سماحة المرجع المُدرّسي يستقبل وفودا من بلدان خليجية :
النهضة الحسينية خطت مسيرة كاملة للامة باتجاه الاصلاح
|
كربلاء المقدسة/ الهدى:
أستقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي (دام ظله) بمكتبه في كربلاء المقدسة وفودا من زوار الامام الحسين عليه السلام من بلدان خليجية، بينها البحرين الجريحة، وسلطنة عمان، والسعودية، وفي جانب من حديثه له مع الوفد اشار سماحته الى ان من أول واوكد المهمات والضرروات في هذه الحياة الدنيا ان يبقي الانسان على قيمه ودينه ويحافظ عليها رغم كل التحديات و الظروف التي تحيط به.. لان هذه الدنيا هي دار ابتلاء وفتن وصراع دائم، وفي كل ذلك يتبين مدى صمود الانسان وقدرته والثبات على الموقف الحق والعادل.. وهذا ما نتعلمه من مدرسة كربلاء ونهضة الامام الحسين عليه السلام..حيث يستمد اتباع مذهب اهل البيت (ع) القوة والعزم من قادتهم الاّ وهم الائمة الاطهار والذين جسدوا لنا المثل والقيم والمبادئ عبر التأريخ. وأشار سماحته الى أن الشعب البحريني وعبر تأريخه هو من الشعوب صادقة وعميقة الولاء لأهل البيت (ع) ولديه من الفطرة السليمة والتوكل على الله والرضا بقضائه، والثبات على الولاء والموقف الحق الشيء الكثير وكل هذه القيم هي التي سوف تسدد خطاهم بحول الله نحو تحقيق تطلعاتهم وآمالهم. وفي جانب من حديث لسماحته مع الوفود اشار الى أن: الامام الحسين عليه السلام، وبكل تأكيد وبكل الادلة وبحسب مجريات ووقائع الحياة قد نجح في نهضته المباركة التي اطلقها ضد الظلم والانحراف والفساد في الامة، حيث اعلن بكل وضوح وثبات منذ بدء مسيرته العظيمة من مكة أن مهمته ودعوته وقيامه وهدفه هو الاصلاح في الامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها.. وهو عليه السلام بنهضته خط مسيرة كاملة للامة باتجاه الاصلاح .. ونحن في كل المناسبات نشاهد الامة تتوجه نحو الامام الحسين (ع)، و نحن إذا عرفنا الامام الحسين (ع) ونهضته نعرف اننا ايضا نستطيع المضي بتيار الاصلاح الذي بدأه عليه السلام، وفي هذا السبيل فإن نهضته المباركة تعلم الانسان التضحية والصمود والسمو ..فيجب على كل فرد منّا ان يقوم بدوره في الاصلاح، ويستلهم من عزيمة ائمة الهدى (ع) لكي يقوم بهذا الدور بكل جدية وهمة.. واشار سماحته في هذا السياق الى أن من تجليات وصور النصر والنجاح الباهر للنهضة الحسينية في مقابل الفساد والظلم والانحراف الذي مثله الخط الاموي في الامة، هو مانراه اليوم في عضرنا الراهن، وهو ماسيستمر بإذن الله الى مالانهاية، من قدوم وتوافد الملايين من زوار الامام الحسين عليه السلام، وهم في زيادة في كل عام ومن كل حدب وصوب في العالم اجمع، وهكذا روح الفداء والثبات لدى شيعته ومحبيه الذي يستشهدون وهم يقيمون شعائره ومواكب عزائه، كما حصل في العراق وافغانستان وغيرهما في عاشورائنا هذا وكما سبق في كل عام، وهكذا هو عزاء طويريج (ركضة طويريج)، وغير ذلك من الشعائر والمظاهر والتجليات الحسينية، تعد صورة اخرى وتعبيراً عن انتصار وديمومة عطاءات وانتصارات النهضة ..
و يستقبل وفدا من الاخوة الخوجة:
الامام الحسين(ع) ينادينا اليوم: دافعوا عن الدين والقرآن واهل البيت (ع)
واستقبل سماحته وفدا من الاخوة الخوجة في كندا وبلاد المهجر. وفي جانب من كلمة لسماحته خلال اللقاء اوضح قائلا: نحن لم نكن مع الامام الحسين عليه السلام لننصره في موقفه ذلك اليوم العظيم، ولكن بأمكاننا اليوم ان نقتدي بمولاتنا زينب عليها السلام في دفاعها وصبرها واستقامتها في المواجهة و نصرة الامام الحسين عليه السلام . واضاف : زيارتكم لسيد الشهداء هي بعض الواجب لمواساة زينب عليها السلام لانها هي الاخرى زارت الحسين عليه السلام ولكن هناك فرق، انتم تزورون مرقد السبط الشهيد اما هي فزارت جسده المقطع.. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعطيكم ويعطينا وكل زوار ابي عبدالله عليه السلام ولو بعضا من ثبات وصبر وصمود و ثواب زينب عليها السلام.. فنحن حينما نأتي الى كربلاء لا ننظر الى القبر والقبة الذهبية بل نتصور تلك اللحظة العصيبة التي وقفت بها زينب (ع) في عاشوراء على التل، فمن جهة رأت ان من واجبها الدفاع عن الامام عليه السلام بأي شكل من الاشكال كما دافعت امها الزهراء عن امير المؤمنين عليهما السلام، ولكن من جهة اخرى كانت ترى ان النساء والاطفال منتشرون في ارض الطف والهين مذهولين من هول ما قام به الاعداء، وهنا جاءها نداء الامام عليه السلام من حفرة المقتل، بأن تعود وتجمع النساء والاطفال.. هذه كانت مسؤولية زينب بعد يوم عاشوراء، كما هي مسؤولية الزهراء عليها السلام، وجميع ائمة اهل البيت (ع) الى يوم القيامة، و نحن علينا اليوم أن نحمل هذه الراية وننشرها وندافع عنها بكل قوة وثبات، ان نعمل عملا تكون فيه وجوهنا مبيضة امامهم (ع) وهذه مسؤولية الزائر والزائرة للامام الحسين (ع) الذي نقول في زيارته: اشهد انك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر، طهُرتَ وطهرت ارض انت فيها. نحن ايها الاخوة والاخوات بزيارتنا انما نأتي الى بحر الطهارة وعلينا ان نطهر انفسنا بالحسين (ع) وان نعود ولادة جديدة مطهرين من العادات السيئة والعقد النفسية والذنوب، وبتطهيركم لانفسكم تكونون مع الحسين واصحابه، وعلمكم وعملكم سيكون حينها بإذن الله طاهرا هو الآخر .. اخواني اخواتي : جئتم الى بحر الرحمة الالهية فلا تعودوا عطاشى، استفيدوا من هذه الساعات واللحظات .. واوصيكم ان ترجعوا بنية صالحة ونية عمل خير يقوم كل منكم بتحقيقه ... وهكذا ايضا وعند مرقد الامام الحسين عليه السلام وفي رحابه كما تدعون الله لانفسكم واولادكم ولأمواتكم ولاصحاب الحاجات الذين طلبوا منكم الدعاء، ادعوا للمسلمين بالانتصار في كل انحاء العالم..
|
|