نتائج عكسية في مصر: انقطع الإنترنت فامتلأ الشارع!
|
ولم تبرز احداث مصر وقبلها تونس، القدرة لاستخدام ادوات حديثة كالمواقع الاجتماعية، على الاسهام في احداث التغيير السياسي فقط، وانما فتحت الباب واسعا امام المستخدمين لاكتشاف طرق بديلة يمكن لهم الاستنجاد بها في حال قطع الإتصال بشبكة الإنترنت. وبالرغم من أن الحكومة في مصر قطعت شبكة الإنترنت وشبكة الهواتف الجوالة، حيث وصل عدد المستخدمين الفاعلين في الشبكة قبل ايام قليلة على انطلاق حركة الاحتجاجات الى نحو 20 مليونا.بل عمدت السلطات الى حجب موقعي فيسبوك و تويتر. ورغم ذلك فقد نجح المتظاهرون في الارتباط بالمواقع، بطرق التفافية،ولعبت افلام الفيديو التي صورها الهواة، دوراً في تكوين فكرة حقيقية، عما يجري على الارض، في وقت كانت فيه القنوات الحكومية المصرية تحاول وبكل قوتها الحيلولة دون تدفق المعلومات.كما أسهم تويتر وفيسبوك في نشر ريبورتاجات كان اصحابها يحررونها مباشرة من مكان الحدث. ويؤكد متابعون ان قطع الإنترنت من قبل النظام المصري جاء بنتائج عكسية ايضا، حيث دفع الناس المحرومين من وسائل الاتصال الى النزول الى الشوارع التي باتت الخيار الوحيد بالنسبة لهم. ومهما كان الدور الذي لعبته المواقع الاجتماعية في احتجاجات مصر، فقد بينت احداث الاسبوع الماضي بان القوى المناوئة للتغيير ايضا، تستعمل وبكثافة المواقع الاجتماعية لتنظيم نشاطاتها في الميدان.ويقول بعضهم أن الانظمة في المنطقة ربما باتت تعد أن عدوها الاول بعد الناس المتطلعين للتغيير، هي الادوات التي يلجأون اليها كالإنترنت والمواقع الالكترونية والنقال والفيديو، لاسيما مع بدء مرحلة جديدة بفضل الحلول الثورية التي باتت تضمن الارتباط بشبكة الإنترنت مهما كانت الظروف. ففي السابق كان الاستيلاء على الاذاعة او التلفزيون قد يكفي للاطاحة بالنظام، لكن الثورة توسعت اليوم بفضل شبكة الإنترنت التي لن يستطيع فاسد او ديكتاتور السيطرة على تدفق المعلومات فيها، خاصة مع فرض رقابة كبيرة جدا من قبل الانظمة على الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية. كما واكتسبت الجماهير التي تعاني من التضييق وحجب المواقع والشبكات والبرامج، الخبرة الكبيرة بفضل القرصنة التي تسمح ببيعها باسعار تتحدى اي منافسة. ويذكر على سبيل المثال برمجية (ادوب سي اس 5) التي تباع بسعر 2359 دولارا على موقع امازون.كوم، الا انه متوافر في مصر وبعض البلدان بسعر خمسة دولارات.
|
|