المرجع المُدرّسي يستقبل وفودا من اساتذة جامعتي بغداد والمستنصرية
البلد يحتاج الى الحوار والحكمة بين كل الاطراف لرسم خارطة طريق للمستقبل
|
كربلاء المقدسة/ الهدى:
أكد سماحة المرجع المُدرّسي (دام ظله) أن الشعب العراقي وبفضل تمسكه بقيم الدين الحنيف والولاء لإهل البيت(ع) يمتلك من الطاقات والامكانيات وروح الحماسة والصبر ما يمكنه من النهوض والتقدم بالبلاد لو تم الاستفادة منها وتوظيفها لهذا الغرض بالشكل السليم والادارة الواعية والحكيمة، مبينا خلال استقباله بمكتبه في كربلاء المقدسة وفدا من عمداء واساتذة جامعتي بغداد والمستنصرية، أن هذه الطاقات والامكانيات والروح تبرز بشكل جلي ورائع وكبير في مناسبات عديدة في لاسيما في ايام عاشوراء الامام الحسين عليه السلام زيارة الاربعين، حيث تبرز روح التعاون والكرم والبذل والحماسة والاستعداد للتضحية والعنفوان بشكل لانظير له. وفي جانب من حديثه خلال اللقاء دعا سماحته جميع الأطراف في البلاد الى العمل بمبدأ الحوار والشورى،وبالكلمة العمل الطيبة ومصلحة العباد والبلاد العامة وليس بالعصبيات والانتماءات العرقية والمذهبية. واشار في هذا السياق الى ان العراق يعيش اليوم في "ظروف استثنائية نتيجة ما مر به في العهد الماضي وخروجه من ثلاثة حروب مدمرة منذ زمن النظام المقبور، كما أنه لازال تحت الاحتلال بصورة واخرى، فهو ان كان سيتخلص منه خلال الايام القادمة، لكننا ايضا ما زلنا تحت طائلة البند السابع وهو احتلال من نوع اخر".موضحاً ان "كل تلك المشاكل والازمات لايمكن لجهة او لأحد وحده حلها بل القضية تشمل الجميع ..ولا يمكن ان يشترك الجميع في التخلص من تلك الظروف من غير الحوار البناء والهادف والذي يصب في مصلحة البلد ". واوضح سماحته ان " الشعب العراقي لديه من الحماس والشجاعة والكرم الشيء الكثير وهي صفات اصيلة لديه، ومع ذلك فأن شعبنا وسياسيينا اليوم بحاجة الى الحكمة لرسم خارطة طريق ورؤية جدية للمستقبل، فمن خلال الحوار البناء تنتج تلك الرؤية". وفي لقاء آخر استقبل سماحته أيضا الدكتور محمد الشمري عميد كلية الآداب في الجامعة المستنصرية، والوفد المرافق له، الذي وجه الدعوة لمشاركة الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة في المؤتمر العالمي للإمام الحسين (ع) تحت عنوان (ملتقى الطف الدولي) الذي يشارك فيه عدد كبير من الباحثين والمفكرين الدوليين في كل عام.. وفي جانب من حديثه مع الوفد اثنى سماحته على الجهود المبذولة لاقامة هكذا مؤتمرات، موضحا أن: مهمة الانبياء كانت على الدوام انقاذ البشرية من وهدة العبودية لغير الله تعالى والاهواء والجاهلية بكل اشكالها وانواعها واعادة صياغة وصناعة ضمير الانسان وما صبر الانبياء والرسل الا لدعم ذلك الضمير الانساني، والإمام الحسين (ع) دعم هذا الضمير واحياه بنهضته الخالدة حتى صار هو (الحسين) عليه السلام ضمير الامة وعنوانا للضمير الانساني. وأضاف سماحته هناك واجبات ينبغي ان يقوم بها المفكرون وأصحاب الاقلام، منها أننا يجب ان نخرج الناس الى واقع الإمام الحسين (ع) ووعي وفهم شخصيته عطاءه و ونهضته وهذا ما سيحرك المجتمعات، وبالتحديد في العراق الذي يعيش مع الإمام الحسين (ع) .. يجب ان يُعرف برنامج الإمام الحسين (ع) المتكامل في الأخلاق والاجتماع والسياسة.. الخ. ثم يجب أيضا ان نبين للناس اخلاقيات أهل البيت (ع) وحجم التضحيات التي قدموها عليهم السلام. وكما كان دأب الأنبياء التبليغ في كل وقت وفي كل الظروف. وفي ذات الاطار وخلال استقباله وفدا من اتحاد الكيميائيين العراقيين برئاسة الدكتور مؤيد كاصد مدير عام شركة ابن سينا التابعة لوزارة الصناعة، ان "مسألة تطور البلد وتقدمه يجب ان تكون قضية جماهيرية شعبية، كما هي مهمة على عاتق النخب والكفاءات" مبيناً ان الشعب اذا لم يقم بدوره في هذا المجال فلا يمكن للبلد ان ينهض ويتطور. موضحا أن ان الحضارة والتقدم نحو الامام تنشأ من خلال الشعوب التي تحمل الراية و تبدء بالتغيير والتطوير في واقعها، مشيرا الى ان ذلك هو عكس ما حصل دائما في بلداننا، حيث نجد ان حمل راية التغيير تلقى على الحكومات، وهذا ما جعل شعوبنا تستيقظ على واقع مؤلم ومخيف من خلال تقدم العالم الى الامام، في الوقت الذي نحن فيه ما زلنا خارج اطار الزمن..".
|
|