من المعاجز القرآنية
بكتريا تعيش في الغلاف الجوي
|
*إعداد / زكي الناصر
لاتقتصر اكتشافات العلماء للمعاجز القرآنية على سطح الأرض، إنما أدركوا هذه المعاجز في الفضاء البعيد أيضاً، وقد بدأ ظهور هذه المعاجز بالازدياد يوماً بعد آخر، كان آخرها ما تم اكتشافه مؤخراً من قبل علماء هنود بوجود كائنات حيّة تعيش في طبقات الغلاف الجوي العليا، وهو ما أشار اليه القرآن الكريم.
فقد جاء في خبر علمي ما يلي: اكتشف عدد من العلماء الهنود وجود ثلاثة أنواع جديدة من البكتيريا غير معروفة على الأرض، خلال دراسة قاموا بها على الطبقات العليا من الغلاف الجوي، فوجدوا فيها أن هذه الكائنات لها القدرة على مقاومة الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في تلك الطبقة.
وقالت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء، إن البكتيريا الجديدة لا تطابق أي من أنواع البكتيريا الأخرى الموجودة على كوكبنا، حيث استطاع العلماء جمع عينات من هذه البكتيريا على سطح بالونات قامت المنظمة بإطلاقها في الطبقة العليا للغلاف الجوي، المعروفة باسم الستراتوسفير. وعادة ما تكون نسبة الأشعة في طبقة الستراتوسفير كافية لقتل معظم الكائنات الحية.
وكان العلماء قد أجروا دراسة على 12 نوعا من البكتيريا، وستة أنواع أخرى من الفطريات وجدوها على سطح البالونات، فوجدوا أن ثلاثة أنواع من البكتيريا الموجودة لم يسبق أن تعرف عليها العلم.
وقالت المنظمة في بيان: رغم أن الاكتشاف لا يعطي معلومات كافية عن أصل الكائنات الدقيقة، إلا أنها تعد تشجيعا للاستمرار في سعينا لاكتشاف أصل الحياة.
والبكتيريا هي كائنات حية دقيقة أحادية الخلية تأخذ أشكالاً متعددة، منها المكورات والعصيات. وتعد مساكن وبيئات البكتريا متنوعة، حيث تستطيع العيش في أي بيئة مناسبة على وجه الأرض كالتربة والمياه العميقة و قشرة الأرض، فضلاً عن قدرتها في العيش في بيئات ذات نسب عالية بالفضلات النووية و الكبريتية الحمضية.
هذا ما أشار اليه القرآن الكريم في أكثر من آية ليدل الانسان على وجود كائنات حيّة لها بعض مواصفاته، فهو ليس الكائن الوحيد والمستبد على هذه البسيطة، لكنه أيضاً اشار الى وجود الكائنات الحيّة في الغلاف الجوي.
القرآن الكريم يسمي الغلاف الجوي (سماء) فالسماء الدنيا تبدأ من فوق رؤوسنا وتمتد إلى أبعد نجم يمكن رؤيته، ثم تأتي بعد ذلك السماء الثانية والثالثة... حتى السابعة، فهذه السموات لم يكتشفها العلم بعد. والآية التي تشير إلى وجود كائنات حية في السموات هي قوله تعالى: "وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ" (الشورى /29). والعلم لا يزال يكشف يوماً بعد يوم وجود كائنات حية مبثوثة في أجزاء مختلفة من السماء مصداقاً لقوله تعالى: "وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ".
إن الرسالة التي يمكن ان نستلهمها من هذا الكشف العلمي الجديد، هو اكتشاف الانسان جهله كلما تقدم في مسيرة العلم، ويدرك حجمه ككائن حيّ يعيش في هذه الحياة الى جانب أنواع وأشكال الكائنات الحيّة، ليس فقط على البسيطة حيث يعيش هو، وإنما في الفضاء حيث لا يدري ما يجري هناك إلا القليل. ويبقى أمام الانسان أن يدرك إنما مفضّل على سائر الكائنات لكونه عاقلٌ مريد، لا مجبر على الهوى والغرائز.
|
|