قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
ندوات في كربلاء المقدسة والديوانية وبغداد وكردستان:
توصيات للحكومة بتشريع قوانين تحمي الطفولة وتمنع استغلالها
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة علي حسين/ الهدى:
شهدت بغداد ومدن كردستان، وكربلاء المقدسة، والديوانية، وغيرها من المحافظات، عقد عدد من الندوات والاحتفاليات، مطلع الاسبوع الجاري ، لمناقشة واقع الطفل العراقي. بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، وندوات ومؤتمرات مماثلة الاسبوع الماضي لاحياء اليوم العالمي للطفولة. ففي كربلاء المقدسة دعت رابطة المرأة العراقية في احتفالية أقامتها بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، الى إلى تشريع قوانين تحمي الطفولة في العراق. وقالت سكرتيرة الرابطة كوثر كاظم ناصر لـ ( الهدى ) ان الاحتفالية دعت إلى إصدار وتشريع قوانين لحماية الطفولة، والى منع تشغيلهم وتوفير البدائل الناجعة لهم، كالأبنية المدرسية ودور الأيتام ودور الحضانة لمنع تسربهم إلى الشوارع، موضحة ان القوانين يجب ان تنص على تحريم تشغيل الأطفال في أعمال الكبار ومعاقبة المستغلين لهذه الفئة العمرية. وكشفت عن ان نصف عدد الأطفال في كربلاء يعانون من المحرومية والمشاكل النفسية بسبب الفقر واليتم والحروب والعوز والبطالة. مشيرة الى ان الاحتفالية هدفت كذلك إلى تبيان المحرومية التي يعاني منها أطفال العراق مثلما هدفت إلى ضرورة الاعتناء بهذه الفئة العمرية إذا ما أريد للبلد أن يبنى بالطرق الصحيحة.
وترى الدكتورة فوزية العطية استاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد اننا اذا " لم نبن اسس الطفولة السليمة منذ مراحلها المبكرة ، فاننا لانستطيع ان نبني مجتمعاً سليماً خالياً من العاهات القيمية والمشاكل المستعصية "، موضحة ان المجتمع العراقي لايزال يفتقد لبرنامج علمي حضاري لتنشئة الاطفال. وبشأن الاوضاع الامنية و الاجتماعية التي مر بها العراق ولغاية اليوم ومدى تأثيراتها على واقع الطفولة بينت العطية خلال ندوة عقدتها أمس الاول مؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين، أن للصراعات دوراً خطيراً على المناخ النفسي والاجتماعي للاطفال وأن العنف والارهاب وانعكاساتهما في وسائل الاعلام كان لهما تأثيرات سلبية خطيرة على الوضع النفسي والسلوك الاجتماعي للكثير من اطفال العراق . ونبهت الى وجوب احترام القيم والأسس والمواثيق التي تحث على حماية الاطفال والالتزام بتوفير المناخات الاجتماعية والتربوية السليمة التي تعد جزءاً من حقوقهم الاساسية.
وفي دهوك عقدت منظمة نوبهار المعنية بعمالة الأطفال مؤتمرا أمس الاول ، يحمل شعار: لا لعمالة الأطفال، يهدف الى التعريف بهذا اليوم و الى نشر الوعي بين المواطنين حول مخاطر عمل الأطفال في الشوارع وبشكل عشوائي داخل المدن.بحسب رئيس المنظمة عصمت احمد، الذي اوضح ان ظاهرة عمالة ألأطفال مازالت موجودة بشكل ملفت للنظر في معظم المدن العراقية، مناشدا الحكومة والجهات المعنية بذل جهود حقيقية للسيطرة على هذه الظاهرة ومحاولة تقليلها، كما دعا الى تشريع قوانين تحمي حقوق الطفل دون سن الخمسة أعوام.واشار احمد ان المتحدثين في المؤتمر اثاروا قضايا هامة أبرزها الآثار النفسية الناجمة عن ظاهرة عمالة الأطفال، ومدى تأثير عمل الطفل في الشارع على العملية التربوية في المنطقة، ودور المؤسسات ووسائل الأعلام في التقليل من ظاهرة عمالة ألأطفال وكيفية تفعيل هذا الدور.كما أشار نائب محافظ دهوك بهزاد علي في كلمة له في المؤتمر الى أن المحافظة شكلت لجنة خاصة لمكافحة ظاهرة عمالة الأطفال وذلك بالتنسيق مع الدوائر المعنية مثل مركز شرطة الأحداث،ومديرية الرعاية الاجتماعية، لمتابعة الظروف الاقتصادية للأطفال وأخذ تعهدات من اولياء امورهم بعدم السماح لهم بالعمل في الشوارع. وكان احدث مسح قامت به منظمة حماية الطفولة في دهوك اواخر العام 2010 أظهر ان عدد الاطفال العاملين في دهوك يزيد عن 1200 طفل.
من جهتها أكدت لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة الديوانية، وجود انتهاكات كبيرة تمارس بحق الأطفال، واعلنت عن تشكيل لجنة لدراسة واقع الطفل في المحافظة.و دعت الحكومة الاتحادية إلى التدخل لتشريع قوانين تحميهم. و اكدت رئيسة اللجنة وداد حاتم إن أعداد الأطفال المتسربين من المدارس في تزايد واغلبهم يمارسون أعمالا لا تتلاءم مع أعمارهم من دون الخضوع لرقابة الجهات المختصة، مبينة أن هذه الأعمال تعرضهم لمخاطر الإصابة بالأمراض أو الانحراف.ودعت حاتم الحكومة الاتحادية إلى التدخل وسن قوانين فعالة "لإيواء الأطفال الأيتام وضحايا الأسر المفككة"، لافتة إلى أن الحكومة المحلية "غير قادرة على إيجاد حلول مناسبة لمعالجة مشكلة الأطفال الذين يعملون وينامون في الشوارع". وفي الديوانية ايضا أكد محافظها ان الطفولة مهملة وتعاني من ترسبات العهود السابقة، فيما كشف أكاديميون ان نسبة العنف الأسري ضد الأطفال بلغت 67%، في وقت ساعدت البطالة على انتشار الجريمة بين الأطفال والعصابات المنظمة التي تستغلهم. وقال محافظ الديوانية سالم علوان في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الذي نظم في المحافظة بمناسبة يوم الطفل العالمي إن الطفولة في العراق "مهملة وتعاني من ترسبات العهود السابقة"، مشيرا الى أن "الدولة والمؤسسات التربوية لا تستطيع بمفردها إعادة صناعة التربية للطفل مالم تكن هناك تربية عائلية داعمة".من جهتها، قالت مدرسة علم النفس في جامعة الديوانية رواء ناطق خلال المؤتمر ان دراسات بحثية أشارات الى وجود عنف اسري ضد الأطفال في محافظة الديوانية بنسبة 67 بالمائة"، مشيرة الى ان "أكثر أنواع العنف انتشارا هو اللفظي والجسدي والنفسي .من جانبه، اشار الباحث الاجتماعي نصير العصامي الى أن البطالة ساعدت على انتشار الجريمة بين الأطفال وكثرة السرقات وانتشار العصابات المنظمة التي تستغل هؤلاء الأطفال في الأعمال الإجرامية خصوصا مع وجود المخدرات ومقاهي الشوارع وصالات الألعاب غير المراقبة.وأوصى الباحثون المشاركون في المؤتمر بضرورة "تفعيل دور التشريعات القانونية الخاصة بحماية الطفل وعدم تعرضه للعنف ومراقبة صالات الألعاب والمقاهي من قبل لجان أمنية مختصة للحد من الممارسات غير القانونية.