احذروا القائمة 7 نيسان 1968
|
حامد الحمراني
العراقيون يكرهون كلمة "الحملة" لانها تذكرهم بالحملة الايمانية للرئيس المؤمن صدام الكافر، وهم يكرهون كلمة "المعركة" لانها ايضا تصدمهم بمعارك التحرير لبطل الهروب القومي، ابتداءً بمعركة المعارك نسبة الى (كبة الكبة) وانتهاءً بمعركة ام المهالك التي اعادت الينا الاراضي المغتصبة (الدورة وتل ابيب والجولان والمحمودية المحتلة والشعلة المتنازع عليها).. وعليه سأقول "العملية" الانتخابية بدأت، تمهيدا لانتخابات مجلس البرلمان القادم.
وتشهد هذه العملية ممارسات احتقانية وانفعالية وحاتمية نسبة الى (حاتم الطائي) اهونها تمزيق البوسترات واعنفها ازهاق ارواح المواطنين واروعها امتصاص البطالة، فالكل يعمل، الخطاطون وبائعو القماش ومطابع البوسترات وعمال اللصق وعمال البصق وعمال التمزيق وعمال التشويه ومعتمدو اعلانات الصحف المستقلة جدا، فالتنافس المدني والتبادل السلمي للسطة، تجربة جديدة على مجتمع المقابر الجماعية والاقصاء الوطني وجماعة (الاقلام الشابة..).
واذا كنتَ مهما ـ او نصف مهم ـ وتستطيع ان تعرف ذلك ديمقراطيا بان تجمع 50+ 1، وهي الاغلبية البسيطة. واما دكتاتورياً فان الاغلبية البسيطة هي عبارة عن 99+ 1، فاذا كنت كذلك فستشملك الالطاف الانتخابية سيدعوك احدهم لوليمة انتخابية كبرى ولا تتفاجأ اذا وجدت كل الطيف الغذائي موجودا في تلك المائدة تعبيرا عن التوجه الديمقراطي لهذه القائمة ففيها اللحوم البيضاء والحمراء والصفراء فلا فرق ولا تهميش ولا اقصاء وستجد المشروبات الغازية وجميع اصناف الفواكه فالمائدة عامرة بالتنوع والتعدد وقبول الاخر سواء من انتاج مزراعي فلاحي الداخل او بمساعدة تجار الخارج. واذا كنت مهما جدا ولديك شخصية مؤثرة على عشيرتك او منطقتك او ممن يعنيهم امرك فقد تشملك العنايات الانتخابية السخية، قد يدسّ اليكَ احدهم مظروفا او طردا تجد فيه حقائب مدرسية وملابس وهدايا لك ولاطفالك المجاهدين وعشيرتك المناضلة ومدينتك الباسلة المضحية مدعومة بقصاصات ورقية مكتوب فيها انتخبوا هذه القائمة فهي ملاذ المستضعفين والمحرومين والمقهورين والمتقاعدين والموظفين الذين ينتظرون (المائة راتب بفارغ الصبر)، واخرى تقول اذا كنتَ من ذوي الشهداء فانتخب هذه القائمة واذا اردت تكثير الشهداء فانتخب القائمة تلك، ولافته تقول انتخبوا هذه القائمة فانها كفاءة ومتانة ونزاهة وخدمات ما بعد الانتخابات واخر يقول[ انتخبوني يأتكم الله أجركم مرتين، وان لم تنتخبوني فان عليكم إثم التفخيخ وارتفاع سعر البطيخ.
ويشتد التنافس بين القوائم ولكن اكثرها عنفا وخطورة هي القائمة المسالمة 9/4/2003 والقائمة الدموية 17/7/1968 ،واحداهما نقيضة الاخرى واحداهما ضحية والاخر جلاد، فاذا كانت القائمة الاولى تعلن برامجها في تعويض اسر الشهداء والسجناء والمهاجرين والمهجرين وتضع حدا لعدم عودة الدكتاتورية فان القائمة الثانية تعد العدّة لإبادة الشعب العراقي مرة ثانية وتلقينه درسا آخر في التعذيب والقتل الجماعي بحجج هتافية قومجية شفافة ضد الانفصال، واذا كانت القائمة الاولى تؤمن في بناء الدولة الحديثة على اسس الديمقر اطية وحقوق الانسان والنظام اللامركزي فان القائمة الثانية تؤمن بالمركزية والحزب الواحد والقائد الواحد ورئيس قائمتها (عبد الواحد) ولكنها تؤمن بتوزيع الموت بصورة فيدرالية. واذا كانت القائمة الاولى تؤمن بالتاريخ وتعد العدة لقراءته من جديد انصافا للمظلومين وفضيحة للظالمين؛ فان القائمة الثانية اوقفت عقارب الساعة وخاصة (الساعات السويسرية وستزن)، واذا كانت الاولى جاءت على دبابة امريكية (كما يصرّ ويزعم البعض) فان الثانية هي السبب الرئيس في الاحتلال والارهاب وتدمير البلاد والعباد.
|
|