التسابق لاجل التشريف ونسيان التكليف
|
علي إبراهيم العطواني
أفرزت العملية السياسية في العراق الجديد العديد من المفاهيم الجيدة وحققت آمال وطموحات كثيرة وكبيرة للشعب العراقي كانت تمثل له حالة أشبه بالحلم لكنها تحققت بفضل صبر وجهود هذا الشعب وبتضحياته الكبيرة التي أذهلت القريب والبعيد، وكان الشعب العراقي فيها نموذجا للشعوب التي اختارت الحرية ورفضت الدكتاتورية.
إلا إن ما يشار إليه إن قسماً كبيراً ممن تصدى للعمل السياسي في العراق لم يستطع إن يتخلص من تأثيرات السلطة على شخصيته بل إن بعضهم شابه في سلوكه وممارساته واخلاقياته ما كان عليه زبانية النظام المقبور وعامل الناس وكأنهم طبقة سفلية من المجتمع وهو صاحب الدماء الزرقاء !؟. وكانت المشكلة الاكبر في الذين تسلموا مواقع حكومية او وظيفية عليا بحيث اعتقدوا ان لهم منزلة خاصة بين البشر وليس الامر تكليف ومسؤولية أولاهم اياها الشعب ليعملوا بها لخدمة من اختارهم لها، وهم محاسبون ومعاتبون عندما يخفقون في اداء الواجب.
ومن اثار هذه المفاهيم في تحمل المسؤولية وترسخ مفهوم "التشريف" وليس "التكليف"، هذا التسابق المحموم حدّ التنازع والتصادم لنيل المناصب واعتماد كل الطرق المشروعة وغير المشروعة الدستورية منها وغير الدستورية لذلك، بل حتى وصل الامر بالبعض ممن هو داخل العملية السياسية بالتهديد بالعنف والعودة إلى المربع الاول بكل سلبياته اذا ابتعد عن مناصب السلطة ومغانمها ومناصبها.
نحن بامس الحاجة اليوم الى تكريس مفهوم التكليف وليس التشريف للمسؤولين والمواطن قادر على هذا الامر من خلال رفض من يجدهم طلابا للسلطة وليس طلابا للخدمة.
|
|