قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

حز الرؤوس .. ثقافة البعث
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة احمد عبد الرحمن
المشاهد التلفزيونية المسجلة التي عرضت اثناء محاكمة مجرمي نظام البعث الصدامي البائد، والتي اظهرت عناصر من ما يسمى بـ"فدائيي صدام" وهم يحزون رؤوس شبان ابرياء، ومن ثم يقومون برفعها وترديد اهازيج وهتافات تمجد النظام الاجرامي الدموي، تمثل تلك المشاهد المروعة غيضاً من فيض سجل حافل بكل انواع وضروب اجرام ودموية البعث الصدامي.وحينما يصل مستوى الاجرام الى حز الرؤوس بطريقة تخالف كل القيم والمبادئ الانسانية والدينية والاخلاقية على مر الازمان والعصور، فهذا يكفي بحد ذاته ليتصور المرء كم اقترف ذلك النظام من جرائم بشعة بحق ابناء الشعب العراقي.
في كل القوانين السماوية والوضعية، هناك ضوابط ومعايير وآليات لانزال العقاب بالمجرمين، تأخذ بنظر الاعتبار الابعاد الانسانية في ذلك الامر، والقران المجيد يشير بوضوح الى ان الحساب والعقاب سنة طبيعية(ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب)، لانه لابد ان تكون هناك قوانين تنظم حركة المجتمع والعلاقات بين افراده ومكوناته، وتردع المسيئين والمتجاوزين والمجرمين، ولكن في ذات الوقت هناك تأكيد على احترام النفس البشرية في كل الاحوال والظروف.ونظام البعث الصدامي شكل استثناءً لانظير له، وكان بالفعل حالة شاذة من حيث الهمجية والاجرام والدموية والاستهانة بالنفس البشرية، والا ما الداعي والمبرر لازهاق الارواح بهذه الطريقة البشعة والمقززة، فحتى لو كان هؤلاء الاشخاص الذين حزت رؤوسهم بدم بارد قد ارتكبوا افضع الجرائم فأن الحكم عليهم بالموت ربما يكون امرا طبيعيا ولكن لماذا بهذه الصورة البشعة؟.حسنا فعلت المحكمة الموقرة حينما عرضت تلك اللقطات رغم بشاعتها وعدم احتمال الكثير من الناس مشاهدتها، فهي اظهرت لمن لم تتضح له صورة وحقيقة البعث الصدامي، تلك الصورة البشعة، وتلك الحقيقة السوداء.
انها رسالة واضحة ومعبرة اصدق تعبير لمن مازالوا يدافعون عن نظام البعث الصدامي، ويذرفون الدموع عليه، ويتغنون بأمجاده، ويحنون لعهده الدموي، ويترحمون عليه.انه اما جهل مطبق ما بعده جهل، او ضياع ما بعده ضياع، وفي كلتا الحالتين فأنه من المؤسف والمؤلم حقا ان يعجز اناس من العيش اجواء الحرية والانفتاح والانعتاق من الظلم والتسلط والطغيان، ويستقتلون من اجل عودة عهد حز الرؤوس.. أي سقوط وابتذال وانحدار، وهل هناك اكثر منه؟.