مواجهة الفساد.. حرب واجبة على الجميع
|
تيسير عبدالعزيز
الفساد هو استغلال سلطة عامة مكلف بها الفرد لتحقيق منافع خاصة والإضرار بمصالح الدولة والمجتمع بطرق غير مشروعة.. وهو كل اختراق للدستور وكسر للقانون وتمرير لمخالفات والحصول على فوائد مادية ومعنوية بغير حق وضد القانون.
ومحاربته ركن أساسي للوصول الى الحكم الصالح في كل مكان، بعد أن وصل الخطر الى المجتمعات والدول، وقد تضافرت جهود المصلحين لمحاربته وتشريع قوانين تمنعه، كما انشئت منظمات وجمعيات تعمل على محاربته مثل جمعية الشفافية العالمية، وتعيين يوم 9 ديسمبر يوما عالميا لمكافحة الفساد والتنبيه الى خطره الداهم.
أما في العراق و لدعم الحرب ضد الفساد، فأنه يجب تشجيع الكتاب والفنانين والمؤسسات على تكثيف جهودهم لتوعية المجتمع، وكشف الفساد والمفسدين والدفع نحو تشريع قوانين اكثر قوة ضد الفساد، والاهم من ذلك تطبيقها.
في معظم دساتير العالم هناك قوانين لتجريم الفساد، ولكن المشكلة تكمن في ضعف الآلية العملية، ولذلك نرى تنامي الفساد وتراجع الإنجازات في سبيل تحقيق الحكم الصالح، وهناك مؤشر لترتيب الدول التي تتقدم وتحقق نتائج في مكافحة الفساد، فمثلا فأن العراق لايزال للاسف الشديد و لعدة اعوام يتذيل القائمة العالمية لمؤشرات الفساد 2010ومنه مؤشر العام الحالي 2011.
أن هذا الوضع يدعو الى الاحباط، فهو ذو نتائج سلبية مدمرة للمجتمع والسلطة ولامكانية احراز تقدم في عمليات التنمية والبناء والتقدم، وكل ذلك يجري رغم أن الحكومة والنواب يؤكدون بلسانهم دوما محاربة الفساد ودعم القوانين المحاسبية، ولكن الجميع يعلم انها في الغالب تسبه حرب سياسية بين طرفين او عدة اطراف، ولم يهتم أيهما بتطبيق قوانين النزاهة ومكافحة الفساد والعمل بها بشكل جدي وواضح، لأنها قد تشكل تهديداً للمصالح الخاصة المتنازع عليها والنهم على المال العام واستخدامه لتطويع السياسيين وبناء القوة والقدرة السياسية لهذا الطرف او ذاك، على حساب مصلحة المواطن والوطن.. وما ثورة الربيع العربي إلا دليل على رفض الشعوب هذا الظلم والفساد في دولهم، لذلك الحرب واجبة ضد الفساد كما ضد الطغيان لأن الاول ممهد للثاني، وضد نهب الثروات وتدمير أخلاقيات المجتمع، حرب واجبة على الجميع، كل في مكانه ومسؤولياته، للوصول الى مجتمع المساواة والعدالة والحكم الصالح.
|
|