قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

أقوى زلزال منذ مائتي عام: هاييتي .. كتلة دمار ومقبرة جماعية
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة لم يَطُل الوقت على بداية العام الجديد، قبل انطلاق موسم الكوارث، التي ضربت أولاها هاييتي الدولة الواقعة في منطقة الكاريبي، في نصف الكرة الارضية الغربي، والتي يعيش اغلب سكانها تحت خط الفقر، مخلفة مايقدر بثلاثة ملايين ضحية بين قتيل وجريح ومشرد، فضلاً عن دمار هائل. ففي أول كارثة يشهدها عام 2010، هزّ هاييتي زلزال مدمر (الثلاثاء الماضي)، بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، لمدة لم تتجاوز بكثير الدقيقة الواحدة، فدمّرعاصمتها " بور أو برنس" بشكل شبه كامل، فضلا عن مدن أخرى، و أصبح نحو مليون ونصف المليون من الناجين في الطرقات بلا مأوى ومواد غذائية وطبية. و هذا هو الزلزال الأعنف الذي يضرب هايتي منذ 200 سنة. حسب هيئة مسح جيولوجية أميركية، و أتى الزلزال على آلاف المباني وعلى القصر الرئاسي والبرلمان وعدد من الوزارات، ومعظم المستشفيات، والمنازل، فضلاً عن مقر بعثة الأمم المتحدة للسلام.
وبعد مرور نحو 7 ايام على الكارثة، أقام هايتيون يائسون استحكامات على الطرق بـ"الجثث والحجارة" في العاصمة "بورت او برنس" للمطالبة بتسريع جهود الإغاثة. وقام الناجون الغاضبون بهذا الاحتجاج بينما بدأت المساعدات الدولية تتدفق لمساعدة هذا البلد الذي سوى فيه الزلزال بالارض المنازل والمباني الحكومية ودفن أعدادا لا حصر لها من الناس. فيما شرع عشرات الآلاف في عملية بحث يائسة عن المياه والاغذية والمساعدات الطبية، ويساعدون في البحث عن اقاربهم. وقال رئيس هايتي رينيه ريفال انه يتم، دفن القتلى "في مقبرة جماعية". واضاف ان من بين أهم الاشياء التي يحتاج اليها المواطنون "المساعدة في دفن الموتى". وقدرت هايتي ان يكون ما يناهز مائتي الف شخص من سكانها قد قتلوا في الزلزال، لايزال معظمهم تحت الانقاض، فضلا عن 250 الف جريح ومليوني ونصف المليون مشرد، في العاصمة " بورت أو برنس" لوحدها، معظمهم يعيشون في العراء يكابدون الالم والجوع والعطش مفترشين الطرقات في انتظار وصول المساعدات. فيما قالت السلطات هناك ان اكثر من 50 الف جثة تم دفنها حتى يوم الاحد الماضي، في مقابر جماعية. وقال وزير الداخلية الهاييتي، بول أنطوان بين إيمي، إن أكثر من 50 ألف جثة قد تم انتشالها من بين الأنقاض حتى الآن، إلا أن العدد الكلي للقتلى قد يتراوح بين 100 و200 ألف قتيل. فيما أشار مسؤول في الصليب الأحمر الدولي إلى أن "الوضع بالغ الصعوبة، لأن التقديرات تصل أحيانا إلى نصف مليون قتيل"، من جانبه اكد الامين العام للامم المتحدة ان نحو ثلث سكان هايتي البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة هم بين قتيل وجريح ومشرد ومتضرر. من جهتها قالت إليزابيث بايرس الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة الخاص بتنسيق الجهود الإنسانية: "إن موظفي الإغاثة في هاييتي يتعاملون مع كارثة ليس لها شبيه في ذاكرة المنظمة الدولية، وذلك لأن الزلزال قطع رأس هاييتي.