رأي مخالف: الثورة لا تتم عن طريق "تويتر"
|
بيد أن الإنترنت لا يعد طريقاً ذا اتجاه واحد، بل سلاح ذو حدين، فالدول الدكتاتورية أيضاً تجيد استخدام التكنولوجيا. وهنالك دول قد تحجب الإنترنت في بعض الأوقات، ولكنها تستطيع أيضاً الاستفادة منها، ليس فقط في متابعة ومراقبة المعارضين، بل وأيضاً في الترويج لدعاياتها السياسية أو البروبغاندا. ويقول المؤلف يفغيني موروزوف في كتاب صدر أخيراً بعنوان "وهم الإنترنت: الجانب المظلم لحرية الإنترنت"، انه لا يمكن تحقيق الثورة عن طريق تويتر، بل ان الإنترنت قد تعيق الثورة من النهوض والانطلاق. حسب رأيه. ويشير موروزوف، الى اننا نميل الى الاعتقاد بأن النظم التسلطية (غبية)، وليست مهتمة ببقائها، غير أن هذه النظم تهتم كثيراً بالحفاظ على بقائها وتستخدم كل الوسائل المتوافرة لها، ومن بينها شبكة الإنترنت. وكان الكاتب الأميركي مالكولم غلادويل، قال ايضا في مقال نشر له في مجلة نيويوركر قبل شهور، إن "الثورة لا تتم عن طريق تويتر"، دحض فيها الاعتقاد المبالغ فيه بسطوة وكفاءة شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الديموقراطية. وأضاف ان هذه الشبكات قد تشكل عاملاً مساعداً في النضال ضد التسلط. وساق عددا من الأدلة، يتوصل من خلالها إلى ان الإنترنت تساعد في الواقع النظم الدكتاتورية بطرق مختلفة. ويقول اننا نعتقد ان المعلومات تجعلنا أحراراً، وان التعامل مع الإنترنت يقود من يعانون من اضطهاد الأنظمة القمعية إلى رحاب الديموقراطية. كما يقول بعض المختصين أن تحليل مواقع التواصل الاجتماعي يوفر امكانات عديدة أمام النظم التسلطية، فالتواصل فيما بين الناشطين بعضهم مع بعض يسهل عملية التحقيقات التي تجريها السلطات التي تحاول مراقبة الاوضاع. ويعد هذا فقط شكلا متدنيا من اشكال رقابة التواصل الاجتماعي. فهناك اساليب تكنولوجية مخيفة مازالت في مرحلة الاعداد قد تسهل بمكان على الحكومات امكانية التجسس على مواطنيها.كما ان هنالك برنامجاً يجري تطويره في جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس، ممول جزئيا من قبل الحكومة الصينية، يستطيع أتوماتيكيا الشرح والتعليق على المواد التي يراها مهمة، مما يلغي الحاجة إلى مشاهدة ساعات طويلة من تسجيلات الفيديو، اذا ما أرادت الحكومة الوصول الى لقطة معينة.
|
|