الدولة وقضية الفساد على المحك
|
سعود محمد
وقفة مع الذات، نتأمل الحاضر، ونترسم المستقبل، لكننا بكل الأحوال نصرف جل الهم في تلمس مواضع الخلل لغاية جليلة أسها اجتثاث الفساد.
إن الإصلاح ليس في معرفة مَواطن الفساد، بل في وضع خطوات عملية سريعة من شأنها القضاء المبرم عليه من دون إبطاء.
قضية الفساد أصبحت حاضرة حتى على ألسن أطفالنا، فيا لها من قضية خطيرة لا يمكن تجاوزها، ولابد من علاجها علاجاً جذرياً بحيث لا يبقى لها قليل أثر، وإلا فإن التاريخ لن يرحم من كان سبباً في عرقلة الكشف عن أطراف الفساد من اللاعبين المرتشين.
يجب التنبه إلى أن هذه القضية ستبقى محل جدال عند الشعب بأسره وبرهاناً لمصداقية المعنيين بالقرار وقدرتهم على تكريس مبدأ العدالة ونزاهة القضاء.
نقول هذا والخوف يتملك نفوسنا، والألم يعتصر قلوبنا، أن تُوجّه هذه القضية توجيهاً خاطئاً لا يليق بقدرتنا على السير في نهج ديموقراطي متسق مع ما نسعى إليه جميعاً من نزاهة وعدالة، هما كالشمس والقمر، إذا ظهرا.
نقف اليوم على مفترق طرق في عالم مضطرب، أحاطنا بكل توتر سياسي، ولم نعد نفهم مقاصد من يصدقنا القول أو من يتحين الفرص للانقضاض علينا، وقد تكالبت أيادي المفسدين نهباً وإفساداً في وطننا.
علينا أن نلتفت بجد لوضعنا ونصلح ما طالته أيدي المفسدين بحزم، خاصة أننا نعيش وسط بحر من الثروات بشقيها المادي والانساني في بلدنا، بما يمككنا لو احسنا التصرف والاستثمار لها، بإخلاص وحكمة وتخطيط، وقبل كل ذلك بنزاهة ورقابة صارمة واضحة، أن نخلق (ربيعاً اقتصادياً واجتماعيا عز نظيره في تاريخنا السالف، وفرص اليوم هي سانحة، قطوفها دانية لمن استغلها الاستغلال الأمثل.
إنها بحق وقفة مع الذات، هدفها تحقيق أمنية غالية عندما يكون الوطن هو الثمن، وسوى ذلك يكون وبالاً على أجيالنا المتعاقبة، وسبباً أكيداً لإهدار العدالة بين الساعين لنجدته، وبين المتخاذلين لنصرته.
|
|