داعيا الجميع الى الاصلاح ورفض ومحاربة الفساد قبل فوات الآوان
المرجع المُدرّسي: السكوت عن الفساد الاداري والمالي والاخلاقي يُشيع الظلم ويهدم المجتمع
|
كربلاء المقدسى/ الهدى:
(اليوم ونحن نجد ما يسمى بربيع الديمقراطية في العالم العربي والثورات التي نجحت في تونس ومصر والتي اندلعت في اكثر من بلد، يطرح هذا السؤال أن كيف وماذا تمتلك هذه الامة مقومات ومن قوة بحيث انها كلما كثرت عليها المؤامرات والمكائد واساليب الترهيب والترغيب عادت واستيقظت من جديد وغيرت التاريخ وكتبت تاريخها باحرف من نور..). واوضح في الاجابة عن ذلك أن (الامة الاسلامية انما استطاعت ان تبقى صامدة امام الاعاصير العاتية عبر تاريخها الطويل و ان تستوعب الهجمات الخارجية والمؤامرات الداخلية، لانها أمة القرآن و صياغة النبي محمد (ص)، الذي صاغ أمة من الصفر صياغة كاملة ثم اطلقها في الحياة عبر التاريخ بعد أن حدد لها جناحين تطير بهما، كتاب الله، واهل بيته وعترته (ع) الذين جسدوا وربوا خطاً وجيلا رساليا ممتدا ومتواصلا في الامة عبر الاجيال.. فالقران هو بناء الامة هو قيمها وهو خارطة الطريق لها وهو كتاب نهضة وقيام، و يصنع الرجال ليس كأفراد وانما يصنعهم كأمة ايضا ،ولذلك فانها على الرغم من وجود سلطات قمعية مستبدة بها في مختلف المراحل الا انها رغم ذلك سرعان ماكانت تذيبها وتفتت قوتها وتستمر الامة في طريقها..).
وتحدث سماحته في هذ االسياق عن البصائر التي يجب أن نستلهمها من آيات القرآن الكريم الذي يذكرنا الله تعالى فيها مرارا بقصص الانبياء واقوامهم، وكيف أن هولاء الانبياء قاوموا الانحراف والفساد والظلم في انماط متعددة من المجتمعات البشرية وانواع الفساد التي اصابتها، ومن ذلك الفساد المالي والاداري، موضحا أن (هذا الفساد اذا تفشى في مجتمع ما ولم تتم محاربته والقضاء عليه فأنه ينخر فيه الى أن يهدم المجتمع كله). وأن من الفساد والانحراف أيضا ( الركون الى الظالمين.. والتطفيف في المكاييل والموازيين وبخس الناس اشياءهم، ليس بمعناه الضيق في بيع الطعام والثمار فقط، بل بمعنى اقتصادي واجتماعي اوسع، بما يؤدي الى فقدان العدل والقسط، و تعدي وسرقة البعض من البعض الاخر و طلب كل شخص او طرف ما الزيادة والمصلحة لنفسه على حساب الاخرين، وتفشي الكذب والغش و الرشوة وانواع من الفساد، ومن ثم انتشار الظلم في المجتمع بين الناس تجاه بعضهم البعض.. مايهدد المجتمع بعواقب وخيمة، ليس اولها ولا اخرها رفع الرحمة ومنع استجابة الدعاء، لأن الفساد،الاداري والاخلاقي والسياسي والاقتصادي، أمر باطل ومضاد للحق والعدل وسلوك خاطىء ومنحرف يهدم البناء كله في حال لم تتم معالجته ويـُنتهى عنه..)
اخواني واخواتي، ابنائي، ياسياسيون، ياشعبنا الكريم، انتم بخير والله انجاكم من الطاغوت، اعطاكم حرية، ولديكم قانون ودستور لا بأس، نعم فيه اشكالات وعقد تحتاج الى تعديل، ولكن ما فيه من الايجابيات كثير، فلا تفسدوا حالكم وتضيعوا انفسكم .. ادعو كل ابناء الشعب العراقي صغيرهم وكبيرهم لأن ينتبهوا الى انه هذه النعمة لا تبقى، و تزول الا اذا قمتم جميعا بالمحافظة عليها، هذا الفساد الاداري والمالي، والاخلاقي حاربوه وارفضوه، كل واحد منا يحارب الفساد في نفسه وبيته ومحيطه ومجتمعه، وحدوا صفوفكم ونظموها وغيروا واصلحوا وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، هذا بيدكم اليوم وعندكم فرصة ومهلة يجب تستثمر قبل فوات الأوان لاسمح الله ، فالمجتمع اذا قام بهذا الدور سترى كيف أن الله تعالى سيزيد وينعم عليه بالرحمة والبركة رحمته، فلنكف اعيننا وايدينا عن الحرام ولنتوجه الى الله تعالى فان هذه ايام رجب الأصب بالرحمة ومن بعدها شعبان الخير و رمضان المبارك ، كلها خير وبركة فتعالوا نغير انفسنا وننقيها ونصوغها من جديد، نقف وقفة شجاعة ونغير ونرجع الى اصولنا وافكارنا والى قرآننا والى منهج اهل البيت (ع) ليوفق الله كل واحد منا ليقوم بدور اصلاحي في المجتمع وبمقدار مايستطيع..).
|
|