قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

نهج الحسين(ع) والمشتغلين بالسياسة
خادم الحسين(ع)
الحسين (ع) ثقافة ونهج وطريقة تفكير تختزل المبادئ والقيم الإلهية، والمؤمنون بالحسين (ع) يبصرون الحياة بمنظار تلك القيم.
وقد يغفل المؤمنون في خضم معتركهم لمتغيرات زمانهم عن النهج فيسلكون سبلا بعيدة كل البعد عن قيم السماء، تلك القيم التي كانت كربلاء مظهرها الأكبر وصوتها الأعلى، وهذه الغفلة ربما تسوقنا إلى أن نتسوّل سبلاً معوجة نستقيها من الآخرين، ونحن نمتلك معدن العلم، ونتولّى ساسة العباد.
لا ينبغي أن نتذكّر الإمام الحسين (ع) فقط وفقط في حالات الرخاء، اوضمن مشاعر الحزن وفي أيام العزاء المعروفة، وإنما تذكرنا للإمام الحسين (ع) لابد أن يكون في كل ظرف نمر به، بما في ذلك ما يمر علينا من أحوال السياسة وتقلباتها، هذه ضرورة ينبغي الإلتفات إليها لكي لا يشملنا قول الإمام الحسين (ع) : (الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديانون) .
فمن البلاء التقلبات اليومية في المسار السياسي المعاصر، تلك التقلبات التي تشكل تحديات يومية لدين الإنسان، ولحقوق الإنسان، ولمستقبله.
وأيضا؛ ينبغي لخطاب التوجيه أن يقابل شعارات التبرير والخنوع، وأمثولات التيارات المختلفة بأمثولات كربلاء في مثل الحق وتفسيره. فأمثولات الحسين (ع) تقمع باطلهم بأحسن بيان وأفضل تفسير. فأمام تحريف "الواقعية" "هيهات منا الذلة" ومقابل "التعايش مع الانحراف والركون الى الظلم" "ومثلي لا يبايع مثله"، ومقابل"أنا وأخي على ابن عمي، وأنا و أخي و ابن عمي ضد عدوي" "أولسنا على الحق" ومقابل " حشر مع الناس عيد وتبرير الفساد بكل اصنافه" " أنما خرجت لطلب الاصلاح .. آمر بالمعروف وانهىعن المنكر..".
من هنا، نوجّه رسالة ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين، إلى كافة المتصدّين للشأن السياسي، بأن لا ينسوا قيم كربلاء،
وصاحب نهضتها، فهي مصباح الهدى وهي سفينة النجاة، في كافة المجالات.