قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

وللفساد صور واشكال..
جواد الصالح
استغلال المنصب الحكومي... فساد .الرشوة في دوائر الدولة بكل انواعها... فساد .تعطيل المشاريع الخدمية بكل اشكالها... فساد .وتعددت اشكال الفساد الاداري والمالي في العراق حتى لايمكن حصرها بل من الصعوبة بمكان ان تحصى وسوف انطلق من نقطة مهمة اعتقد انها تمثل أحد اسباب الفساد المستشري في العراق الا وهي أن تعيين الاقرباء من الدرجة الاولى والثانية في وظائف حساسة حصريا.. يمثل افة الفساد الكبرى اليوم لدينا في العراق ومن هنا اقول ان النسيب اي (الصهر) و العديل وهم الاقارب عن طريق النساء هم اكثر حظوة من غيرهم في الحصول على النعيم من ولي نعمتهم .
سمعت يوما ان مسؤولا كبيرا لم ياخذ صهره معه الى خارج العراق في احدى سفرياته المهمة لحضوره في مؤتمر سيجلب الخير للعراق على حد قوله ومااكثر المؤتمرات التي تعقد بالخارج والتي تصرف عليها الملايين من قوت الشعب لاجل ترفيه المسؤول طبعا وحتى (يغير جو) المهم ان هذا المسؤول عند عودته، (ام الجهال) زعلت عليه زعلا كبيرا مما اضطره الى ترضيتها بهدية باهضة الثمن وارسال اخيها الى الخارج عدة ايام في سفره سياحية وهذا لعمري نتيجة طبيعية لتأثير النساء الكبير على ازواجهن من المسؤولين الافذاذ. وفي حادثة اخرى نقلها لي صديق اعلامي من ضمن الوفد الذي سافر مع احد المسؤولين الى احدى الدول في خارج العراق ان هذا المسؤول اخذ معه عائلته واسكنها معه في نفس الفندق المخصص للوفود القادمين من بعض الدول للمشاركة في هذا المؤتمر.
كل مؤسسات الدولة تقريبا تعاني من هذا المرض العضال الذي ينهش في جسد الامة ويجعل المسؤول يضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب. الامتياز في النهاية هو لصلة القرابة وليس للشهادة او الكفاءة والنزاهة او الامانة او الصدق والاخلاص للشعب والوطن والادلة كثيرة لاداعي لحصرها، اما المتزلفون والمتملقون ومااكثرهم، الذين لايهمهم سوى مصالحهم الشخصية والحصول على اكبر قدر ممكن من الاموال وبشتى الطرق والوسائل وكذلك الحصول على المناصب في الدوائر والمؤسسات الحكومية. والذي استغرب له واتعجب ويجعلني اشعر بالاحباط واليأس هو ان الكثير من الوزراء والمدراء العامين وغيرهم من ذوي النفود والسلطة يقربون هؤلاء ويثقون بهم ويطلعونهم على اسرارهم الخاصة ويستشيرونهم بكل صغيرة وكبيرة والادهى والامر من ذلك هو ان هؤلاء المستشارين يلمعون الصورة للحاكم والمسؤول والوزير ويرسمون له صورة براقة وزاهية وجميلة للواقع العراقي بمختلف اشكاله وكانه لاتوجد اي مشاكل في هذا المجال او ذاك ويحاولون التغطية على كل السلبيات التي تعاني منها الوزارة او الدائرة او المؤسسة الحكومية والاخفاقات الناجمة عن عمل الوزير والضعف الكبير في تقديم افضل الخدمات للمواطنين.. وطبيعي ان يبدر ذلك من هؤلاء والسبب هو الحفاظ على مواقعهم القريبة من المسؤولين ولقد نسي هؤلاء الحاشية او المقربون انهم يحملون امانة والمفروض انهم ينقلون معاناة الناس بكل دقة لذلك المسؤول من اجل وضع الحلول الناجعة والتغلب على المصاعب والمشكلات التي يعاني منها المواطن في مختلف مناحي الحياة وذلك يذكرني بقول الله تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)، فمتى يعي هؤلاء هم ومسؤوليهم تلك الامانة وخطورتها وتلك المسؤولية العظيمة والكبرى في ادارة البلد، ثم الم يدركوا حجم المسؤولية من خلال الاية القرانية التي تقول(وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) ؟؟؟. الى الله المشتكى من السفهاء المفسدين الذين ينهبون اموال هذا الشعب المظلوم بلارحمة وبلارأفة وبلا ادنى شروط المسؤولية لانهم غارقون في ملذاتهم ولايشعرون بتأنيب الضمير على الاقل ولايحاسبون انفسهم قبل حساب الله لهم يوم لاينفع مال ولابنون ولاحاشية ولامتزلفون، فقط من اتى الله بقلب سليم وعمل مفيد وخدمة للبشر ... والسلام