العيد في وطن البترول
|
جواد الركابي
"خرجت يوم العيد" هذه العبارة التي دائما ما ينشدها المساكين الناقمون على حياتهم وعندما ينشدونها بثقافتهم البسيطة وبلغتهم العربية الهشة التي يرفعون وينصبون بها حسب قواعدهم النطقية بعيدا عن قواعد اللغة العربية، في هذا العيد قررت ان اعيش بعيدا عن الزوراء تلك الحديقة الوحيدة في بغداد التي يذهب اليها الناس في بلد النفط ووطن المظالم العظام ذهبت هذه المرة نحو الثورة او مدينة الصدر التي اخذ منها صدام وطراً حتى سماها باسمه ليذبح من اهلها ما يحل لنفسه. خرجت لإصل الى حدود مدينة المعامل لأرى ما انجزته انتخابات مجالس المحافظات الجديدة والتغيرات، التي قيل ان المواطن اختار المعمرون.. خرجت لاجد بيوت الصفيح وهل من انسان يعقل ان في بلد البترول والمخزون الاول في العالم من النفط بيوت مصنوعة من اكوام الازبال.. " خرجت يوم العيدو بملبسي الجديد " ولم أرَ في مدينة الصفيح وما خلف السدة من يلبس " الجديد " فملابس الاطفال مرقعة وعندما سالتهم عن صندوق الرعاية الاجتماعية عرفت ان اسماءهم لاتوجد في لوائح تلك الوزراة وما يوجد في الوزارة اسماء اغنياء وميسورين او ابناء الاغنياء والميسورين والمسؤولين ما دامت الدولة تسير من دون توقف نحو دولة الاغنياء والمتنفذين .
لم يلتفت الوزراء ولا كبار الحكومة نحو الفقراء في بيوت الصفيح لم يشأ احد ان يزور هؤلاء الفقراء المعدمين لانهم لايملكون صوتا لانهم لاينتمون لمفوضية الانتخابات ولم يذهبوا ليجددوا أسماءهم في سجلات الناخبين انهم يعيشون على الهامش المتبقي من ورقة الرياضيات ليس لانهم يريدون ذلك بل لإن البرلمان و الحكومة لاتصل اليهم رغم انها تعرف انهم موجودون. ذهب الكبار للنزهة في دول العالم المختلفة وذهب آخرون الى شمال العراق لكردستان او لكربلاء... لكن لم يذهب اي من هؤلاء الكبار خلف السدة بل حتى لم يصلوا الى السدة كما لم يزوروا منطقة المعامل ولم يزوروا بيوت الصفيح على مشارف بغداد لانهم يتقززون من ابناء جلدتهم فهل يحق للمتقززين ان يتحدثوا عن الوطن او عن المواطن او عن المواطنة او عن الترشيح في الانتخابات .. انها مظالم العراقيين تتجدد في العيد، رجعت يوم العيد لاكتب هذه الكلمات عسى ان يلتفت المسؤولون من رئيس الوزراء لمحافظ بغداد لرئيس مجلس المحافظة ..
|
|