رغم التطور في وسائل الحياة
المرأة أكثر عرضةً للأمراض من الرجال
|
*إعداد / كريم الموسوي
بالرغم مما نسمعه عبر وسائل الاعلام من أن المرأة في الغرب تحظى بغير قليل من الراحة والرخاء والرفاهية، لوجود التنوع في الخدمات و وسائل العيش التي تعمل بمعظمها بالأزرار، ابتداءً من غرفة النوم والتنظيف والغسل والحمام ومروراً بالمطبخ واعداد الطعام وحتى الانارة والتبريد والتدفئة و... غيرها كثير، فضلاً عن الحياة خارج المنزل وفي محيط العمل، إلا اننا نتفاجأ بتقارير تؤكدها منظمة الصحة العالمية من ان النساء في الغرب اكثر عرضة من الرجال للاصابة بالامراض المختلفة مثل السرطان والبدانة والتشوهات لدى المواليد وغيرها من الأمراض العجيبة، مما قد لانجد الكثير منها في بلداننا رغم المشاكل والأزمات التي نعيشها.
*أحمر الشفاه قد يسبب السرطان
كشفت مجلة ألمانية متخصصة أن بعض أنواع أحمر الشفاه يحمل مخاطر صحية محتملة تؤدي لأمراض الطفح الجلدي والالتهابات والسرطان أيضا، ويعود ذلك لوجود زيت (البرافين) ومواد صناعية أخرى مثل السيليكون، كما قامت بعض الشركات بإضافة مادة الرصاص المسببة للسرطان إلى أحمر الشفاه!
وقد ذكرت المجلة أنه تم وضع 306 أنواع من أنواع أحمر الشفاه تحت الاختبار لكشف جودة المنتج، وكانت النتيجة هي حصول 121 نوعا على درجة مقبول و 44 نوعا على درجة مرفوض .
وأشارت المجلة المعنية بحماية المستهلك في المانيا إلى إلزام شركات مستحضرات التجميل بالكشف عن المواد التي تستخدمها في صناعة منتجاتها، وهو الأمر الذي ترفضه بعض الشركات الكبرى.
*الكمبيوتر يتلف بشرة المرأة
أشارت أحد الأبحاث العملية أن الجلوس لمده طويلة أمام شاشة الكمبيوتر سبب لشحوب بشرة المرأة، وزيادة إفراز الغدد الدهنية فيها، كما يؤدي إلى إحمرار البشرة.
وكذلك وضح الباحثون أن النساء ذوات البشرة الدهنية قد يعانين من زيادة نسبة حب الشباب خصوصا في الوجنتين و الأنف والجبهة، أو يؤدي ذلك إلى إلتهاب مكان الإصابة.
وبينت الدراسات أن من الضروري وضع النساء لواقي الشمس على بشرة الوجه أثناء جلوسهن أمام شاشة الكمبيوتر، فضلاً عن تقليل عدد الساعات التي تجلسها النساء أمام الشاشة و تقليل نسبة الإضاءة الصادرة من الشاشة.
*مساحيق التجميل تدمر رجولة الجنين !
كشفت دراسة أمريكية حديثة أن المواد الكيميائية التي تتوفر في مساحيق التجميل، وأنواع الصابون المتطورة، والبلاستيك في أشكاله كافة، تسبب خطرا على الأعضاء التناسلية للجنين الذكر.
وفي الدراسة التي أجريت في المركز الطبي لجامعة (روشستر) البريطانية، والتي شملت 145 حالة، تبين للعلماء أنَّ المواد التي تعطل عمل هرمون الذكورة (تستستيرون)، والتي تعرف باسم (فثاليتس) موجودة لدى الأم.
وتتوفر تلك المواد في المأكولات المحفوظة والمعلّبة وفي البلاستيك في أنواعه كلها، وكذلك تتوافر الـ (فثاليتس) في مساحيق التجميل، وكريماتها، ومركبات معالجة البشرة، والعطور، وأنواع الصابون المتطورة وغيرها.
*حبوب منع الحمل قد تسبب سرطان الثدي
أشار باحثون أمريكيون في الولايات المتحدة إلى أن حبوب منع الحمل من الممكن أن تتسبب في زيادة حالات سرطان الثدي، ولكن في نفس الوقت قال الباحثون إن على النساء ألا يعدن هذه الدراسة سبباً في تغيير طرق منع الحمل التي يتبعنها.
كما أكد كبير الباحثين الدكتور توماس سلارز أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي عند ذوات الاستعداد الوراثي تكون أكثر بثلاثة أضعاف بالنسبة للأخريات اللاتي ليس لديهن استعداد وراثي.
وتعد هذه الدراسة أول دراسة تمتد عبر الأجيال وتدرس علاقة موانع الحمل بمرض سرطان الثدي وعنق الرحم عند النساء من ذوات الاستعداد الوراثي.
*الإفراط في ممارسة الرياضة يضرّ خصوبة النساء
حثت دراسـة طبية حديثـة على نصح السيدات بالاعتدال في ممارسة الرياضـة مشيـرة إلى أنَّ الإفراط في ممارستها قد يضر بخصوبتهن، ومن ثمَّ تقل فرص الحمل لديهن.
وأوضحت الدراسة أن النساء اللاتي يمارسن الرياضة بشكل يومى ومستمر ترتفع لديهن مشاكل الخصوبة بنسبة ثلاث مرات مقارنة بغيرهن من النساء مما يؤدي إلى استنزاف القوة التي يحتاجها الجسم للحصول على حمل ناجح.
يذكر إن في معظم البلاد التي تدّعي التقدم والوعي الثقافي الرفيع، تفخر بأنها تعبئ النساء والفتيات لممارسة الرياضة في الأندية والحدائق والاماكن العامة بحجة الحفاظ على الصحة واللياقة البدنية.
*النساء أكثر عرضة للمرض من الرجال
وحذرت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها يحمل عنوان (المرأة والصحة) من ان النساء اكثر عرضة من الرجال للاصابة بالامراض بسبب استمرار عدم المساواة الاجتماعية.
واوضحت مديرة المنظمة مارغرت شان على ما نقل البيان عنها ان الاوان قد آن لكي تحصل النساء والفتيات على ما يستحقنه، ولكي يحصلن على العناية والدعم اللازمين للتمتع بالحق الانساني الاساسي الا وهو الحق بالصحة.
وتشير المنظمة ايضا الى انه على الرغم من توفير المرأة القسط الاكبر من العناية الصحية الا انها لا تحصل في المقابل دائما على الاستجابة الطبية التي تحتاجها والتي تناسب مشاكلها الصحية.
واعربت المنظمة ايضا في تقريرها عن قلقها المتزايد ازاء النساء المتقدمات في السن اللواتي يزداد عددهن بسبب شيخوخة المجتمعات اولا، وثانيا بسبب معدلات امد الحياة لديهن التي تفوق معدلات الرجال.
ويحذر التقرير من انه على المجتمعات ان تتهيأ لتحمل مسؤولية المشاكل الصحية المرتبطة بالشيخوخة وكلفتها، وتطالب منظمة الصحة العالمية الحكومات بمضاعفة الجهود المالية من اجل "تحمل كلفة الرعاية الصحية للنساء المسنات" في الدول المتقدمة بشكل خاص حيث يتحمل هذا العبء عادة افراد العائلة.
ويشدد التقرير في المقابل على اهمية وضع سياسات تمويل في الدول الاكثر فقرا من اجل دعم النظام الصحي واصلاح سياسات التقاعد والضرائب ودعم الخدمات الطبية في المراكز المتخصصة وفي المجتمع.
*البدانة في منتصف العمر نذير للمرض
من جانب اخر قال باحثون امريكيون ان النساء البدينات في منتصف العمر ربما يعشن حتى سن 70 عاما على الاقل لكنهن لن يكن في نفس صحة النساء اللاتي حافظن على رشاقتهن.
وقال الباحثون ان دراسة واسعة جارية على ممرضات امريكيات أظهرت أن 10 في المئة فقط من النساء اللاتي بلغن 70 عاما يمكن اعتبارهن في مظهر جيد. والنساء اللاتي زاد وزنهن ابتداء من سن 18 عاما انتهى بهن الحال الى اسوأ مظهر.
ومعظم هؤلاء النساء كان لديهن نوع ما من القصور البدني أو العقلي وأكثر من ثلثهن كان لديهن امراض مزمنة بالاضافة الى قصور عقلي او بدني.
وكتب الباحثون في المجلة الطبية البريطانية: بالنظر الى ان اعدادا متزايدة من الامريكيين يعيشون اعمارا طويلة وفي الوقت نفسه يزيدون في الوزن فان نتائجنا ربما تكون مهمة بشكل خاص فيما يتعلق بالسياسات الاكلينيكية او سياسات الصحة العامة وتستحق المزيد من البحث والتأكيد في دراسات اضافية.
وقامت كي صن وزملاؤها في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد وفي بريجهام ومستشفى النساء في بوسطن بدراسة أكثر من 17 ألف امرأة يشاركن في الدراسة الحالية عن صحة الممرضات، وفي 1976 كان متوسط عمر هؤلاء النساء 50 عاما وكن يتمتعن بصحة جيدة. ودرس الباحثون الجوانب الاخرى من حياتهن ونمط حياتهن بما في ذلك التدخين والوزن.
وكتب الباحثون: بين النساء اللاتي عشن حتى عمر 70 على الاقل استوفت 1686 امرأة (9.9 في المئة) المعايير للعيش بصحة جيدة.
من الجدير بالذكر فان التقارير الصحية ما تزال تؤكد على أن النظام الغذائي في الغرب هو أحد الاسباب الرئيسة لاصابة النساء وأيضاً الفتيات في أعمار مبكرة بالبدانة، بسبب الوجبات الغذائية الجاهزة والابتعاد عن الأكل داخل البيت الذي لايجدون الفرصة للتواجد فيه لفترات طويلة كما يحصل في بلداننا، لكن هذا لايدل على أننا في أمان من هذه الظواهر، فلابد أولاً: أن نشكر الله ونحمده على ما نحن فيه، وثانياً: نعمل على تكريس ثقافتنا الاجتماعية بكل ما تضم من أنماط وأساليب في التغذية والتعامل والسلوك في الحياة والتي أثبتت نجاحها مع تجارب المجتمعات الاسلامية طوال القرون الماضية.
|
|