قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
منتقدا أزدواجية التطبيق و التعامل مع القانون الدولي
المرجع المُدرسي"دام ظله": عدم محاسبة الصهاينة يهدد أمن العالم
الهدى/ كربلاء المقدسة:
وصف سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي"دام ظله" قيام الكيان الصهيوني بمهاجمة وقرصنة سفن الاغاثة الدولية الى سكان قطاع غزة المحاصر، بـ" الفعلة الشنيعة" التي دأب هذا الكيان على تكرار ارتكاب امثالها اعتمادا على منطق "القوة والتجبر والتكبر" الذي يعد هو القانون الفعلي الذي يطبقه الصهاينة، وليس "القانون الدولي" الذي يضعونه تحت اقدامهم وأمام انظار العالم، الذي يشاهد "خرق القوانين الدولية في البر والبحر،ويترك شعباً في منطقة ضيّقة كغزّة، مهدّداً بالموت البطيء بسبب الحصار الظالم". واضاف سماحته أن " هذه الحادثة وبالرغم من أنها محدودة، إلاّ أنها تعبّر عن واقع دولي سيئ وفاسد.." وأن الدول الكبرى والمجتمع الدولي لا يقوم ابدا بتطبيق وحماية القوانين والمؤسسات الدولية التي "وضعت بعد عشرات الملايين من الضحايا، و بعد تجارب مريرة" بل أنها تنتهك بحجج سخيفة، ويتم استخدامها بإزدواجية مفضوحة، و"تمييز" حين يتعلق الامر بالكيان الصهيوني، و أن على المجتمع الدولي مع هذه الحالة، أن لايتوقع من الآخرين إحترام هذه القوانين.
وفي كلمة له، الاسبوع الماضي، حول الممارسات الصهيونية، اشار سماحته الى أن "قوّة غاشمة سيطرت على هذه السفن، ثمّ قتلت، وثمّ فعلت ما فعلت، والعالم رأى هذا، والرسالة من ذلك سيئة جداً، فهي تقول بأنه هذا العالم لا قانون عادل يحكمه، بل هو قانون ومنطق القوة.. وهذه رسالة خطيرة.." ودعا سماحته " الذين يريدون أن يحكموا العالم وأن يبسطوا في العالم نفوذهم وقدرتهم، أنى كانوا وإينما كانوا، وأولئك الذين يدعمون هذه القوة الآن، بأن يفكّروا تفكيراً موضوعياً لمثل هذه الحوادث، قبل أن يأتي يوم يندمون فيه " وتابع " فهل من الصحيح أن يتركوا قوة منفلتة في هذه المنطقة الحساسة، غير منضبطة ولا معاقبة.. هذه الدويلة إن لم تضبط فإنها تملك من القوّة، وبالذات من القوّة النووية ما تملك، وهي تهدّد السلام في هذه المنطقة الحسّاسة ويمكن أن تكون سبباً لحرب عالمية أخرى فعلى العالم وبالذات العالم الصناعي المتقدّم اقتصادياً والمهيمن على القضايا ،أن لا ينظر إلى الأمور بعين عوراء، او واحدة، وإلاّ إذا انفلتت هذه القوّة عن العقال فمعنى ذلك أنّ هناك تهديداً جدّياً ينتظر العالم..". كما دعا سماحته المسلمين" وبالذات الذين يعيشون في منطقة الشرق الأوسط من عرب وأتراك وإيرانيين وغيرهم: لابدّ أن نفكّر تفكيراً منهجياً وموضوعياً وجدّياً، أن هذه الحادثة لم تقع، وما كانت لتقع، لو كان لدى الدول العربية والإسلامية نوع من التفكير والعمل المشترك، ومن الحكمة في التعاون مع بعضهم البعض، ويتجاوزوا العقد التاريخية و الفتن التي تتسلل إليهم من الخارج ويفكّروا في أوضاعهم، فلابدّ للمفكرين في هذه المنطقة أن يطرحوا أفكاراً جديدة إبداعية قادرة على استيعاب هذه الدروس، ومن ثمّ إعطاء رؤية صحيحة وسليمة وغير عاطفية فقط للأمّة ولشعوب المنطقة لكي يعملوا بصورة صحيحة".واضاف " وهنا أيضاً أوجّه خطابي لأبناء شعبنا في العراق، أقول: أنتم أيضاً جزء من الحلّ، فلا تكونوا جزءًا من المشكلة، أنتم إذا وحدتم صفوفكم، أصبحتم قوة في هذه المنطقة، لتكون لكم هيبتكم، عزّتكم، قوتكم، وتستطيعون أن تقوموا بدور إيجابي لمنع مثل هذه الخروقات..".