النشاط والمعارض البحرييني الدكتور راشد الراشد في حديث لـ(الهدى):
الشعوب تبقى وانظمة الحكم تزول * دخول القوات السعودية جاء بضوء اخضر امريكي
|
شعبنا يملك عزيمةً واصرارً على مواصلة تحركه لنيل حقوقه ومطالبه المشروعة
الهدى/ محمد علي جواد
اكد المعارض والناشط البحريني الدكتور راشد الراشد ، أن هناك ازمة عدم ثقة مستحكمة وعميقة بين الشعب البحريني ونظام آل خليفة الملكي الحاكم في البحرين ممتدة لعقود من الزمن ، وأن الشعب وبعد تجارب مريرة وقاسية مع هذا النظام وصل الى قناعة تامة بعدم امكانية التعايش والقبول بهذا النوع الدكتاتوري الفاسد من الحكم، ولذلك قام بثورته وهو مستمر بها بشتى الطرق والوسائل على الرغم من الانتهاكات الفظيعة وسياسة القتل والبطش التي ينتهجها النظام الحاكم. جاء ذلك في حوار مطول اجرته (الهدى) مع الدكتور الراشد، الذي اوضح انه " " على رغم مما يتعرض له الشعب اليوم من حالة قمع قاسية وشديدة تمادت فيها مؤسسة الحكم في البحرين ومن حولها القوات الخليجية للتنكيل بشعب البحرين على الهوية، الا ان حقائق التاريخ تقول بان الشعوب تبقى وانظمة الحكم تزول". واضاف أن " قوى المعارضة السياسية حاولت منذ سنوات طويلة ايجاد مخارج وتسويات وحلول من اجل الخروج من نفق العلاقة المأزومة بين العائلة الحاكمة وبين الشعب الا ان كل المحاولات باءت بالفشل، و الامور تراكمت وازدات سوءاً حتى حدث هذا الانفجار بخروج الشعب برمته مطالباً في بداية الامر في اجراء اصلاحات وتغييرات اساسية جذرية ولكن حماقة السلطة في قمع وقتل المحتجين ادى الى رفع سقف مطالب الناس الى اسقاط النظام بسبب استحالة ان يتعايش الناس مع هذا النظام الذي يستخدم السلاح وسفك الدماء لمجرد المطالبة بأجراء اصلاحات وتغييرات ".
وحول دخول قوات سعودية ، وازدواجية الموقف الامريكي من قضية الشعب البحريني ، قال الدكتور الراشد أن " لجوء النظام الى الخيار العسكري بهذه الطريقة جاء بضوء اخضر امريكي حيث جاء التدخل السعودي و استخدام الجيوش مباشرة في اليوم الثاني بعد زيارة وزير الدفاع الامريكي الى البحرين .. وهذه سابقة خطيرة لم تحدث في العلاقات الدولية بان يستدعي نظام سياسي جيوش بلدان اخرى لقمع اعتصامات او احتجاجات داخلية وخطورة الموضوع أنه يشرع لامكانية اي نظام اليوم يتعرض الى احتجاجات او تظاهرات أن تذرع بما قامت به امريكا لمعالجة الوضع في البحرين بانها تستطيع ان تستجلب مرتزقة وجيوش من خارج الحدود لقمع الانتفاضة، هذه سابقة خطيرة ، والنظام في البحرين في تقديري مع الولايات المتحدة الامريكية ايضا الان في حالة مأزق لمعالجة هذا الموضوع خاصة وان هبة الثورات الشعبية في المنطقة اخذة في التواصل والتزايد".
وعن مدى قدرة الشعب البحريني على مواجهة القمع والتنكيل ، ومواصلته لثورته لتحقيق ماينادي به من تغيير ، اوضح الراشد ان ذلك يأتي " بالصبر والثبات وهذا لا اقل ما هو واضح لحد الان، مع قسوة وهمجية القمع وشدة الانتهاكات والجرائم التي يقوم بها النظام ومعه جيوش خليجية ودعم امريكي، الا ان الشعب يبدي اصرارا كبيرا وعزيمة على نيل حقوقه ومطالبه ، فالناس مستمرون في تحركهم الذي يستمر حتى هذا اليوم رغم كل الالام والمحن وعدد الشهداء والجرحى والمعتقلين المتزايد .. و مقومات نجاح ثورة آتية من اصرار وصمود الشعب على تحقيق مطالبه المشروعة في تغيير النظام السياسي وحقه في تقرير المصير وشرعية هذه المطالب احدى المقومات الاساسية في انجاح هذه الثورة ، بالاضافة الى الوضوح الرؤية والهدف في احداث تغييرات حقيقية وجوهرية هذه المرة ، كل ذلك وعوامل عديدة اخرى هو ما يدفعنا باتجاه التفاؤل في تحقيق ثورة البحرين لنتائجها المرجوة .." مشيرا الى أن " النظام الحاكم عبر لجوئه الى هذا الحجم من استخدام القوة العسكرية واستخدام الجيوش بدباباتها والطائرات والقوات الخاصة لقمع اعتصامات سلمية و شعب اعزل بنسائه وشابه وصغاره يحملون الشموع او الورود يواجهون بجيش مجهز لمواجهة حروب نظامية، لم يدع هذا النظام اي فرصة للرجوع والتعايش مع الشعب ، وهو بذلك فقد الشرعية لبقائه واسقط كل ادعائته بانه يمثل رغبة وارادة الناس فلا توجد اي مقبولية لدى الشعب البحريني لهذا النظام بعد ان استرخص دمائهم وانتهك حرماتهم .. وعدم ثقة الشعب بهذا النظام ليست جديدة، ولها اسباب كثيرة جدا، واحدة منها فقط ممارسات التمييز الطائفي والاقصاء والتهميش الذي بلغ حدود لا انسانية وغير مؤدبة ، في الاقصاء المكون الاساسي في المجتمع .. وهذا التهميش والاقصاء تمادى فيه هذا النظام الى حد بعيد خاصة بعد عمليات التجنيس السياسية لاحداث تغيير مقصود في التركيبة السكانية .." وتابع " هناك بعض الاطراف حالوا ان يقوموا بمبادرة من اجل الوصول الى حل توافقي ولكن كل هذه المحاولات تصطدم بحقيقة ان هذه العائلة لا يمكن ان تتنازل وتعتبر ان هذه معركة وجود، وبالمقابل وصل الناس ايضا الى قناعة بانه لا يمكن التعايش مع هذا النظام، وانما الاصرار على تغييره جذريا لكي يعود الوطن تحت مظلة نظام سياسي يعامل الجميع على اساس المواطنة ويقف وقفة واحد من جميع المواطن ،اذا فسوف تستمر الثورة بالمطالبة باسقاط النظام كحل جذري وانهاء هذه الازمات المتصلة منذ اكثر من 230 عاماً..".
وبشأن قدرة قوى الشعب البحريني سواءً المعارضة السياسية او الحقوقيين والاعلام ان يفضح جرائم ال خليفة وانتهاكاته لحقوق الانسان والتحرك لايصال هذه المظلومية للعالم اعلاما وقانوناً ، قال الدكتور الراشد أن "ثورة ابناء الشعب البحريني كشفت فيما كشفت ان هناك ازدواجية معايير سياسية في النظام الدولي كما ان هناك ازدواجية معايير في الاعلام العربي الرسمي .. ولكن مع حجم ما يجري من انتهاكات استطاع الشباب وابناء البحرين ان يوصلوا صوت ثورتهم ومظلوميتهم بشكل واضح الى درجة يمكن القول معها أن كل ثائر في البحرين هو اعلامي ماهر حيث وثقوا جميع احداث هذه الثورة مصورة وموثقة لحظة بلحظة، وهم ينقلوها للخارج ، رغم ربما التعتيم الاعلامي الهائل وملايين الدولارات التي صرفها النظام والنظام السعودي من حوله لكي لا تقوم وكالات الانباء والقنوات الفضائية التي يهمين عليها الدولار بتغطية ما يجري في البحرين وكأنه ليس هناك امر ما يحدث على ارض هذه الجزيرة .. و هذا التحدي ربما خلق ارادة قوية وواعية لدى شباب هذه الثورة بان يكونوا على مستوى احترافي عالي واثبتوا قدرتهم على ايصال هذه الحقيقة الى العالم مهما حاول النظام ومهما حاولت الملايين ان تشتري الاقلام المهجورة تختلق الاكاذيب وتعكس الحقائق من اجل تشويه صورة ان هناك قضية وازمة سياسية ضخمة في البحرين..". واضاف في هذا السياق " نستغرب كيف لهذا الاعلام الذي يدعي الرأي والراي الاخر وحرية الكلمة وازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع القيم الانسانية وحقوق الانسان والديمقراطية كيف له ان يغض الطرف عما يحدث في البحرين في الوقت الذي هناك جيوش خمس دول تجتاح هذه الجزيرة التي لا يتجاوز مساحتها الجغرافية 660كم وتعداد سكان لا يتجاوز المليون نسمة ، ان تأتي قوات درع الجزيرة التي استنزفت اقتصادات دول الخليج لاكثر من ثلاثين عاما .. وفي النهاية يوجهون هذه القوة العسكرية الى شعب البحرين لقمع انتفاضته وثورته ولاجهاظ مطالبه في التغيير السياسي !..".
( للاطلاع على نص اللقاء بالكامل / على الرابط التالي: )
|
|