قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

نعم.. "المسيحيون" أقرب إلينا من "الوهابية"
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة رجاء عبد الرحمن ـ الهدى ـ بغداد:
لم يكن مستغربا أبدا أن تتعرض مواكب ومجالس عزاء السبط الشهيد وسيد شباب أهل الجنة الامام الحسين(ع) في عاشوراء هذا العام ـ كما في كل محرم ـ الى عمليات تفجير واستهداف دنيئة، أدت الى سقوط مزيد من الشهداء والجرحى، في بغداد وكركوك وديالى وبابل وغيرها من المناطق، على يد زمر التكفير (الوهابي البعثي).فيما كان الاعلام الوهابي يبث سمومه على شيعة أهل البيت(ع) تارة بتكفير وتشريك من يحيي شعائر الامام الحسين(ع)، وتارة بإبراز حقده الدفين وخطه الأموي وبالممارسة الفعلية عبر التأكيد والدعوة للاحتفال بيوم العاشر كعيد وفرح، ومن ذلك ماكاد أن يصل الى حد تفجير فتنة في الكويت عندما نشر مركز تكفيري لافتات واعلانات كبيرة في شوارع وأماكن كتب فيها أن يوم العاشر من محرم يوم فرح وسرور وعيد .
وبالمقابل أيضا، لم يكن مستغربا أبدا، أن تكون هناك علاقات ووشائج الفة وتعاون بين الموالين لإهل البيت (ع) والمسيحيين في العراق، بل وفي العالم ايضا، في ايام عاشوراء، والشواهد على ذلك كثيرة، فكما في الاعوام السابقة، كانت هنالك مواكب حسينية باسم المسيحيين في العراق وايران ولبنان، وفي العراق خاصة اعلن المسيحيون في أكثر من منطقة، مثل بغداد، والبصرة، وغيرها من المدن، عن تأجيل إحتفالاتهم (يوم العاشر من محرم)، بمولد السيد المسيح نبي الله عيسى عليه وعلى نبينا افضل الصلوات والسلام، احتراما منهم لإخوانهم الشيعة ولمجالس عزائهم وإحزانهم التي تقام منذ اليوم الأول في محرم.بل و مشاركة منهم في الحزن والعزاء بمصاب سيد الشهداء(ع)، فقاموا بمشاركة شيعة أهل البيت(ع) في المواساة والتعزية في هذا اليوم الحزين الفجيع.
العوائل المسيحية في بعض مناطق بغداد، نظمت موكبا عزائيا وتوجهت به إلى كربلاء، وقامت أخرى منهم بتقديم الطعام للمواكب الشيعية التي تمر بالقرب من بيوتهم، مقدمين بذلك صورة رائعة من صور التلاحم والتعاضد والتلاقي بين أبناء هذا الشعب، وفي البصرة ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ و ضمن سعي أصحاب المواكب الحسينية لبث روح وثقافة التسامح والمحبة، سمى السيد أبو طالب، صاحب موكب عزاء عاشورائي موكبه الكائن في محلة الطويسة في البصرة، باسم "موكب عيسى بن مريم" (ع) على خلاف التسميات الشيعية المعتادة هنا، احتراما ومحبة لكثير من الأسر المسيحية والمندائية التي تسكن المنطقة هذه، منذ عشرات السنين، ويقول أبو طالب" سمينا موكبنا باسم السيد المسيح ليس لأن كثيرا من الأسر المسيحية تسكن قرب الموكب وحسب، بل لأن كثيرا منهم تبرع ببعض أمواله للموكب، وساعدنا في نصب المخيم وتقديم الطعام والشاي للزائرين، وهناك من النساء المسيحيات من يأتين في المساءات للتبرك".ويضيف " هناك امرأة من طائفة الصابئة المندائيين سمت ابنها حسين قبل نحو 6 أعوام أو أكثر، تيمنا بالحسين(ع)، لأنها عانت من مشاكل من زواج ابنها الذي لم تنجب زوجته على الرغم من مرور سنوات على زواجهما، فنذرت لوجه الله أنها إذا رزقت ولدا فستسميه حسين".وفي البصرة أيضا، أكد القس عماد البنا، راعي كنيسة مافرام بالعشار، وكبير مطارنة الطوائف المسيحية بالبصرة، أن الكنيسة لن تستقبل "المهنئين بأعياد الميلاد التي تبدأ في 25 ديسمبر لمصادفتها مع مناسبة مقتل الحسين(ع) ومناسبة عاشوراء" وأنه يعتذر عن "استقبال رجال الدين المسلمين وشيوخ العشائر ومختلف وجوه المجتمع البصري الذين اعتادوا على زيارته في المناسبة هذه من كل عام". هذا وتكررت مثل هذه المواقف في مدينة الصدر، ومناطق اخرى من بغداد وكركوك وغيرهما، وكذلك في مدن عدة في ايران ولبنان. كما قامت قناة "آشور" المسيحية العراقية، بوقف مظاهر الاحتفال بمولد المسيح والعام الميلادي الجديد،.. بل انها فاقت الكثير من القنوات "العراقية" والعربية التي تجاهلت هذا الحدث و لم تعطه القيمة الحقيقة حيث نقلت من كربلاء مباشرة وقائع العاشر من محرم الحرام ومجالس العزاء والمواكب بل عرضت حلقات تلفزيونية عن واقعة الطف. وتلقت سيلا من الاتصالات والمشاركات التي تعبر عن الشكر والتقدير لهذا الموقف الجميل.
نعم .. المسيحيون، أقرب أخلاقا والفة ومحبة وتفهما.. الينا، من "الوهابية" ومن لف لفهم من التكفيريين الذين يدّعون زورا وبهتانا أنهم مسلمون، ويمثلون اخواننا السنة، وهم في الحقيقية يكفرون اغلبهم ايضا !، وهم منهم براء..ولاننسى أيضا أنهم كذلك (أي المسيحيين) مازالوا يتعرضون في العراق للعنف وتفجير كنائسهم، من قبل ذات القوى التكفيرية التي تستهدف زوار كربلاء..