قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
أحاديث الشباب
(الشباب والأمل)
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *حيدر عبد الرضا الظالمي
ان حياة معظم الناس ولاسيما الشباب في العالم المعاصر معرضة للكثير من المشاكل والصعوبات، ومن الطبيعي ان هذه المشاكل والعوائق التي تقع في طريق التقدم، تملأ حياة الانسان بالغم والاحزان، وتجعله يرى النهار المشرق ليلاً مظلماً.
ينبغي ان نعلم ان البشر ليسوا وحدهم في مواجهة مصاعب الحياة وعوائق تحقيق الاهداف، بل حتى النباتات تواجه أمثال هذه المعوقات، فالبذرة التي تحاول ان تطلع برأسها من تحت التراب لتحصل على النور والحياة، تواجه موانع من الطين والحجارة وجذور الاشجار والاعشاب التي تقف حائلا دون حركتها ولكن أفنان البذور الرقيقة والدقيقة تواصل المقاومة والكفاح وبذل الجهود وكلما واجهت طريقها عقبة انحرفت الى جهة اخرى حتى تتمكن في نهاية الامر من ان تطل برأسها الى الفضاء الخارجي لتعانق ضوء الشمس وتتحول الى نبتة جميلة جذابة.
ان حياتنا ليست بمعزل عن هذه القاعدة وان تحركنا في الحياة والحصول على مكانة عالية من الممكن ان يواجه عشرات بل مئات من الموانع والمعوقات، ومن ذلك الظروف العائلية والوضع غير الملائم في العمل ورفاق السوء والفشل وغير ذلك من العوائق.
لذلك علينا ان نلتفت وننتبه الى مسألة مهمة وهي وجود نافذه منحها الله تعالى لنا في هذه الحياة وهي (الأمل) لنواجه بها الصعوبات والعوائق المختلفة مع ملاحظة المعايير والأطر التي تجعل الامل مفيداً وبناءً في حياتنا المادية والمعنوية ولهذا المفهوم عدة مصاديق منها:
1ـ الأمل بالله تعالى..
ان فئة قليلة من الناس هم الذين لا ينحرفون في سلوكهم ولا يرتكبون الذنوب، ولكن نبراس الطريق يتمثل في سرعة التفات الانسان الى خطئه وانحرافه فيتراجع عما اقترفه، يقول نبينا الاكرم (ص): (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون).
وبمقدار ثقة الانسان بالله تعالى والأمل وبرحمته وعفوه ورأفته وكرمه تتحدد حركة الانسان وسعيه وجهاده وهجرته ومن ثم بعد ذلك، فوزه في الدنيا والآخرة.
اما اليأس والقنوط من رحمة الله ومن عفوه فهو السبب الرئيس في ظلمة روح الانسان وارتكابه المعاصي والآثام، يقول الامام الصادق (عليه السلام): ( اليأس من روح الله عز وجل اشد برداً من الزمهرير).
إذن فلا ينبغي على الانسان ان ييأس من عطف الله ورحمته بسبب الذنوب التي عملها وانما عليه ان يسارع الى التوبة النصوحة والعودة الى الله عسى ان يتوب عليه ويشمله برحمته.
2ـ الأمل العقلائي..
ان الأمل الذي لا يستند الى الاساس الصحيح والمدعوم بالتدبير والسعي الجاد لا يُعد أملاً عقلائياً، وما يؤكد ذلك أئمة الدين والحكماء والعلماء وما كانوا يطمحون اليه، والى ذلك يشير الامام الباقر (ع): (إياك والرجاء الكاذب فأنه يوقعك في الخوف الصادق)!
3ـ الأمل المضيء..
عندما يتوجه طلاب المدارس والجامعة والمعاهد الى مدارسهم والموظفون الى دوائر عملهم والعمال الى معاملهم. متحملين المصاعب كافة من حرٍ وبرد وغيرها إنما يفعلون ذلك من اجل توفير وسائل عيشهم واحتياجاتهم، فإن لم يكن في هذه الحياة مصباح مضيء للأمل فإن حياتنا سوف تكون مظلمة ويلفها الخوف والوهم، يقول الرسول الاكرم (ص): (الامل رحمة لامتي، ولولا الامل ما رضعت والدة ولدها ولا غرس غارس شجر).