النهضة الحسينية "روح" القرآن
|
إن روح النهضة الحسينية هي من روح القرآن الكريم، ومَنْ تشبَّع بحب السِّبط الشَّهيد، وتفاعل حقًّا مع نهضته، ورقَّ قلبُه، وجرى دمعُه عليه، واستشاط غضبه ضد ظالميه؛ لابد أن يتبصَّر روح القرآن، لأن القرآن لم ينزل من أجل تبرير تقاعس الكسالى، وتعذير ضَعَفَةِ النفوس، وإنما جاء لاستثارة العقل، وإنهاض العزم، وتطهير القلب. وهكذا يجب على خطبائنا الكرام أن يُوجِّهوا الناس إلى روح الكتاب، ويأمروهم بتعهّده، وتأمل دروسه وعبره، والتدبر في آياته؛ ليكون القرآن مصباح حياتهم، ونبراس سيرتهم، وضوء ضمائرهم. إننا - حين نعيش نحي ذِكر الامام الحسين(ع) باقامة شعائره الربانية، يجب أن نعرف بأن من وصاياه لنا في ذلك اليوم المشهود بأن نعود إلى ذلك القرآن الكريم الذي إستمهل عليه السلام أعداءه ليلة عاشوراء التي كانت عظيمة على آل الرسول (ص)، استمهل أعداءه سواد تلك الليلة لكي يتلوا المزيد من آيات الكتاب. و ليس عجبا منه عليه السلام أن يتلوا رأسه الشريف وهو مرفوع على الرمح ايات الكتاب.. فأين نحن أيها الموالون من كتاب ربنا؟ لماذا هجره بعضنا وبعضنا الآخر يتَّخذ من الثقافات الدَّخيلة رؤاه، ويهمش دور كتاب الله العزيز؟!. علينا ألّا ننسى وصية إمامنا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قُبيل رحيله من الدنيا: «الله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم». فنحن علينا ـ بإذن الله وحسن توفيقه ـ أن نستمر في معاهدته، وتدبّر آياته، والعمل بشرائعه كلما ذكرنا شهادة إمامنا الحسين(ع)، وبالتأكيد فأن تذكرنا لاينحصر فقط في شهر او عشرة ايام، بل يستمر على مدار العام وفي جميع ايام حياتنا. لأن حديثنا عن السبط الشهيد عليه السلام ليس عن واقعة تاريخية، بل عن تيّار في الأمة يجب أن نعايشه في كل ساعة، ونحاكيه في كل مكان.
|
|