قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
اختراعات وأنجازات إسلامية "صاغت" الحياة المعاصرة
عشية ذكرى رحيل النبي(ص): معرض في لندن يعيد الذاكرة للغرب .. والمسلمين ايضا !
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة محمد الموسوي/ الهدى/ متابعات:
في محاضرة القاها سماحة المرجع المُدرّسي"دام ظله" بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة، مساء الخميس الماضي، عشية إحياء المؤمنين لذكرى رحيل نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، تحدث سماحته عن اسس وعوامل النهوض وتشييد الحضارة وبناء الحياة الكريمة والطيبة في المجتمع، واشار في ثنايا حديثه الى الفكر والثقافة والرسالة الربانية التي بشر بها وحملها النبي الاكرم(ص) وأهل بيته (ع)، متمثلة بالقرآن الكريم، فشيد وصاغ من خلالها الشخصية الرسالية للافراد والامة، والمجتمع الناهض من تحت ركام الجاهلية، بتخلفها وثقافتها الفاسدة، فصنع في بضع سنوات تلك الحضارة الرائدة. وعرج سماحته على اوضاع المسلمين فيما بعد، الى يومنا الحاضر، منبها الى اسباب هذا التراجع والنكوص في مسيرة الامة وحياتها، ومؤكدا على أن اصلاح الاوضاع المتردية، والخروج من قوقعة التخلف والجمود.. يتطلب أرادة راسخة وعزماً حقيقيياً بضرورة الرجوع الى الاصول العميقة والرصينة التي بنى الرساليون عليها اسس الثقافة والحضارة الاسلامية، وان ذلك لا يتم الاَ بعودة الامة الى رحاب القرآن الكريم وسيرة وتعاليم وثقافة النبي وأهل بيته(ص)، مفصلا الحديث في ذلك، مما لاتتسع هذه الاسطر القليلة لتقديمه هنا وبيانه..
ومن باب أن "الذكرى تنفع المؤمنين"، نشير في هذا المجال الى أنه وبالتزامن أيضا مع ذكرى وفاة نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ،كان قد فتح متحف العلوم في لندن أبوابه لمعرض يحتفي بنحو 1000 عام من مساهمات المسلمين في العلوم. وحمل المعرض عنوان "1001 اختراع.. اكتشف تراث المسلمين في عالمنا"، للتعريف بإسهامات المسلمين في الحضارة الحديثة والثقافة والتعليم والفنون. وضم العديد من مبتكرات واختراعات العلماء المسلمين من جنوب أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا وآسيا التي ظهرت للوجود بين القرنين السابع والسادس عشر ثم أصبحت مجهولة أو طواها النسيان. وينتظر أن يقوم المعرض بجولة في أنحاء العالم سعيا لتعزيز الفهم الصحيح للإسلام وتشجيع الجيل الجديد من المسلمين على الإسهام بإيجابية في العالم الحديث.
ومر زوار المعرض على مدى 45 دقيقة بسبعة أقسام تضم إسهامات المسلمين في الطب والعمارة والزراعة والفلك والتعليم وصناعة الآلات والجغرافيا. وقال سليم الحسني رئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة في بريطانيا "نعاني في عقولنا من فقدان للذاكرة لنحو 1000 عام.. السابقة على عصر النهضة الأوروبي، نصف تلك الفترة أحيانا في أوروبا بعصور الظلام، لكن في واقع الأمر إذا نظرنا إليها خارج أوروبا فسنجد أنها بمنزلة العصر الذهبي لحضارات أخرى خاصة الحضارة الإسلامية". وذكر الحسني أن الاكتشافات والابتكارات التي يتضمنها المعرض تشهد بأن المسلمين قديما كان لديهم تفسير مختلف للعمل الصالح، وأضاف "كثير من أصدقائنا يفسرون الأعمال الصالحة اليوم على أنها فقط الإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن، لكن في أيامنا هذه أصبحت الأعمال الصالحة تشمل كل ما يسهم في تحسين نوعية الحياة. أي أن العمل الصالح يعني العمل النافع ومن هنا برز دور البحث والطب وظهرت المستشفيات".
ومن المعروضات الرئيسة التي شدت انتباه زوار المعرض نموذج طوله ثلاثة أمتار لخريطة للعالم رسمها الإدريسي في القرن الثاني عشر قبل وقت طويل من رحلات المستكشفين الغربيين مثل كريستوفر كولمبوس وماركو بولو. وأدوات طبية وجراحية عمرها 1000 عام ونموذج لمنزل صديق للبيئة في بغداد و"غرفة مظلمة" من القرن التاسع استخدمها العالم الحسن بن الهيثم في القرن الحادي عشر لدراسة المناظير والعدسات. و نموذج دقيق لآلة لبيان ترجع إلى القرن الثالث عشر،وعدّ الخبراء الآلة تحفة هندسية وفنية متناهية الدقة على شكل فيل فوقه هودج بداخله راكب وفي مقدمته مروض الفيل. ويصدر عن الآلة رنين مميز ويتحرك بأعلاها رأسا تنين مطليان باللون الأحمر عند انتصاف الساعة.هذا وصدر كتاب بعنوان "ألف اختراع واختراع" حرره سالم الحسني سلط فيه الضوء على أصول الابتكارات والأفكار الرئيسة لها، وتوقف عند التاريخ المنسي لميراث إسلامي على مدى ألف عام، حدد المؤلف أهم 10ابتكارات إسلامية، أسهمت برأيه في صياغة الحياة الجديدة للإنسان، في الطب والجراحة وبناء المستشفيات، والطيران، وعلم الجبر والرياضيات، والبصريات، والعديد من أسس الأجهزة الأوتوماتيكية الحالية، ومنها البدالة، وغيرها من المبتكرات الاساسية التي اعتمد العالم عليها فيما بعد لتطوير العلوم لتصل الى ماهو موجود اليوم.