مواطنون: البرلمان الحالي يبدو لغاية اليوم كسابقه.. يترك القوانين وينشغل بالسجالات
|
بغداد/ الهدى:
رآى مواطنون في العاصمة بغداد، أن مجلس النواب بدورته الحالية لا يختلف كثيرا عن سابقه، حيث ينشغل نوابه بالسجالات ويتركون تشريع القوانين واداء دورهم الرقابي، مشيرين في احاديث لـ(الهدى) الى انه لم يشرع اي قانون منذ بدء جلساته في منتصف تشرين الثاني الماضي، رغم وجود قوانين مهمة تنتظر الاقرار مثل قانون الأحزاب والنفط والغاز.
ويعرب زهير كامل (42 عاما) والذي يسكن حي العامل جنوب غربي بغداد، عن انزعاجه من استمرار مجلس النواب في طريقة أدائه السابقة بترك أساسيات عمله المتمثلة بالرقابة وتشريع القوانين التي ترتبط بحياة الناس والانشغال بدل ذلك بالسجالات السياسية، ويقول "نحن نترقب وبصبر ان يقوم مجلس النواب الحالي بتشريع القوانين واحالتها للتنفيذ، ولكن لحد الان لم يقر اي قانون، وعادة ما يتخلل الجلسة غياب اكثر من 50 نائبا، وتعقد الجلسة وسط سجالات واحاديث جانبية لاجدوى منها". ويضيف أن "البرلمان لم يقر حتى الان غير نواب رئيس الجمهورية فيما يمضي الوقت دون فائدة، ومازال الملايين من المواطنين ينتظرون بفارغ الصبر اقرار قوانين الخدمة والتقاعد والاستثمار وقوى الامن الداخلي، الاحزاب، وغيرها من القوانين الملحة".
فيما ترى سلمى بدر(30 عاما) أن "الجدل سمة البرلمان الحالي، كما السابق، والخلافات ظاهرة في جلساته، حتى كاد الفصل الاول ينتهي دون اقرار او تشريع اي قانون يذكر، حيث مازالت القوانين تنتظر على رفوف البرلمان منذ الدورة السابقة، وبينها قوانين مهمة يرتبط باقرارها تعديل مسار البلد" حسب تعبيرها.وتقول بدر ان "هناك ضرورة ملحة ان يأخذ البرلمان دوره الحقيقي، المتمثل بتشريع القوانين فضلا عن الدور الرقابي، ولابد ان يكون قريبا من هموم الشعب، في ظل التظاهرات والاحتجاجات التي لم تنته بعد والتي تطالب بالاصلاح". وتستدرك "لكن يبدو لي ان البرلمان الحالي كسابقه ينشغل بالسجالات والجدل ويترك القوانين معلقة، بينما نحن بحاجة ماسه اليها".
ومازالت العشرات من القوانين الملحة والمهمة مؤجلة منذ الدورة السابقة للبرلمان وتنتظر التشريع او الاقرار لتحال للتنفيذ، ومنها قوانين الخدمة والتقاعد وقوى الامن الداخلي وتعديل رواتب الموظفين وحماية الصحفيين ورواتب الرئاسات الثلاث والاستثمار والاحزاب والنفط والغاز المثير للجدل وغيرها من القوانين التي تبدو الحاجة اليها ملحة للغاية.
و تشير اشواق محمد (عاما35)، الى حاجة مجلس النواب "لتقييم من قبل الشعب بعد اكثر من اربعة اشهر من عقد جلسته الاولى، وبعد عام من الانتخابات النيابية، فليس من المعقول ان يقضي وقته بالنقاشات والسجالات والخطابات، بينما ينتظر الشعب باكمله اقرار القوانين وتصحيح الأوضاع".وتابعت "فوجئنا كثيرا عند التئام البرلمان وعقده الجلسة الاولى، وحماس هيئة رئاسة المجلس لكن سرعان ما اصبنا بالاحباط جراء السجالات التي تتخللها جلسات البرلمان، وغيابات الاعضاء غيرالمبررة". من جانبه يصف عمار احمد (23عاما) من حي الأعظمية، جلسات البرلمان "بسوق للخطابة تطلق خلاله الشعارات والخطابات دون فعل حقيقي يذكر" ويضيف أن"جلسة البرلمان تبدأ بخطابات وتنتهي بخطابات بينما الشارع العراقي يغلي، فقد سئمنا الخطابات والشعارات، نريد افعالا، نريد قوانين تشرع لا سجالات ولا غيابات ولاصفقات ولا مصالح حزبية ضيقة".ويرى أحمد أن "الشعب العراقي سوف لن ينتظرطويلا هذا الركود ومحاولات تعطيل القوانين، لان قريحته فتحت للتعبير والتظاهر والمطالبات بالحقوق، وبامكان الشعب حل البرلمان اذا استمر على تلك الوتيرة وهدر الوقت".
وينتظر الكثير من العراقيين أن يأخذ البرلمان في دورته الحالية دوره في اصدار التشريعات والقوانين التي لها تماس مباشر مع مطالب الشعب، استنادا الى وعود رئيس مجلس النواب واعضاء المجلس، غير ان نسبة غير صغيرة من العراقيين بدأوا يبدون تشاؤما من أداء البرلمان، خاصة مع فشله في اقرار اي قانون رغم مرور اربعة اشهر على انعقاد الجلسة الأولى له، وسط مخاوف من سعي اعضاء البرلمان للتمتع بالاجازة الفصلية ومدتها شهر واحد رغم ان العراق يمر بظروف صعبة ويشهد تظاهرات تطالب بالاصلاح وتوفير الخدمات وتحسين الأوضاع المعيشية.
|
|