لـن أسـعـى إلى البـقاء في منصبي !
|
منصور الانصاري
يبدو واضحا أن حالة الغضب والغليان الشعبي العارم التي تجتاح عددا من الدول العـربية، التي نتج عنها (حتى اللحظة) سقوط النظام في تونس، و في مصر، وسقوط حكومة في والأردن، قد أثرت بشكل أو بآخر على بعض الأنظمة والحكومات العـربية، الذي استشعـر خطورة ما يجري من تغيرات في الخارطة السياسية للمنطقة، وتنبه إلى الحراك الشعبي الذي بدأ في عدد من الدول العـربية، والذي ربما قد يفتح شهية بعض الشعـوب العـربية الأخرى، والتي مازالت تعاني من القمع والاستبداد والظلم!
فبعدما مـللنا من مشاهدة مسرحيات (الرئيس الضرورة) التي كان يعلن فيها الرئيس الأوحد عن تراجعه عن قراره التاريخي بعدم خوض الانتخابات الرئاسية، استجابة ورضوخا لمطالب الجماهير الوفية، وبعدما شبعنا ضحكا على ديمقراطيات التسعات الأربع (99.99 في المئة) التي أصبحت علامة وبراءة اختراع مسجلة باسم بعض الرؤساء العـرب، وبعد حكايات جمهوريات التوريث الـعـربية العتيدة، ها قد بدأنا نسمع ونشاهد بعض المواقف النادرة تصدر من بعض القادة والزعماء العـرب الذين يحاولون تدارك الأوضاع السيئة وامتصاص غضب الشارع في بلدانهم اما عن طريق إجراء بعض الاصلاحات في أجهزة الدولة والحكومة، واما التصريح بأنه غير (طامع) بالسلطة وأنه لن يسعى إلى البقاء في منصبه او توريثه لأحد من أبنائه!.
فبعد خطاب الرئيس (المخلوع) مبارك والذي جاء لتهدئة الشارع المصري الغاضب بأنه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة، جاء خطاب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي أعلن أنه لن يسعى إلى تمديد فترة ولايته الحالية التي تنتهي عام 2013 وأنه لن ينقلها إلى نجله. ولحقهما في ذلك من لحق. .
لاشك أن ممارسات بعض الأنظمة العـربية ضد شعوبها والإمعان في إذلالهم وتجويعهم وهتك كراماتهم، بالإضافة إلى استشراء الفساد في الأجهزة الحكومية واحتكار الثروة في تلك البلدان، كان الوقود الذي أشعل نار الغضب في الشارع العربي بعد عقود طويلة من الهوان والجمود والضعف والخنوع!
|
|