قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

لنبحث عن خارطة الطريق للخروج من نفق الفتنة
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *اعداد / بشير عباس
ماهي خارطة الطريق للخروج من فتن الدنيا وبالذات الفتن العامة التي تكتسح الامة بين الفترة والاخرى والتي تخيم عليها بسحب داكنة لا يكاد المرء ان يرى أولها من آخرها؟
القران الكريم وهو كتاب هدى وحكمة ويهدي الناس الى الصراط المستقيم يهدينا الى السبل الكفيلة بالخروج من الفتنة، بعدما يذكرنا بهذه الفتن يقول للانسان: ايها الانسان انما جئت الى الدنيا لتعيش المحن والفتن والبلاء الشامل، فتذكر انت هنا في دار امتحان، وتذكر انت هنا انما جئت لتمر من هذا الطريق لتصل الى الجنة ان شاء الله، كما في الحديث الشريف: (خلقتم للبقاء لا للفناء)، فما هو الطريق؟
أولاً: معرفة الله
كما ان الانسان اذا عرف ربه وهو الله الخالق لكل شيء، تكون هذه المعرفة وسيلة لمعرفة كل شيء، فانه اذا عرف الخالق وهو المدبر والمهيمن سيعرف الحقائق باجمعها، فاذا عرف الله وانه حكيم وعرف بانه لابد للحكيم حينما يخلق الانسان ان يبعث اليه رسلاً، واذا عرف الله انه عدل لا يجور، عرف بانه لابد ان تكون هناك بعثة للانسان مرة اخرى الى الاخرة، واذا عرف الانسان ربه وعرف انه مقسط قائم بالقسط، عرف ان النظام الالهي لايمكن ان يكون نظاما ظالماً، وهكذا فان معرفة الله هي محور لمعرفة الحقائق كلها سواء العقائد او الاحكام او حتى الطبيعة، بينما الذين لا يعرفون الله طريقهم مقطوع وعلمهم مبتور، فاذا تسأل أمثال هؤلاء ماهي العلة في نمو هذه الشجرة يقول: الشمس والماء والاملاح، ثم تسأله ومن خلق الشمس؟ يقول لا اعرف! اي ان علمه يقف الى حد معين فلا توجد عنده انسيابية في علمه، بينما علم الانسان المؤمن يتصف بالتكامل حتى القليل منه فانه يُعد أكثر بكثير من العلم الذي أوتي به ذلك الرجل الذي يسمي نفسه (علمانياً)، بل انه جاهل في جهل مركب لان الجهل المركب هو ان يكون الانسان جاهلاً ولكن لا يعترف بجهله، وحسب ما يقول الشاعر :
قال حمار السفيه يوما لو انصف الدهر كنت اركب
فانني جاهل بسيط وراكبي جاهل مركب
وهذه هي المشكلة الكبرى في البشرية، ولذا من دون معرفة الله لا يمكن معرفة شيء لان الله هو الخالق وهو المدبر وهو المهيمن وهو الذي استوى على العرش وهو الذي يدبر الامور من صغيرها الى كبيرها.
والسؤال هنا؛ كيف نعرف ربنا تعالى ؟
إن كل الآيات التي تحيط بك تعرفك بالله، أي اذا نظرت الى الكون والى الشمس والقمر والى هذه الاجرام العظيمة الهائلة التي تسبح بالفضاء بدقة متناهية، "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون" فان الانسان يصل الى معرفة الله تعالى.
نُقل في التاريخ ان إمرأة عجوز كانت تغزل بالمغزل فمر بها فيلسوف وقال لها: من اين عرفتي ربك؟ قالت: من هذا المغزل! فقال لها كيف؟ قالت: عندما أوقف يدي من الغزل يتوقف المغزل، فهذه الشمس وهذا القمر وهذه السماء والارض والبحر والجبال كلها تتحرك كهذا المغزل، فاذا لم يحركه احد لا يتحرك، إذن، فمن يحرك هذا الكون كله؟! وإذن فبصيرة هذه المرأة العجوز كانت أنفذ من بصيرة ذلك الفيلسوف الذي كان محدوداً.
إن أي آية من آيات الله وأي علم بالسماء أو بالارض بل أي شيء في حياتك تراه، بل انظر الى نفسك والى جماعتك وممن حولك والى الاشجار وبشكل دقيق، ستنفذ بصيرتك من خلال هذه الاية الى الرب تعالى، واذا وصلت الى الرب من خلال معرفة الله تعالى ستعرف جميع الحقائق، أي اذا وصل علمك الى الله ستعرف السماء وتعرف الارض وتعرف السنن الالهية وتعرف اسماء الله الحسنى وتعرف كل شي، ولذلك ربنا تعالى في كتابه يبصرنا في اياته فلا يذكر حقيقة الا ويذكر قبلها او بعدها آية من آيات الله تعالى حتى يعرج الانسان من خلال هذه الآيات لمعرفة الرب تعالى.
ثانياً: المسؤولية
ان الانسان بطبيعته عجول في اتخاذ القرار واصدار الاحكام، وقد اشار القرآن الكريم غير مرة الى هذه الحقيقة: "وكان الانسان ظلوما جهولا"، أي ان الانسان جهول ظالم لنفسه، كما خلق ضعيفاً وخلق من عجل، لذا عليه أن يتخلص من هذه الخصلة ولا ينظر الى الاشياء المرئية بحيث يغيب عن نظره الحقائق التي وراء الاشياء المرئية.
لنأت بمثال على ذلك؛ انا وانت جالسين هنا، البعض ينظر الى البعض الاخر، ولا نقوم بحركة شاذة او غير طبيعية، حسناً، لكن هل نحن على هذه الحالة نستشعر وجود ربنا وهو ينظر الينا ويراقبنا؟ أو الذي يتكلم يقول: عندي رقيب عتيد، وسيسجلون عليّ كل كلمة وسأقف غداً وأحاسب عليها، "و وجدوا ما عملوا حاضرا" أي ان عمله يتجسد بذاته، وهل انا عندما اتكلم واختار انظر الى القلب، إذ ان الانسان وقبل ان يختار بلسانه، يختار بقلبه لان الانسان يفكر يخطط ثم ينفذ، فهو يُسيء الظن بالاخرين، ولا يعرف ان الله يعرف ما في قلبه، "اوليس الله اعلم بما في صدور العالمين"، "ونعلم ما توسوس اليه نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد"، من هنا اذا عرفنا الله تحملنا المسؤولية ونعرف اننا سنقف امامه "ويأتينا فردا"، إذ لا عشيرة ولا قوم، وهناك لا الكذب ينفع ولا الدجل ولا النفاق ولا الكلام، "بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره" فنحن في الدنيا ربما يتمكن البعض من خداع الآخر لكن الوحيد الذي لا يمكن خداعه هو رب العالمين تعالى، فاذا وصلنا الى هذه الحقيقة سنتشبع وعياً ونتملئ بالروح الكبيرة، لكن ماذا سيحصل إن تحملنا المسؤولية؟
في آخر (سورة العنكبوت) يهدينا الله تعالى الى الطريق، ففي هذه السورة ربنا يقول: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"، وفي (سورة العنكبوت) (69) آية كلها حول الفتن وكيف يخرج الانسان من دوامة الفتن؟ وبماذا؟ في بداية السورة تقرأ هذه الاية "احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون"، فبعض الناس يتصورون انه بمجرد القول: (آمنا)، فلن تكون هنالك فتنة. في حين ربنا يقول "ولقد فتنا الذين من قبلهم وليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"، فهذه الفتنة دائمية ولكل انسان، فلا يمكن ان يأتي انسان الى هذه الدنيا ثم يرحل الا ويفتتن. وفي نهاية السورة يقول تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين"، ففي بداية السورة ربنا يذكرنا بالفتنة، وفي نهاية السورة يذكرنا بطريق الخروج منها، ومن هنا اذا عرفنا الله، عرفنا اننا مسؤولون امامه "وقفوهم انهم مسؤولون"، فالكبير يسأل عن الصغير والكبير يسأل عن الصغير، والحاكم يسأل عن المحكوم والمحكوم يسأل عن الحاكم، و الغني يسأل عن الفقير، لكن السؤال؛ ماذا نفعل لكي نتحمل مسؤولية اثناء الفتن خصوصا الفتن الكبرى؟
ارجو من الله تعالى ان يوفقني للحديث عن هذه النقطة... في الآية التاسعة من (سورة العنكبوت) يقول ربنا تعالى: "الذين امنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين" بمعنى ان الصالح يجعله الله مع الصالح، ولا يفكر الانسان بانه كان من قوم فسدوا وهو صالح فانه سيلحق بهم، فالصالح يعرفه الله ويميزه عن الطالح ويبعثه مع الصالحين.
جاء رجل عند الامام الصادق سلام الله عليه وقال له: ياابن رسول الله... انا اذهب الى بلاد الروم بهدف التجارة، فقال له الامام : لا إشكال في ذلك، فقال: يقولون اذا ذهب شخص الى هناك ثم مات ودفنوه هناك سيبعث معهم، فما تقول؟ فقال له الامام: اذا متّ هناك وحدك ودفنت ستبعث أمة في رجل... كما هو حال ابو ذر الغفاري الذي يُبعث وحده، فيعطيه الله تعالى راية ويمشي بها الى الجنة ان شاء الله، و معنى الاية ان ربنا تعالى دقيق في تقييمه للناس، وليس المهم ان يعرفه الناس، بل المهم ان الله تعالى يعرفه ويعرف قلبه وعمله الصالح، ثم يقول: "ومن الناس من يقول امنا بالله..." أي تدعي الايمان، "فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله"، أي حصلت لديه مشكلة في الدنيا فانه يفقد الايمان والدين فوراً ويكفر بالمقدسات! أو يقول : لأني انسان مؤمن فانا معرض للضربات والمشاكل، وللأسف هنالك بعض الناس ممن حجّ وزار الامام الحسين عليه السلام، وفي حياته التزم بالصلاة والصيام، لكنه ينهار امام ابسط المشاكل، إن عذاب الدنيا مهما كان لا شيء أمام عذاب الاخرة الذي لا ينتهي "ومن الناس من يقول آمنا بالله فاذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله"، أي انه قارن بين فتنة الناس وبين عذاب الاخرة، وهذه هي النظرة الخاطئة، "ولان جاء نصر من ربك"، في هذه الحالة تجده اول من يتقدم ويقول: انا الذي انجزت وعملت و... لكنه اول الهاربين، الله يقول: "اوليس الله اعلم بما في صدور العالمين"، قليلاً ما يأتي الحديث في القرآن الكريم عن (صدور العالمين)، فاكثر شيء يأتي عن العمل، لكن هنا لان هؤلاء البعيدين منافقون، فان الله يقول: نحن نعلم ما في قلبه، وهذا الكلام يدلنا على ضرورة ان نراقب ربنا في قلوبنا وفي ما يجري هناك من وساوس وتحليلات والغيبة والتهمة، فاذا طهرت قلبك وبدأ لسانك يزهو وعملك يطهر فان امورك تنصلح كلها، لان القلب مصدر الهداية والعمل الصالح "اليس الله اعلم بما في صدور العالمين" ثم يقول تعالى: "وليعلمن الله الذين امنوا ..." الله تعالى يجعل الانسان في سلسلة من الامتحانات مرة بالجوع ومرة بالغنى ومرة بالمعارضة، فمرة يكون حاكماً فيصعد ثم ينزل، فيخرج الذي في قلبه، فاذا كان مؤمناً يظهر ايمانه، والمؤمن هو الذي لا يتغير سواء كان حاكماً أعلى أو كان موظفاً بسيطاً.
كان عبد الله بن عباس من اقرب المقربين الى الامام امير المؤمنين سلام الله عليه وكان حاملاً لكثير من علم الامام، حتى انه في ليلة واحدة حمله الامام علما في تفسير كلمة الباء في بسم الله الرحمن الرحيم، فاخذ يده وقال له ياابن عباس قال له: نعم مولاي، قال له: ما هي بداية القران؟ قال سورة الحمد، فقال له، وما هي بداية سورة الحمد؟ قال له بسم الله الرحمن الرحيم، فقال له: وبداية بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال الباء، فتكلم له الامام عن الباء والفرق بين الباء و(على) و(من) وحروف الجر وتكلم له الى ان أذن المؤذن لصلاة الفجر فقال الامام للصلاة ثم قال له: لو زادنا الليل لزدناك ابن عباس، فهذا المقرب كان جالساً في خيمة في بداية خلافة الامام، وكان الامام جالساً يصلح نعله والعشائر والقبائل والرايات جاءت لمبايعة الامام والناس مزدحمة، فقال له: سيدنا مولانا، يا امير المؤمنين... ان الناس ينتظرونك الامام أنزل راسه يصلح نعله مرة ثانية ذهب ورجع وفي المرة الثالثة الازقة امتلأت ايضا والشوارع ايضا والعالم ينتظر الامام... لكن الامام بقي مشغولاً باصلاح فردة نعله، ثم رفع نعله وقال له: كم قيمة هذه النعل؟ فقال له ابن عباس درهم او بعض درهم، فقال له: (لخلافتكم هذه أزهد عندي من هذا النعل).
لو كان لدينا مصباح (ديوجين) وندور به العالم لما وجدنا نظير هذا الموقف وهذه الرؤية، ولا حتى جزءاً منها، حقاً إن التقاتل على المناصب أمر عبثي وغير مجدي، لأن الهدف من وراء هذه المناصب اذا لم يكن صالحاً فان العواقب وخيمة، احد الوزاء اتصل بيّ قبل أيام وقال: ان شاء الله نعمل للدنيا وللاخرة، فقلت له: لا فرصة في الدنيا، إذ لم يبق منها الا (صوامة الاناء)، بل فكر بالاخرة وفي القبر عندما تلقى في القبر ومعك الكفن وحسب، وهناك يسألونك: من إمامك؟ ومن ربك؟ وما عملك؟ فاين الذين حكموا؟ واين ذهبوا؟ وما كان مصيرهم؟
الاسكندر المقدوني الذي يضرب به المثل في سيطرته على العالم، وذات مرة عندما موكبه الضخم ماراً في طريق والناس مزدحمون يرون موكب الاسكندر المقدوني واذا يرى عجوزاً نائماً على قارعة الطريق، ولا يستيقظ مع كل الضوضاء والضجيج، فتعجب الاسكندر فوقف على رأسه وحركه ثم قال: أما تعرفني؟! قال له: و من انت؟! فقال أنا الاسكندر، ثم قال له العجوز: الى اين ذاهب؟ قال له: لافتح البلاد، فقال له: واذا فتحت البلاد، فقال له: اصبح حاكماً كبيراً، ثم قال له: واذا صرت كذلك، فماذا يحدث؟ قال: لاشيء! فقال له: انا هو ذلك اللاشيء، بمعنى انك في النهاية ستصل الى مرتبتي، فهو صعد وصعد... لكن في النهاية لا شيء، أما المؤمن فانه في غناه وفقره لا يتغير، ونسأل الله ان يوفقنا لتحقيق ذلك، فهو أمر صعب، "وليعلمن الله الذين امنوا"، يقول الله: "اوليس الله اعلم بما في صدور العالمين" لماذا كرر الله مفردة العلم؟ الجواب: انما كرر لكي يقول ان الله يعلم علماً ظاهراً، بمعنى ان هذا المنافق سيظهر نفاقه، وهذا المؤمن سيظهر ايمانه ولذلك في اية اخرى يقول: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، فكل ما يحاول المنافق التستر في النهاية سيظهر نفاقه للعالم اجمع، والمؤمن كلما يحاول ان يستر اعماله الصالحة ويخلص عمله لله، فان الله سيظهر عمله الصالح، وهذه سنة الله.
واذن؛ خارطة الطريق هي ان كل فردٍ منّا يتحمل مسؤوليته ويفكر بينه وبين نفسه، ويسأل ما هو دوري بعد ان تغير العالم وحصلت فيه المشاكل والازمات؟ و يجرد نفسه عن المحيط والاهواء وكلام الاخرين ويفكر اين سيصل؟ فاذا فكرنا بهذا الطريقة سنجد الطريق. وذلك من خلال الخطوات التالية:
أولاً: اكتشف اصحابي واكتشف الناس الصالحين وانضم لهم واتحد معهم وشكل بيني وبينهم هيئة للعمل الصالح الذي اراه في المجتمع، بمعنى ابحث عن العمل والمهمة في الساحة لاتبناها واتحملها.
ثانياً: ابحث عن قيادتي لان الامة من دون قيادة لا تصلح، والامام علي سلام الله عليه يقول: (واعلم ان لابد للناس من أمير بر او فاجر).
جاءت امراة الى الامام الصادق سلام الله عليه وسألت الامام سؤالاً، فقال لها: ولماذا تسألين هذا السؤال؟ قالت: ياابن رسول الله، انا قلدتك ديني، و اذا سألني الله يوم القيامة، من اين اخذتي دينك، فاقول انما اخذت ديني من جعفر بن محمد الصادق سلام الله عليه، ولذلك انا اسألك، فقال لها الامام : ما دمتي هكذا فهذا العمل غير جيد.
وفي هذا الطريق يجب على الانسان وقبل الاختيار، ان يزيح الدعايات والتلميعات حول الشخص المعين وكذلك ما تحيط به من امكانات وقدرات وصلاحيات، كما لا يجب أن يبحث عن الحزب الحاكم، انما يبحث عن الحق، فاذا فكر المجتمع بهذه الطريقة و وجد قيادته فانه سيجد الطريق للخلاص والنجاة من الفتنة، وليس بالضرورة ان يكون القائد واحداً، فربما يكون هنالك مجموعة من القادة اتحدوا مع بعضهم لتحمل مسؤولية انقاذ المجتمع من نفق الفتنة والقيام بهذا الدور في هذه اللحظة التاريخية.