قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

اذا غابت الحلول حضر التأجيل
ابو مدين المهندس
غيوم الازمة ما زالت تلبد سماء المشهد السياسي وضبابية الصورة تخيم على مجريات الملف السياسي وتلقي بغمارها على الشارع العراقي مسببة احباطا كبير بالنسبة لاكثر المتفائلين بحل الازمة قريبا وبعيدا عن التفائل فالمشكلة لاتقف عند تشكيل حكومة واختيار رئيس وزراء لها بل ان التأخير سبب مضاعفات مست السيادة العراقية في الصميم حيث اعطت المبرر من بعيد او قريب لتدخل هذا الطرف او ذاك بالملف العراقي فضلا عن تنامي عاصفة استياء شعبي كبيرة نتيجة النظر بعين واحدة للقضية العراقية التي اصبحت اليوم حديث الشارع.
وحتى لو لم يكن لعملية تشكيل الحكومة تأثيرا مباشر لفعاليات الناس كما يقول البعض الا انها اصبحت حديث العقل الباطن للمواطن وقد لايظهر تأثيرها بشكل مباشر بل قد تظهر مضاعفات هذه القضية مستقبلا على سلوك المواطن تجاه نظرته للعملية السياسية فأنعدام الثقة بالساسة وعدم قدرتهم من وجهة نظر عامة الجمهور على حل الازمة الحالية اصبح مدونا في مفكرة الصغير والكبير منا وهذ الامر قد يترك اثارا على مستقبل العملية السياسية التي بنيت على اساس انها مخرجا حقيقيا للظروف التي يمر بها المواطن العراقي واليوم اصبحت بحد ذاتها مشكلة تتفرع من اصلها جذور المشاكل التي تمس بشكل مباشر حاجة الناس فضلا عن ان التأخير رافقه خرق دستوري اعاد الينا صور سابقة عن تجاوزات دستورية رمت بظلالها على الكيفية التي تمت بها كتابه الدستور، لاسيما ان الدستور الحالي اول وثيقة كتبت بوسطة ممثلي الشعب وصوت عليها الشعب وفي وسط تصورات الناس ان هذه الوثيقة تمثل ارادة المواطن الحر التي يجب ان يحافظ عليها نواب الشعب. . وهو يرى صورا متكررة من عدم احترام للمواقيت التي نص عليها الدستور في عملية تشكيل الحكومة. .
وبعيدا عن التشائم يمكن تلخيص الحل المثالي للازمة بجلوس قادة الكتل بعيدا عن النظرة للمصالح الشخصية التي عرقلت الازمة بشكل كبير ويجعلوا نصب اعينهم المصلحة الوطنية هدفا وينطلقوا الى افق الحوارات وقد سمعنا خلال الايام الماضية لقائات كثيرة الا اننا لم نشهد في الافق حلا يعيد الينا بعض ما فقدناه من ثقتنا بقدرة الساسة على حل الازمة لاحقا ومع كل ما تقدم من حوارات واعلان تحالفات هنا او مشروع تحالف هناك نرى الطابع السائد على هذه الحوارات سقف المطاليب التعجيزية التي لايمكن ان تصل بنتيجة
فكأن القادة السياسيون تناسو ان الجو الديمقراطي العراقي اصلا مشحون بتجاذبات ممكن ان تسبب في يوم ما انفجارا يعجز الساسة عن احتوائه حيث كلفنا الخروج من نفق الطائفية والملف الامني المتردي ثمنا باهظا دفعته ضريبتة الجماهير لبناء هيكل الديمقراطية الذي يجلس على اوداجه الساسة العراقيون والافات التي تعصف بأساسته من سوء الخدمات وتردي الوضع المعاشي وازمة الماء والكهرباء وسط انتظار الخروج من انفاق اخرى ومعالجة افات تنهش الهيكل الديمقراطي الذي بني على اساسات هشة تحتاج الى ترميم ومع حاجة ماسة لترميم جسور الثقة بين المواطن ونوابه المنتخبين تبرز حكمة الحكماء في تغليب مصالح الشعب على المصالح الشخصية والحزبية والنظر للدعوات المتكررة ومناقشة الحلول الحكيمة التي يمكن ان تخرج بنا من دوامة الازمة الحالية