مشهدنا السياسي .. ازمة اسماء ام أزمة رؤية
|
علي الطريحي
سلسلة الأحداث التي تشهدها بلادنا ، والمشهد السياسي فيها ، فضلا عما تشهده دول المنطقة ، تثير كثيراً من الدهشة وتطلب رؤية استراتيجية في مواجهتها.. فالمطالب الاصلاحية ليست موقع قرابة، فالتجديد والاصلاح سنة الحياة والحكم الحي يسعى لاستيعاب التغير ويبادر فيه لمصلحته ومصلحة البلاد ..
المشهد في بلادنا لايزال في حالة من الهرج والمرج السياسي الىدرجة اصبح آفة وحالة مضرة جدا بمصلحة البلاد والعباد. ونتيجة لما يحدث نجد أنفسنا في حالة من الجمود السياسي حيث الارباك والتجاذب والاحتقان هو سيد الموقف. وفي ظل هذه الاوضاع في الساحة يبرز سؤال حول اين تكمن الأزمة ؟، هل هي في العناوين والشخوص والاحزاب والآليات او هي مثلا في الاسماء التي تتولى قيادة البلاد والوزارات والمؤسسات ، ام هي ازمة ثقة فيما بين هذا الخليط ام ماذا؟. من الواضح ان الأزمة تتعدى قضية الأسماء ، بل تقبع أزمتنا في بلورة رؤية استراتيجية تجمع عليها الأقطاب الفاعلة في صنع القرار السياسي الاستراتيجي مما يدفع القوى السياسية الى حالة من المناكفات و الاستقطاب لتحقيق مكاسب مرحلية، فالتحالفات والائتلافات والرؤى ليست باستراتيجية بقدر ما هي مرحلية للوصول الى أهداف معلنة تارة وغير معلنة وخفية تارة اخرى وقد تكون مضرة بمستقبل الأمن السياسي والاجتماعي للدولة.
وفي ضوء التطورات المحلية والاقليمية، فهل تحتمل الدولة مزيداً من التجاذب العبثي؟. الأحداث سريعة والقرار بطيء في استيعابه لطبيعة المتغيرات. ولعل وعسى و (نرجو ونأمل وندعو و..) في هذه المرحلة أن نصل الى صيغة توافقية وطنية حقيقية مبنية على الاخلاص والصدق والثقة ، تعزز صلابة الحكم والنظام وتشخص الاخطاء ومكامن القصور والتقصير وتسعى للتصحيح والاصلاح والاستجابة لطموحات الشعب ومطالبه، وللتحديات الكبيرة التي نواجهها ، لكي ننأى بالبلاد من مخاطر الدخول مجددا في انفاق مظلمة مليئة بالعقد والمشاكل، وايضا من مخاطر ما يحدث بالمنطقة.
|
|