قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
دراسة علمية..
قليلٌ من السمنة كفيلة بإزالة التجاعيد
*إيمان عبد الأمير
تبذل المرأة في الوقت الحاضر الكثير من أجل إظهار نفسها أصغر مما هي عليه، وتحاول جاهدة لإزالة كل العلائم الدالة على ذلك في مقدمتها التجاعيد في الوجه وتراكم الدهون في مناطق مختلفة من الجسم، وقد تحول مع الأسف الشديد هذا النمط من التفكير الى ظاهرة واسعة الانتشار في بلداننا الاسلامية لتقتحم أعشاشنا الزوجية الدافئة، لتكون الرشاقة في البدن والرقة في البشرة و.... غير ذلك، من الشروط التي تضمن سلامة الحياة الزوجية من أي مكروه، ولنقل إنها أصبحت أحد عوامل وجود الحب بين الزوج وزوجته !
لكن يبدو إن البعض لا يعتبر بالاحاديث والروايات وسنّة أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاستخلاص النموذج الطيب والصالح للحياة الزوجية السعيدة، لكنه ربما يتأثر بدراسة علمية أو تحقيق يعده أكاديميون أو أطباء حول قضية معينة، حتى نرفع أيدينا عن التقليعات والموديلات المستوردة من الخارج، ونعود الى أنفسنا وما وهب لنا الله سبحانه وتعالى من نعم وفرص لحياة سعيدة، وهذا ما قامت به صحيفة أمريكية متخصصة في العمليات والنصائح التجميلية، برعاية مجموعة دراسات مستفيضة أثبتت أن زيادة الوزن قليلاً بعد سن الأربعين تساعد على إخفاء تجاعيد الوجه، حيث تملأ الشحوم والدهون الفراغ الكائن تحت البشرة المجعدة.
وللتحقيق من ذلك قام فريق من علماء التجميل في إحدى الجامعات بتحليل صور لوجوه أكثر من نحو 182 توأماً، لدى مُشاركتهم في مهرجان التوائم في أمريكا؛ نظراً إلى أن المواليد التوائم يتميزون بالجينات المتماثلة، ومن ثم فإن الفروق في أعراض الشيخوخة لديهم ستكون متعلقة كثيراً بسلوكهم وتصرفاتهم في المجتمع إذ أن طريقة العيش لها تأثير كبير في سرعة ظهور هذه الأعراض أو بطئها. وبعد أن طرحوا عليهم أسئلة كثيرة وشاملة عن حياتهم، بدءاً من عدد المرات التي تزوجوا فيها، وحتى الاهتمام ببشرتهم واستعمال كريم واقٍ من الشمس.
كانت النتيجة ان الذين طلّقوا منذ نحو سنتين، يظهرون أكبر في العمر من توائمهم الذين مازالوا متزوجين، وأن المرأة الأرملة تبدو أصغر سناً من توأمها المُطلقة، كما أظهرت الدراسة أن إستعمال دواء الأعصاب أدى إلى ارتخاء مسام الوجه وترهل البشرة. وفضل الخبراء أهمية أن يبقى الفرد أعزب على أن يدخل في علاقة عاطفية فاشلة؛ لما لها من تأثير سلبي في بشرة الوجه.
ومن مجموعة الدراسات تلك، أُجريت دراسة على مواليد توائم، أعمارهم فوق 50 سنة، جاءت نتيجتها لمصلحة الوزن الزائد الذي يُعيد الشباب إلى كبار السن! حيث وجد المُختصون أن المرأة التي تزيد بضعة كيلوغرامات على شقيقتها (أو شقيقها) التوأم، تبدو أصغر سناً، وتجاعيد وجهها أقل، أما زيادة الوزن تحت سن الأربعين فتجعل المرأة تظهر أكبر من عمرها. وأفادت خُلاصة الدراسات على التوائم أن عدم التدخين وتجنب العلاقت الفاشلة وإستخدام واقٍ من الشمس بطريقة يومية مع الرياضة والاسترخاء، كلها عوامل أساسية تُبقى المرأة في شباب دائم مُقارنة بنظيراتها.
لسنا بحاجة الى تعليق على ما توصلت اليه هذه الدراسة، فطالما سمعنا عن الآثار المدمرة للطلاق فيما يتعلق بالحياة الزوجية، وكم سمعنا وقرأنا عن عواقب العلاقات العاطفية والحب الكاذب والمزعوم بين الشاب والفتاة والذي تشحنه الشهوات لفترة قصيرة.
من جانبها كان لمصممة الأزياء كارلا كروب المُختصة في مجال التجميل رأي خاص في عمليات التجميل؛ إذ وصفتها بأنها (الشيخوخة في حد ذاتها)!، وأضافت: يظن بعضهن أن نتيجة عملية التجميل تكون دائماً الظهور في سن أصغر، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ؛ لأنه في حال فشلت عملية شد الوجه - على سبيل المثال- يبدو وجهك وكأنه وجه قرد، ويُظهرك أكبر سناً! وأضافت: وهذا الكلام ليس مزاحاً، ولا للتخويف، بل هو حقيقة أثبتتها أحداث كثيرة من هذا النوع. غير أنه - في الوقت نفسه- يُعدُّ عالمنا محظوظاً اليوم؛ لأنه يُمكننا من القيام بعملية حقن بـ (البوتوكس) تجعل وجهنا جيداً في غضون 48 ساعة، إضافة إلى بعض الحقن الصحية التي تُساعد على انتفاخ الوجه وإنعاشه وجعله أكثر شباباً، وكلها أوفر تكلفةً وأقل عناءً من عمليات التجميل.
وتوضح كروب أن خطوات مهمة وبسيطة يُمكن أن تُحافظ على شباب المرأة الدائم، لكنها تؤكد أن هذا الشباب يجب أن ينطلق من داخل نفسها لينعكس على مظهرها الخارجي.
إن هذه المصممة للأزياء والتي تعرف دقائق الأمور عن المحاولات الحثيثة لكسب المظهر الجميل والجذاب، تقدم اعترافات صريحة كهذه وتقول – ما معنى كلامها- إن الجمال الحقيقي هو في جمال النفس، وإن جميع العوامل الخارجية والمسحضرات الكيماوية والطبية مهما كانت لن تحقق للمرأة الجمال الحقيقي، بل ربما تكون تلكم الوسائل والعوامل نقمة عليها، فيغلب عليها البشاعة والقبح والتشوّه وهو ما قد يخسرها زوجها وأسرتها.