرارة منها عدم التعرض بشكل مباشر للشمس وارتداء الخوذ بالنسبة للعاملين في الاماكن المكشوفة والاستحمام المتواصل خلال اليوم والاكثار من السوائل.وقال المتحدق بإسم الوزارة زياد طارق ان تعطيل الدوام في الدوائر ليست حلولا صحيحة فالموظفون العاملون داخل بنايات مبردة لايتاثرون بارتفاع درجات الحرارة، باستثناء عمال البناء الذي يفترض برب العمل التقليل من نوبات العمل في وقت الظهيرة واثناء الحر الشديد. من جهتها قالت مدير عام دائرة التوعية البيئية في وزارة البيئة ، صباح محمد ان تعطيل الدوام الرسمي "ليس حلا تتخذه الحكومة اذا ما علمنا ان درجات الحرارة ستظل مرتفعة طيلة شهر اب" والتي وصلت بحسب تقديرها الى 55 درجة، وتعتقد المسؤولة ان هذه الحلول وقتية لانها تزامنت مع شهر رمضان.ودعت صباح محمد امانة بغداد الى اتخاذ اجرارت للتخفيف من درجات الحرارة منها "رش الشوارع والحدائق العامة والمتنزهات بالماء كحلول انية، والاهتمام بالحزام الاخضر كحلول ستراتيجية لمواجهة الحر الشديد للسنوات المقبلة".
72 حالة إغماء في العمارة
وفي هذا السياق افادت مصادر صحية ، الاثنين، أن مستشفيات مدينة العمارة شهدت حالات اغماء بين كبار السن والنساء والأطفال نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي تجاوزت 51درجة مئوية . وبجسب مدير العمليات الطبية في دائرة صحة ميسان الدكتور علي محمود العلاق فأن أكثر من 42 حالة إغماء حصلت، الاثنين، نتيجة تواصل ارتفاع درجات الحرارة وفقدان السوائل والأملاح من الجسم. وكانت مستشفيات العمارة سجلت في اليوم السابق ايضا 30 حالة أغماء مماثلة. المدير العام لدائرة الصحة العامة حسن هادي قال ان الوزارة حذرت من مخاطر التعرض لاشعة الشمس وتنصح بعدم التعرض لها بصورة مباشرة وانه قد تم اعداد خطة لتوعية المواطنيين واتخاذ الاجراءات الوقائية الازمة لضمان صحة وسلامة المواطنيين. واضاف ان على جميع المؤسسات الصحية الاستعداد والتهيؤ في انحاء البلاد لاية حالة طارئة قد تحدث بسبب الظروف المناخية وخصوصا في شهر رمضان المبارك.
في هذه الاثناء اكد وكيل وزارة النفط لشؤون التوزيع، معتصم اكرم، ان معدل استهلاك المحروقات (البنزين والكاظ) خلال يومي أمس الاول ، الاحد، والسبت، وصل في عموم البلاد الى نسب قياسية لم يشهدها العراق من قبل لتبلغ نحو 100 مليون لتر. وفي الوقت الذي تشهد معظم محطات الوقود زخما وتزاحما شديدا من طوابير السيارات وحيث يعرب المواطنين الذي يحاولون توفير وقود لتشغيل مولداتهم المنزلية ، عن تذمرهم من الاختناقات التي تشهدها المحطات ، اتهمت وزارة الكهرباء محافظتي البصرة وذي قار بالتجاوز على حصص توزيع الطاقة الكهربائية، ماسبب تراجع تجهيز الكهرباء ببغداد، بحسب الناطق بإسم الوزارة مصعب المدرس.
|
|