قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

زيارة الأربعين.. والتصويت قبل الانتخابات
ياسر العبادي
أربعة عشر مليون (اقل أو أكثر بقليل) هو العدد التقريبي لجموع الزائرين الذين وصلوا إلى كربلاء لأداء زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) ولقد وصل معظمهم مشيا على الإقدام ،واستمر بهم المسير لعدة أيام وليال طوال .من البصرة ساروا شيبا وشبانا، رجالا ونساء، حتى غدت البصرة شبه خالية. ومن الموصل مشوا رغم مخاطر الطريق والحقد الارهابي، ومن كل المحافظات حتى الكردية منها، واصلوا المشي إلى كربلاء غير آبهين .
واستمر الطائفيون بنشر الموت ومواصلة القتل بحق أناس لم يكونوا يحملون سوى رايات تحمل مبدأ صاحب الذكرى (هيهات من الذلة) مرددين هتاف (لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين )، ولم تنثني عزائم الزائرين رغم استمرار التكفيريون بتفجيرهم ورغم سقوط الكثير منهم بين شهيد وجريح، واستمر محبو الحسين (ع) بالمسير لأنهم يعتقدون ان زيارة الحسين(ع) غاية، اقل ما تستحق دمائهم الطاهرة. كل هؤلاء الزائرين هم من المضطهدين لعقود .. والتي استمرت معاناتها إلى هذا اليوم وما زال معظمهم يعاني من العوز والفقر والحرمان، وسؤالي هنا من سينتخب هؤلاء السائرون (او ما يطلق عليهم المشاية )؟ ،من ستنتخب هذه الملايين الكبيرة من الزائرين؟ .
هل ستتشتت أصواتهم بانتخابهم كتل وشخصيات لأبعاد شخصية او عشائرية فيفشلوا وتذهب ريحهم؟ , لأن هذه الكتل والشخصيات المتفرقة على فرض فوزها ستكون ضعيفة داخل قبة البرلمان وستكون طعما للكتل الكبيرة ولن يكون لها أي دور في تشكيل الحكومة والعملية السياسية برمتها كونهم متفرقين .هل ستنتخب هذه الجماهير العريضة (تحالف العراقية) مثلا ؟؟... وكيف لهم ان ينتخبوا تحالف يضم (ظافر العاني) الذي يبرر للجلاد الذي كان يحاربهم ويمنعهم من زيارة الحسين .. كيف لهم ان ينتخبوا هكذا تحالف واحد قيادات هذا التحالف هو (صالح المطلك) لازال يمجد البعث ويزيد العصر (صدام) الذي كان يقطع رؤوس محبي الحسين وشيعته، ومنعهم من أداء الشعائر الحسينية طيلة خمسة وثلاثين سنة، وملا بهم الزنازين والمقابر جماعية .هل سينتخب أنصار الحسين تحالف مشبوه مدعوم من قبل (آل سعود) الذين هدموا قبر الحسين بأنفسهم ونهبوا محتوياته بعد أن هدموا قبور أهل بيته في البقيع , تحالف الحاقدين على الحسين وشيعته , شكله وموله أحفاد معاوية ويزيد .. أبناء محمد عبد الوهاب وعبد العزيز آل سعود. إنها مجرد تساؤلات كانت تختلج في بالي وأنا أشاهد هذه القوافل من الحجيج الممتدة .. من البصرة والعمارة وذي قار والديوانية والمثنى وواسط وبابل والنجف .. من كردستان والموصل وصلاح الدين وديالى .. من بغداد .. إلى كربلاء المقدسة .أن هذه الملايين صوتت وأعلنت نتائج الانتخابات قبل أن تجري حتى .. أنها صوتت في زيارة الأربعين , لأبي الأحرار , وانتخبت ولم تكترث للدعاية الانتخابية , ولم تهزها حملات التشويه والتسقيط التي تقودها الدول الحاقدة على العراق من خلال أذنابهم ..وسيشكك الفاشلون في نتائج الانتخابات القادمة , وسيطعنون في نزاهتها .. لكنهم لن يستطيعوا التشكيك بنتائج زيارة الأربعين والتي بايع فيها الزائرون الإمام الحسين(ع) وأعلنوا الولاء له , وصوتوا لأنصار الحسين وشيعة الحسين وللسائرين على درب الحسين (ع).
صوّتوا للذين سيسيرون على نهج الحسين(ع) وأهداف ثورته العظيمة..