قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

لمصالحة الوطنية وتسييس الخطأ
علي الدراجي
مر العراق بفترة لا يحسد عليها من شحن لدى التوجهات المختلفة وأعظم هذه التوجهات هو الاحتقان الطائفي بعد جريمة هدم مرقد الأمامين العسكريين (ع) في سامراء مما دعي إلى الحاجة لمعالجة هذا الموضوع فبرزت برامج المصالحة الوطنية التي وقعت على عاتق الحكومة التي حاولت إن تقرب وجهات النظر فيما بين الفرقاء المختلفون مستثمرة ميزة من ميزات الشعب العراقي وطبيعته العشائرية في تحقيق هذا الهدف إلى أن هدأت النفوس وكشف المستور وتبين من يتلاعب بمشاعر العراقيين ومعتقداتهم وحاول زرع الفتنة بين أبناءه بغية الوصول إلى أهداف من شأنها إضعاف هذا البلد وذلك من خلال ضرب الإنسان العراقي وهذا كله في حقيقة أمره تمثيل لأجندات خارجية لا تريد للعراق الخير والسلام والتقدم وكشف المخطط الذي أراد بأبناءه ولأبنائه السوء وعرفت الأمور على حقيقتها .
لا نريد أن نخوض هل حقق برنامج ألمصالحه الوطنية وأهدافه في جمع كلمة الصف العراقي أم لا ولكن وبعد مرور عدة سنوات ما زال هذا البرنامج قائم وأخذ منحى جديد في العمل بل وتوسع ليكون وزارة من الوزارات وخصص له أموالا وإمكانيات من اجل تحقيق أهداف جديدة ولكن هذه المرة عمل على كل الذين يعتبرون أنفسهم من المجاهدين والذين بالأمس القريب كانوا لا يؤمنون بالعملية السياسية وتبعوا كل الوسائل من اجل إفشالها والقضاء عليها وذلك من خلال النشاط (الجهادي) ضد أبناء الشعب العراقي. أي بالأمس تتلطخ الأيدي بالدماء واليوم نمسح هذه الأيدي بمناشف المصالحة الوطنية !.
والله لا ندري ما معنى الوطنية التي فقدناها منذ عقود مرت فالجميع يتحدث باسم الوطن ولا ندري من يحرص على هذا الوطن وأبناءه ما هي الفكرة من إتباع هذا البرنامج هل هو .. برنامج ربما ثماره تجنى بعد حين وبالاتجاه السالب ؟. لقد خلف عناصر كثيرة من الذين يرفضون واقع الحال العراقي وأسسوا بؤرا تحوي قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت لتهدد هذا الواقع هذا من جانب ومن جانب آخر هل كان لهؤلاء الداخلون في العملية السياسية دور في تأزم الأمور وعلى جميع الأصعدة في السابق ؟ أن كان الجواب نعم فلم نلحظ أي تغيير بعد دخولهم فالوضع المتأزم ما زال قائما وان كان الجواب لا فعلى ماذا تصرف وتهدر أموال الوزارة الموقرة على هؤلاء وفي كل الحالتين لا تستحق أن تكون هناك وزارة للمصالحة وإنما يمكن تنفيذها من أي جهة يمكن أن تشرف عليها وتدير برامجها. ولكن لعن الله المحاصصه والمقايضة السياسية ..