قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
عندما يكون وعاظ البلاط اداة بيد السلطان ويسيئون للدين والأمة
السعودية: السلطة تفرج عن الشيخ العامر وتفتي بحرمة المظاهرات
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة علي القطيفي/ الهدى:
تحت ضغط التظاهرات والدعوات المتسارعة في السارع السعودي من مختلف الحركات والاطياف للاستمرار في التظاهر والاحتجاج ضد نظام الحكم السعودي، افرجت السلطات امس الاثنين عن سماحةالشيخ توفيق العامر الذي تم اعتقاله الاسبوع لمجرد دعوته للاصلاح ولملكية دستورية. يأتي ذلك فيما شنت اجهوةالامن السعودي خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات في مدن المنطقة الشرقية التي شهدت خروج مسيرات سلمية تطالب بالافراج عمن يعرفون بـ" المعتلقين المنسيين" لدى السلطة منذ عدة سنوات، فيما قامت اجهزةالامن وبإمر من امير المنطقة الشرقية بالاعتداء والضرب بالهراوات لحشد من النساء المعتصمات. يأتي ذلك فيما تحاول السلطة بكل الوسائل (بما فيها استخدام وعاظ السلاطين) منع الشعب السعودي من التظاهر للمطالبة بحقوقه وبالاصلاح السياسي، حيث يتخوف النظام من تؤدي الدعوة المعلنة ليوم غضب في السعودية يوم الجمعة المقبل تحت شعار (ثورة حنين)، الذي تبنته مجاميع شابيبة ومعارضة على شبكاة الانترنتـ الى تجاوب كبير خاصة في العاصمةن الرياض وغيرها من المدن الرئيسية.
وقامت السلطة كعادتها بتوظيف الفتاوى لصالحها ، حيث اعلنت وزارة الداخلية ، الى جانب مشايخ البلاط ، "حرمة ومنع" التظاهرات في الاسلام !؟. وهو الامر الذي اثار ردود ا شاجبة و(ساخرة) من حركات معارضة وحقوقية وشخصيات ثقافية واكاديمية تجاه السلطة ووعاظها . وفي هذا السياق أتهم ناشط حقوقي سعودي مشايخ الوهابية في السعودية بانهم "اداة بيد السلطة لظلم الشعب وحرمانه من ابسط حقوقه"، واعتبر انهم "يسيئون للاسلام ويفرقون بين ابناء الشعب السعودي: مؤكدا ان "الشعب السعودي اليوم ليس كما كان في السابق ويمضي نحو تحقيق اهدافه مهما بلغ مستوى القمع".وقال مدير مركز الديمقراطية وحقوق الانسان في السعودية علي اليامي الذي يعيش في المنفى، في تصرحات صحفية أمس ان فتوى المشايخ السعوديين الاخيرة بتحريم التظاهرات والاحتجاجات السلمية "تسيء للاسلام" لكنه اعتبر ان " رجال الدين في السعودية ليسوا الا اداة بيد الحكم للظلم وحرمان البشر وتطبيق ما يتناقض مع حقوق الانسان ". واضاف أن هولاء المفتين "يستلمون رواتبهم من البلاط المالكي ويعيشون مثلهم"، واعتبر انهم "هم من يفرقون بين ابناء الشعب من سنة وشيعة واسماعيلية وصوفية ومن نواحي قبلية ومذهبية". واضاف ان المظاهرات "هي من حق الشعب السعودي للمطالبة بحقوقه" . واشار اليامي الى الثورات في العالم العربي وقال انها "حركة لا يمكن للملك عبد الله او مفتي السعودية ان يوقفها، لان الشعب في السعودية وغيرها قد انطلق في تحرك غير مسبوقة في تاريخ العرب". معتبرا ان التظاهرات التي جرت مؤخرا في الرياض والمنطقة الشرقية "ما هي الا بداية ولن تتوقف مهما فعل الملك ومهما بعث من قوات لقمعها". من جانبه قال المعارض السعودي فؤاد ابراهيم ان المشهد السعودي اليوم يختلف تماما عما كان عليه قبل الثورتين التونسية والمصرية، ويتأهل تدريجيا ليتطابق معهما، حيث ان هناك حراكا شعبيا باتجاه المطالبة باصلاحات حقيقية جوهرية من اجل الانتقال بهذه الدولة من حالة الركون والسكون الى الديناميكية واعطاء الشعب حق التصويت واختيار الحاكم والحكومة.واضاف ابراهيم ان على العائلة المالكة ان تفهم ان الزمن لم يعد للانظمة الارستقراطية وانما هو للدول التي تقرر مصيرها شعوبها، مؤكدا ان استعمال القمع والترهيب لن يجدي نفعا، في مواجهة المطالب الشعبية التي تكاد تكون موضع اجماع كل مكونات الشعب.