هل رأيتم أبا (اللسلاس) بين جرحى وذوي شهداء تفجيرات كربلاء ؟
|
سامي جواد كاظم
مَن جَسّد عِبارة (لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين) تجسيدا صادقا ؟. لا يعدو الجواب ذوي الشهداء الذين سقطوا بسبب التفجيرات الارهابية التي نفذها الارهابيون بحق زوار الحسين عليه السلام في كل مناسبة يحيون بها ذكراه، فضلاً عن الجرحى وبمختلف جراحهم، سواء التي كانت سبب عوقهم او جرح بسيط، هذه الشريحة نراها جسدت حب الحسين عليه السلام الحقيقي ومما يزيدنا غبطا وحبا لهؤلاء اننا نجد الغالبية العظمى منهم هم من البسطاء والفقراء ولكنهم اغنياء بحب اهل البيت عليهم السلام .
الارهابيون ومَن ورائهم لا يهدفون الى ترويع غيرهم من هذه الاعمال الارهابية ومن ثم ليتركوا عروة اهل البيت الوثقى، لانهم على يقين ان هذا الهدف مستحيل التحقق، فهل سمعتم او اطلعتم على ان هنالك من اتباع اهل البيت من تراجعوا عن ولائهم لأهل البيت عليهم السلام واعتنقوا مذهب الوهابية مثلا ؟. كلا.. لا يوجد بينهم شبيه لأبي اللسلاس، لربما تسألون من هو أبو اللسلاس ؟. اقول لكم من هو، انه مولى عبد الله بن جعفر الطيار(ع) لما جاء الناعي الى المدينة ينعي لهم استشهاد الامام الحسين عليه السلام وعياله واصحابه، اقيمت العزاءات في بيوت اهل المدينة حزنا على مصاب الحسين عليه السلام ومن الذين حزنوا وبكوا كثيرا هو عبد الله بن جعفر الطيار عليه السلام زوج الحوراء زينب عليها السلام، وكان له مولى هو ابو اللسلاس، فلما رأى بكاء ابن الطيار قال له: هذا ما لقينا من الحسين !، فحذفه عبد الله بنعليه وقال له يا ابن اللخناء تقول هذا ....
ابو اللسلاس هذا ما تبحث عنه الوهابية والعناصر الارهابية، علها تجد مثله بين ذوي الشهداء او الجرحى من يتزحزح ايمانه بالحسين عليه السلام ويقول هذا الكلام. خاب ظنهم، فالاعداد الزاحفة صوب الحسين عليه السلام تزداد عام بعد عام، وتفجيراتهم الاخيرة بحق زوار الاربعين على طريق طويريج ما هي الا ضمن سلسلة ارهابهم واجرامهم الحقير بحق اتباع اهل البيت عليهم السلام،وكذلك اصرار اتباع اهل البيت على احياء الشعائر الحسينية هي الاخرى ضمن سلسلة متصلة من جيل الى جيل تعاهدوا على احياء الشعائر الحسينية. وانا اشاهد عدسة قناة كربلاء تتجول بين الجرحى الذين بالكاد تخرج الكلمات من افواههم وهي: نبقى على درب الحسين مهما فعل الارهابيون. هذا الولاء الذي يفجر الارهابي واسيادهم، لا سياراتهم المفخخة واجسادهم النتنة تستطيع ان تفجر الاواصر القوية التي يرتبط بها ومن خلالها السائرون بدرب الحسين مع الحسين عليه السلام .اول تفجير استهدفوا به زوار الحسين عليه السلام في العاشر من محرم عام 2004 عندما سقط الشهداء قبل ساعة من احياء شعيرة ركضة طويريج فما كان من اتباع اهل البيت عليه السلام والقادمين من مختلف المناطق الا الاسراع في رفع جثث الشهداء الطاهرة من مكان الانفجار ونقل الجرحى الى المستشفيات وتنظيف المكان على عجالة حتى لا تتأثر ركضة طويريج او تتأخر عن موعدها المعروف لتعبر عن قوة التمسك بالحسين عليه السلام فالدماء تسقي الشعائر الحسينية لاتئدها كما يظن الارهابيون الخائبون. وسائلهم باتت معروفة سب وشتائم وتلفيق اكاذيب وتأمر وتفخيخ اجساد عفنة، وهيهات لهم ان يجادلوا الكلمة بالكلمة والفكرة بالفكرة.
|
|