قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

حوار امام العدسات وقمع في الشوارع
زينب البحراني
تتواصل التظاهرات والاعتصامات الجماهيرية السلمية الواسعة في مختلف مدن وبلدات البحرين، للتأكيد على مواصلة ثورة 14 فبراير حتى تحقيق اهدافها المشروعة، وتعبيرا عن رفض الغالبية من الشعب لمايسمى بالحوار الذي اطلقه نظام آل خليفة منذ يوم السبت الماضي، بمشاركة 300 شخصية اكثر من 95 بالمئة منها موالية للسلطة، بما فيهم شخصيات وجهات حكومية ومجاميع من الجاليات الاجنبية المقيمة في البحرين. وبالمقابل تواصل قوات والة القمع مواجهة الجماهير بأطلاق الرصاص والغازات، والاعتقالات ، ومنعهم عن ممارسة حقهم في التظاهر السلمي والتعبير عن ارائهم. وبررت السلطات قمعها للمحتجين بأنهم لايملكون ترخيصا للتظاهر( ترفض السلطات نفسها اعطاءهم اياه) فيما سمحت بالمقابل ولاغراض سياسية، لاحدى الجمعيات المعرفة التي اعلنت مشاركتها بالحوار، بتنظيم تظاهرات في منطقتي الدراز ونويدرات.
وفيما يحرص نظام آل خليفة على إظهار نفسه امام الكاميرات بأنه يتجاوب ويحاور، الا أن الواقع على الارض يفضح غير ذلك، حيث تتواصل عمليات القمع اليومية للمحتجين في مختلف المناطق. فجلسات الحوار انطلقت مطلع الاسبوع الجاري ممهورة بالدم والقمع، حيث استشهد عشيتها مواطنان، احدهما السيد عدنان السيد أحمد متأثرا بالغازات السامة التي اطلقتها قوات السلطة خلال حضور الضحية مناسبة دينية في مدينة الدارز اواخر الشهر الماضي ، فيما اعلن عن استشهاد الشاب مجيد أحمد في المستشفى متأثرا بجراحه الخطيرة التي كان اصيب بها 14 اذار الماضي، في يوم دخول القوات السعودية ، حيث تم حينها اطلاق الرصاص الانشطاري المحرم دوليا على رأسه. وتؤكد المعارضة ان السلطات اخفت كل هذه المدة جنازة مجيد وتسترت عليها الى جانب العديد ممن لايزالوا مفقودين منذ شهر اذار. وتحول تشييع جنازة الضحية عشية انعقاد اول جلسة للحوار، الى تظاهرة جماهيرية غاضبة وحاشدة في منطقة السهلة وسنابس شارك فيها الاف المواطنين الذي رددوا شعارات تنادي بإسقاط آل خليفة ورفض الحوار معه، وقامت قوات السلطة بقمع المسيرة بوحشية في محاولة لعدم تواصلها واتساعها، ومع ذلك شهدت باقي مناطق البلاد يومها ـ ولاتزال ــ خروج عشرات الالاف من النساء و الرجال و من مخلتف الأعمار، في اعتصامات ومسيرات احتجاج يومي، رغم تعرضها للقمع من قبل قوات الامن مستخدمة الرصاص والرصاص الحي (الشوزن) والقنابل الغازية و الصوتية، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين خلال الايام القليلية الماضية في مدن بني جمرة و السنابس والدراز وسترة والدية والبلاد القديم والنويدرات وبوري والمرخ، وغيرها من البلدات . غالبية الشعب البحريني، وقوى المعارضة، وائتلاف شباب الثورة، رجالا ونساءا، شبابا وكهولا واطفالا، يؤكدون بما لايقبل الشك، التمسك بحقهم ومطالبهم المشروعة بلا هوادة، من خلال مواصلة مسيرتهم وفعالياتهم المستمرة منذ 14 فبراير، والتي ستكون تحت شعار (حق تقرير المصير) في اعتصام كبير يوم الخميس المقبل، رافضين بذلك مايسمى بالحوار الذي وصف على السنة رموز المعارضة فضلا عن الجماهير بأنه "عقيم" و"مسرحية هزيلة" ويأتي فقط لـ"تلميع صورة آل خليفة" امام الرأي العام والمجتمع الدولي ، واعطاءه حقنة بقاء اطول لاعادة تأهليه وتسويقه، واضفاء شرعية عليه قام الشعب بسحبها واسقاطها بصورة جلية لاتحتمل التأويل والتشكيك. أنه حوار مخادع ( كما الحوارات التي دشنها آل خليفة في سنوات ماضية)، حيث يحاور النظام نفسه امام عدسات العالم.. فيما يواصل القمع في الشوارع ويحاصر المدن والقرى بأهلها عله يجبرهم على السكوت والخنوع.. وهو مالم يتحقق له سابقا، ولن يكون له ذلك اليوم وفي مستقبل الايام أيضا..